«سلطان زمانو» على مسرح الخيام حتى شهر رمضان … محمد خير جراح: أهمية عودة المسرح إلى ألقه بصفته الأب الروحي للفنون
| وائل العدس - تصوير طارق السعدوني
يعود المسرح التجاري الشعبي إلى سهرات ليالي دمشق، ومعه تعود الحياة إلى مسرح الخيام في شارع 29 أيار بعرض جماهيري كبير.
«سلطان زمانو» هي المسرحية التي تقدمها فرقة «مسرح سورية» في أول نشاطاتها المسرحية حرصاً منها على إعادة الأنوار للمسارح.
يرفع الستار بدءاً من الثامنة والنصف من مساء السادس والعشرين من شهر كانون الأول الجاري ولغاية أول أيام شهر رمضان المبارك، بواقع أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع.
المسرحية اجتماعية كوميدية ناقدة يقدمها تجمع «مسرح سورية» بالتعاون مع Q media وتروي حكاية رجل يقع بغرام امرأة تعمل في تياترو ويفعل المستحيل للوصول إليها.
العرض من بطولة وإخراج محمد خير الجراح بالاشتراك مع الفنانين أريج خضور وفادي حموي ورشا رستم وأحمد حجازي وسمير الشماط ومحمد سويد، وكتب كلمات الأغاني الشاعر مضر شغالة ولحنها معن دوارة، ويشارك في العرض أيضاً فرقة جلنار للفنون الشعبية بقيادة علي حمدان، وصمم الأزياء حكمت داوود، النص والتعاون الفني لسعيد الحناوي وإنتاج أسامة سويد، ومدة العرض ساعتان على فصلين بينهما استراحة مدتها 15 دقيقة.
أسرة المسرحية عقدت مؤتمراً صحفياً على خشبة «الخيام» للتعريف بعملها الجديد، وكانت هذه التفاصيل:
ملهم الإنسان
بدأ النجم محمد خير الجراح بالحديث عن العرض فقال: «سلطان زمانو» قريب من الناس، يشبههم ويشبهونه، يرسم الضحكات على وجوههم، يوقظ التراث الحي في داخلهم، إنه المسرح أبو الفنون، ملهم الإنسان ومحفزه للرقي الفكري، لأنه الأصل، ولأنه مرآة مجتمعنا وأسلوب حياتنا، ولأنه سورية بعبقها القديم وعشقها المتجدد.
وأضاف: أتينا لنرسم الضحكات على وجوه الناس لنسترجع الحكاية، حكاية المسرح الشعبي، مسرح العائلة السورية، في كل شارع، داخل كل بيت، في قلب كل محب.
وتابع: إنها قصصنا المروية، سرداتنا اللطيفة في الشتاءات الدافئة، أحاديث أطفالنا وشبابنا، لنبتعد قليلاً عن الواقع الافتراضي، ونقترب أكثر من التواصل المحسوس.
ووجه كلامه للجمهور فقال: تعالوا معنا إلى عالمنا اللطيف، حيث تمتزج الضحكات مع بعضها لتشكّل مسرحاً أنتم أبطاله.
من ناحية ثانية، بيّن أن ما يقدمونه في «سلطان زمانو» هو محاولة من محاولات عديدة لإعادة إحياء هذا النوع من المسرح، مشيراً إلى أن تجربة «السيرك الأوسط» كانت غنية بالنسبة له على عدة أصعدة، وأضاف: على الأقل تعرفنا من خلالها على طريقة تفكير الناس، وهذا يحسب لفريق «فضا» لأنهم قاموا بالمبادرة الأولى، وإن كانوا يرغبون في أن تُسجل الخطوة الأولى بإعادة المسرح الشعبي لهم، لا مشكلة لدينا، أنا شخصياً لا يهمني من يكون المبادر، وإنما فقط أن يعود المسرح الشعبي، والمهم أنه لن تقتصر عروضنا على هذا الشكل فقط، وإنما نسعى لتقديم أشكال مختلفة ستأتي تباعاً».
وأكد أن إعادة المسرح الشعبي لخشبات المسارح الخاصة بعد فترة طويلة من الغياب، بمنزلة حلم قديم له، واصفاً التجربة بـ«المغامرة» وتحد كبير في ظل انحسار المسرح اليوم واتجاه معظم النجوم إلى الدراما التي تحقق الانتشار الأوسع وترضي الجانبين المادي والمعنوي للفنانين، لافتاً إلى أهمية عودة المسرح إلى ألقه بصفته الأب الروحي للفنون ولقدرته على مخاطبة الجمهور وجهاً لوجه.
وشدد على أن العرض تقليدي يعود بنا إلى مسرح الثمانينيات والتسعينيات ولكن بشكل أنضج يتعلق بالتقنيات الحديثة، وركزنا أن يكون عرضنا لائقاً بمدينة دمشق العظيمة وليكون أحد خيارات الناس في السهرات غير المطاعم والمقاهي لسد جزء من احتياجاتهم، وخاصة الأشخاص غير القادرين على ارتياد الأماكن الغالية الثمن، ولذلك ستفاجؤون بأسعار البطاقات الرمزية عند العرض.
وأشار إلى أن المسرحية تخاطب كل العقول وتناقش أمور المواطن من هموم اجتماعية وعاطفية وحياتية، في تحويل الصورة الأدبية إلى خطاب يناسب الشرائح كافة.
وأكد أن جميع الممثلين المشاركين في المسرحية نجوم محترفون، ويمارسون المهنة منذ زمن، وبالتأكيد سيقدمون مهامهم بمنتهى الحب.
وأثنى الجراح على دور المنتج ودعمه اللامتناهي، إلى جانب عدد من الجهات التجارية.
الأحلام والهواجس نفسها
وتحدثت الفنانة أريج خضور عن تجربتها مع الجراح فقالت: ليست التجربة الأولى ولن تكون الأخيرة، نحنا لدينا الهواجس والأحلام نفسها، وهو شخص صاحب تاريخ فني كبير متوارث عن والده الفنان الكبير الراحل عبد الوهاب الجراح.
وقالت: إنها ترفع القبعة للمنتج أسامة سويد الذي عاد إلى سورية بهدف إحياء المسرح وقدمكل ما يلزم.
ورداً على أحد الأسئلة أكدت أنها خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، وقد درست لأربع سنوات العلوم المسرحية ولم أدرس أي شيء له علاقة بالكاميرا، ولذلك فإن مكاني الطبيعي على خشبة المسرح.
وشددت على ضرورة أن يستمر الفنان بالظهور على خشبة المسرح إلى جانب الدراما والسينما.
هموم المواطن
أما الكاتب سعيد الحناوي فبيّن أنه اعتمد بكتابة النص الكوميدي، على ما في الواقع اليومي من مواقف تضحك قهراً، من خلال ملامسته هموم المواطن السوري في مختلف النواحي، وأضاف: «عندما نتكلم عن هذه المواقف بطريقة تخاطب العقل، فنحن قادرون على إضحاك الجمهور، أي إننا نقول في هذا العرض، شر البلية ما يضحك».