الواقع يكذب الغطاس! … «السورية للتجارة» لم تسوق من حمضيات طرطوس سوى 200 طن في 32 يوماً
| طرطوس- الوطن
بعد مضي أكثر من شهر على توجيهات الحكومة ووعودها وزيارة وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عاطف نداف لطرطوس من أجل دعم زراعة ومزارعي الحمضيات والبدء بتسويق كميات جيدة من قبل السورية للتجارة وإرسالها بسياراتها للمحافظات مجاناً تبين أن مرتسمات هذا الكلام على أرض الواقع شبه معدومة حيث أكد الكثير من الفلاحين الذين تواصلنا معهم أنهم مازالوا يبيعون عبر سوق الهال وبأسعار تقل عن التكلفة وأنهم لم يلمسوا أي تحرك مباشر وجدي من السورية للتجارة رغم التصريحات.
تابعنا هذا الملف مجدداً مع المعنيين فأوضح عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة راتب إبراهيم أنه منذ زيارة وزير التجارة الداخلية إلى محافظة طرطوس في العشرين من شهر تشرين الثاني الماضي يتم تسويق سيارتين يوميا بمعدل نحو عشرة أطنان لكل سيارة (أي 20 طناً) ويتم التسويق إلى مختلف المحافظات، مضيفاً: إن المحافظ تواصل مع بعض المحافظين لتسهيل عملية التسويق من دون عوائق كما تم عقد اجتماع موسع بهذا الخصوص والقيام بجولات على الأسواق وبعض الحقول وتم الاتفاق على تأمين عدد لا بأس به من السيارات لتقوم بنقل المحصول مجانا إلى بقية المحافظات عبر السورية للتجارة وهذا الأمر يفترض أنه يتم فعلا وخاصة أنه تم تأمين مادة المازوت للسيارات التي تنقل محصول الحمضيات كما تم تشكيل لجان من السورية للتجارة واتحاد الفلاحين والتموين والزراعة من أجل الإشراف على عملية التسويق.
ونفى رئيس اتحاد فلاحي طرطوس مضر أسعد حصول أي تحسن في التسويق لصالح الفلاح من قبل السورية للتجارة مؤكداً أن مجمل ما تم تسويقه من قبلها منذ زيارة الوزير لطرطوس حتى الآن (منذ 32 يوماً) لم يتجاوز 200 طن فقط من أصل 250 ألف طن أي بمعدل يومي لا يزيد على ستة أطنان وليس عشرين طناً، وقال أسعد: إن الكمية المسوقة لم تتم بعلمنا كاتحاد ولم يتم شراؤها من أي فلاح إنما تمت بطرقهم الخاصة وكحل لهذه المشكلة المزمنة لابد من إحداث شركة عامة متخصصة بالتسويق لأن دمج المؤسسات كافة بالسورية للتجارة أدى لتعدد مهامها من تجارية وربحية وريعية وهذا أضر بالجانب التسويقي ولا بد أن يتم دعم المؤسسة المحدثة من الحكومة بالأموال اللازمة سواء لتسويق الحمضيات أو أي محصول آخر بحاجة لذلك إلى جانب فتح أسواق خارجية للتصدير.