من دفتر الوطن

هدايا.. هدايا!

| عصام داري

قرأت منذ أيام خبراً في هذه الصحيفة، نشرته معظم الصحف الفنية، يقول: إن رجل أعمال مصرياً أهدى ممثلة مصرية حسناء «فيلا» فخمة في «الكومباوند» الخاص به، وهذا هو الاحترام عينه، ألا توجد (رجلة أعمال) عفواً، سيدة أعمال تهديني أسطوانة غاز ولها الأجر والثواب عند الله.
أعرف صديقاً توفاه اللـه منذ مدة، كان إذا عشق فتاة فإنه يدعوها إلى مأدبة عشاء في مطعم فخم وبعد الانتهاء من تناول الطعام يخرج من جيبه مفتاح سيارة حديثة ويقول لها: سيارتك على باب المطعم! والمفارقة المؤلمة أن هذا الصديق عندما توفي لم يكن في جيبه سوى ثلاثمئة ليرة سورية، وقد سدد صديق آخر فواتير المستشفى.
أما الملياردير اليوناني الأشهر أرسطو أوناسيس فقد عشق جاكلين كندي، أرملة الرئيس جون كندي، وقد دعاها لزيارته في باريس، فجاءت من الولايات المتحدة، وفي المساء اصطحبها إلى مطعم «مكسيم» وهو أشهر مطعم في العالم لتجد أنه حجز كل المطعم، حيث قام 260 شخصاً على خدمة طاولة واحدة، وعندما تزوجها كانت هدية الزفاف أرخبيل جزر في اليونان!
ومنذ فترة وجيزة أهدى لاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو صديقه جزيرة في اليونان بمناسبة زفافه، ويبدو أن جزر اليونان كثيرة، وأتمنى على أحدهم أن يهديني بطاقة سفر بالزورق إلى جزيرة أرواد وسندويشة شاورما من اللحم الضاني.
أهدت إدارة فريق كروي خليجي كل لاعبي الفريق سيارات فاخرة كمكافأة على فوزه في إحدى البطولات، كما أهدت شركة «أودي» سيارات فخمة أيضاً لكل لاعبي فريق ريال مدريد باعتبار هذه الشركة هي راعي الفريق وتقدم السيارات للاعبين سنوياً، وأعلن للمحسنين أن دواليب سيارتي مهترئة وربما يؤدي ذلك إلى حادث مميت في الشتاء، وأحملكم المسؤولية كاملة.
ولأن الهدايا تتناسب مع الذي يقدم الهدايا والمهدى إليهم فنحن والحمد لله تلقينا ما نستحق من هدايا على مدى سنوات وسنوات، وسأذكر بعض تلك الهدايا وسأعتذر عن ذكر الجهة، أو الجهات التي منحتنا هداياها الباهرة:
لكل مواطن ومواطنة أسطوانة غاز مع حبة مسك كل عشرة أيام.
لأن «الدفا عفا» فقد تلقينا هدايا بالجملة والمفرق من المازوت والتيار الكهربائي الذي يعمل خمساً وعشرين ساعة في الأربع والعشرين.
بعد زيادة الرواتب مباشرة، وكي يتمتع الموظف الجشع والطماع براتبه الجديد قرروا تخفيض أسعار اللحوم والخضراوات والفواكه والزيت والسمنة والأجبان والألبان والمحارم الورقية والقماشية والبلاستيكية والمعلبات بما فيها السردين والتونة لتعويض المواطن عن قلة السمك والحاجة الماسة لـ«أوميغا3» الضرورية للصحة.
وعندما اشتكى مواطن واحد يعيش في أقصى مكان في البادية من تعطل الصراف الآلي القريب من خيمته، تحرك جيش من الخبراء واستبدلوا الصراف بواحد «بعلبته» جاء مباشرة من دولة «صرافستان» المتخصصة بصنع صرافات تعمل على الطاقة الشمسية والقمرية، بل بإمكانها أن تستمد الطاقة من النجوم ليلاً فتصوروا العز الذي نحن فيه!
وتمتعوا بهذه النعم أيها المواطنون الأعزاء، والآتي أسوأ في ظل إقرار «قانون سيزر» أي «قيصر» الذي يفرض حصاراً تاماً على سورية، وعلينا العودة إلى العصر الحجري الأول، والشموع والكاز إن وجدت، ولكم طول البقاء!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن