مع انشغال دول المنطقة بمشاكلها الداخلية، وبحروبها على الإرهاب المدعوم أميركياً وإسرائيلياً، بدأت صفقات الغاز المعقودة بين تل أبيب وعدد من الدول العربية بالسريان، حيث أعلنت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية «نيبكو»، بدء الضخ التجريبي للغاز الطبيعي المستورد من شركة «نوبل إنيرجي» الأميركية، والذي يضخّ من حقل «ليفياثان» الإسرائيلي اعتباراً من بداية العام المقبل.
وأوضح بيان الشركة أن الضخ التجريبي «يهدف لاختبار الجاهزية الفنية للبنية التحتية لبدء الضخ الفعلي، ويستمر لمدة 3 أشهر، قبل بدء استقبال الغاز بشكل يومي، والمخصص لأغراض توليد الكهرباء».
وتحدث بيان الشركة عن أنها أقدمت على هذه الخطوة «بعد دراسات معمّقة للخيارات المتوفرة آنذاك، فالاستيراد من أي دولة عربية مصدرة للغاز سيتمّ بواسطة البواخر على شكل غاز مسال وسيكون بتكلفة أعلى، لعدم وجود حدود مباشرة مع الدول المصدرة للغاز».
وبدا لافتاً ما جاء به البیان بأنه «عند التعاقد على استیراد الغاز من الشركة الأميركية، لم یكن الغاز المصري متاحاً للأردن، بل إن مصر ذاتها كانت تستورد أحیاناً الغاز من الأسواق العالمیة وتعید ضخه من خلال میناء الغاز في العقبة».
ومعلوم أن «خط الغاز العربي» الذي يصل بين حقول الغاز المصرية حتى بلدة دير علي جنوب دمشق مرورا بالأردن، قد تم انجازه قبل 2006، واستفادت منه الدول الثلاث طوال الفترة السابقة، بل أن فرعا من هذا الخط كان يزود إسرائيل بالغاز من سيناء واستهدفته المقاومة الفلسطينية مرات عدة.
بالتوازي، أكدت الخارجية «الإسرائيلية» أنه «من المقرر أن تبدأ إسرائيل في تصدير الغاز الطبيعي إلى مصر خلال الأيام المقبلة»، وقالت في بيان لها «لقد وقع وزير الطاقة يوفال شتاينيتز على التصاريح اللازمة لتصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى مصر».
وأضافت: «الغاز الطبيعي الإسرائيلي الذي سيبدأ بالتدفق من حقل ليفياثان في إسرائيل إلى مصر الأيام المقبلة، مخصص للاستخدام في السوق المحلي المصري»!