ثلاثة اعتداءات إرهابية تستهدف منشآت نفطية في حمص.. وتواصل عمليات توزيع الغاز والمازوت للمواطنين … البرازي لـ«الوطن»: تصرف يائس من أعداء الوطن
| حمص - نبال إبراهيم - دمشق – الوطن – وكالات
تواصلت عمليات توزيع الغاز للمواطنين منذ صباح أمس في حمص، رغم تعرض ثلاث منشآت نفطية في المحافظة لاعتداءات إرهابية جوية يرجّح أنها تمت عبر طائرات مسيّرة.
وبينما أكد وزير النفط والثروة المعدنية علي غانم أن هذه الاعتداءات هي أحد الفصول الإرهابية للاستهداف الممنهج للقطاع النفطي، اعتبر محافظ حمص طلال البرازي أن هذا الاعتداء الإرهابي هو تصرف يائس من أعداء الوطن بعد انتصارات الجيش العربي السوري المتتالية والانجازات الجديدة التي حققها مؤخراً في كل من حلب وإدلب.
وفي التفاصيل، فقد تعرضت فجر أمس عدد من المنشآت النفطية في حمص وريفها لاعتداءات إرهابية متزامنة طالت مصفاة حمص ومعمل غاز جنوب المنطقة الوسطى ومحطة الريان للغاز ما تسبب في اندلاع عدة حرائق وإلحاق أضرار مادية في بعض الوحدات الإنتاجية.
وأوضح محافظ حمص في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن الاعتداءات جاءت عن طريق الجو بصواريخ أو طائرات حربية، مشيراً إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات هذه الاعتداءات، لافتاً إلى أن هذه الاعتداءات لم ولن تؤثر في عمليات توزيع مادتي الغاز والمازوت على المواطنين، مبيناً أنه منذ الساعة الـ6 صباحاً بدأت سيارات الغاز بتحميل واستلام مخصصاتها من أسطوانات الغاز لتوزيعها على الأهالي كما هي العادة.
وأوضح البرازي أنه تمت خسارة إحدى مستوعبات الغاز في مصفاة حمص وتضرر إحدى الوحدات الإنتاجية جراء الاعتداءات، مؤكداً أنه تمت السيطرة على الحريق وتم إخماده بالكامل في ساعات الصباح الباكر، لافتاً إلى أنه توجد هناك خزانات أخرى تكفي لتغطية احتياجات المواطنين، وأن الوحدات الإنتاجية التي تضررت تحتاج إلى بضعة أسابيع لإصلاحها، مشيراً إلى أنه تم استهداف معمل جنوب المنطقة الوسطى أيضاً وتمت السيطرة على النيران والأضرار بسيطة ولا تذكر.
وأشار إلى الجهود الكبيرة والجاهزية التي بذلها وأثبتها عمال الإطفاء للسيطرة على الحريق، لافتاً إلى أن سلسلة الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت المنشآت الحيوية من بداية الحرب حتى الآن سواء كانت بشكل مباشر من العدو أو بشكل غير مباشر عبر وكلائه، هي دليل على أن الحرب مستمرة على الشعب السوري ولم تنته ولم تتوقف وتأخذ شكلها العسكري والسياسي والاقتصادي.
واعتبر البرازي، أن هذا الاعتداء الإرهابي هو تصرف يائس من أعداء الوطن بعد انتصارات الجيش العربي السوري المتتالية والانجازات الجديدة التي حققها مؤخراً في كل من حلب وإدلب.
بدوره، قال غانم في تصريح للصحفيين خلال تفقده المصفاة: إن «الاعتداء تسبب بأضرار في بعض الوحدات الإنتاجية، وأن هذا الاستهداف للمواقع النفطية الثلاثة ممنهج ومتزامن، ما تسبب بأضرار في بعض الوحدات الإنتاجية وخروج عدد من هذه الوحدات في المواقع الثلاثة عن العمل، لافتاً إلى أن الورشات الفنية بدأت بتقييم الأضرار والبدء بأعمال الصيانة والإصلاح بعد السيطرة على الحرائق وإخمادها خلال الساعات الأولى من اندلاعها.
وبيّن غانم، أن العمال في معمل جنوب المنطقة الوسطى عملوا على تجنيب المعمل مشكلة كبيرة من خلال إجراء فني تمثل بتحويل الغاز مباشرة إلى شبكة دون دخوله إلى المعمل.
وقال: «ما شهدناه من اعتداءات، هو أحد فصول الاستهداف الممنهج للقطاع النفطي، الذي كان مستهدفاً بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال الحصار طوال فترة الحرب، مؤكداً أن هذا الاعتداء الإرهابي لن يؤثر في الغاز المنزلي وأنه تم رفع الجاهزية للتعامل مع أي اعتداء.
من جهته، أشار مدير عام مصفاة حمص هيثم مسوكر في تصريح لـ«الوطن»، إلى أن الاعتداء الإرهابي على المصفاة جاء عن طريق الجو عبر طائرات مسيرّة على الأغلب، موضحاً أن الاستهداف كان بخمس قذائف صاروخية بطول نحو 30 سم، إحداها أصابت خزان غاز لا يحوي سوى كمية قليلة جداً من الغاز وأحدثت ثقباً فيه من الأعلى بحوالي 10 سم سيتم إصلاحه عبر ترميمه برقعة واستخدامه مجدداً، في حين أصابت قذيفة أخرى أنبوب إحدى الوحدات الإنتاجية بالمصفاة وتمت السيطرة بالكامل على الحريق وإخماده، على حين لم تتسبب بقية القذائف بأي أضرار أخرى.
وأشار مسوكر، إلى أنه تمت إعادة إقلاع الوحدة 100 الإنتاجية على الفور وبدأت بعملية الإنتاج وستتم متابعة إقلاع بقية الوحدات وحدة تلو الأخرى.
وأوضح مدير الدفاع المدني بحمص العميد نضال محلا في تصريح لـ«الوطن»، أنه تم إخماد الحريق الذي اندلع ضمن وحدة تحصيل الإنتاج خلال أقل من ساعتين بعد السيطرة عليه وتبريد كامل المنطقة المتضررة ومحيطها، ومتابعة إطفاء الحريق الذي اندلع في خزان الغاز أيضاً والسيطرة عليه بعد نحو 5 ساعات من الاشتعال، في حين تمت المباشرة على الفور بعمليات تبريد الخزان المتضرر وكامل الخزانات المحيطة بمكان الحريق.
من جانبه، قال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، رامي عبد الرحمن حسب وكالة «أ ف ب»: إنه جرى استهداف المنشآت الثلاث بطائرات مسيّرة، مرجحاً أن يكون تنظيم داعش خلفها.
تأتي هذه الاعتداءات الإرهابية على المنشآت النفطية في الوقت الذي تمارس فيه الولايات المتحدة الأميركية بالتعاون مع النظام التركي سرقة موصوفة للنفط والغاز السوري في منطقة الجزيرة وتفرض فيه واشنطن إجراءات قسرية وحصاراً على الشعب السوري.