رياضة

في صالات السلة.. دخان وأطعمة وفوضى عارمة واتحاد السلة يكتفي بالصمت

| مهند الحسني

إذا كانت كرة السلة على هذه الشاكلة فلم نعد نريدها، وإذا كنتم غير قادرين على الارتقاء باللعبة فالأفضل لكم الجلوس في بيوتكم، وترك العمل لمن يتمكن أن يجتهد ويقدم كل جديد، ما يجري في صالاتنا لا يمكن أن نعتبره حالة عابرة يمكن غض الطرف عنها، أو اعتباره حادثة عابرة لن تتكرر، لأنه وكما يقولون (طفح الكيل) من بعض الذين يرون في صالاتنا ملاذاً لممارسة بعض الأفعال الصبيانية.
نعرف تمام المعرفة حجم الجهود التي يبذلها القائمون على إدارة مدينة الفيحاء في سبيل إبقاء المدينة بجميع صالاتها في جاهزية كاملة، ونخص بالذكر مدير المدينة، وندرك حجم الضغوط التي تعاني منها المدينة، وخاصة صالتي السلة اللتين تستوعبان جميع أندية العاصمة وريفها، وكل تدريبات الفرق تسير ضمن برنامج تضعه إدارة المدينة برئاسة السيد سليمان حويلة الذي لا يتوانى عن التدخل في كل صغيرة وكبيرة في سبيل سير أمور جميع الفرق دون أي منغصات، وهو يعد أحد أهم أسباب نجاح تفوق المدينة عن غيرها من المدن الرياضية، لكن هذه الجهود المبذولة لابد لها من بعض الهفوات الخارجة عن إرادتها، حيث لم يتمكن القائمون على أمور المدينة ومعهم اتحاد السلة من كبح جماح البعض الذين يتناولون المشروبات والدخان والأطعمة دون أن يكون لهم أي رادع يردعهم، أو يحفظ سلامة ونظافة الصالة.
في مباراة الجيش وضيفه الوثبة التي جرت يوم الخميس الفائت، وحضرها البعض من جمهور الفريقين، عابها الكثير من السلبيات من تناول البعض للأطعمة الجاهزة والمكسرات، وشرب الدخان من قبل عدد كبير من الجمهور من الجنسين، حتى حسبنا أنفسنا أننا في إحدى مقاهي العاصمة، ما ساهم في تعكير الأجواء دون أن نلمس أي تدخل من إدارة المدينة لمنع مثل هذه المهازل ضمن صالاتنا، وأكثر ما يحز بالنفس أن الذين يتناولون هذه الأطعمة يتركون بقايا طعامهم تحت كراسي الصالة، في طريقة فوضاوية لا تنم عن رقي أخلاقي، والسؤال هنا: هل يقومون بمثل هذه التصرفات المعيبة في منازلهم وأمام أهاليهم؟
ثمة أسئلة باتت تؤرق الكثيرين من أهل اللعبة، إلى متى ستبقى صالاتنا تدار بعقلية هاوية، ونحن نلعب بدوري المحترفين، وهذه المسؤولية تقع على اتحاد السلة الذي لم يتمكن حتى الآن من تنظيم أي مباراة من حيث دخول والخروج الجمهور، وكأن الأمر لا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد، كل هذه الفوضى تجري على مرأى من عيون أعضاء الاتحاد الحاضرين لمباريات الدوري، دون أن تحرك بهم أي إحساس بالشعور بالمسؤولية، وكان حرياً على الاتحاد مساعدة العاملين بالمدينة بوضع أشخاص يقومون بعملية التنظيم، وخاصة على أرض الباركية التي باتت تمتلئ بأشخاص ليس لديهم أي عمل سوى تعكير منظر الصالة، ثم هل يعقل ألا يعرف مسؤول رفيع المستوى في اتحاد السلة أن مباراة تم تعهيدها أم لا وتكون إجابته كالعادة (ما بعرف)!؟
حسب معرفتنا إن دخول الطبل ممنوع في صالات السلة لما له من ضجيج كبير يؤثر حتى على لاعبي الفريقين، وقد صدر قرار من اتحاد السلة الأسبق يقضي بعدم السماح بدخول الطبل، لكن جمهور الوثبة المحب والمعطاء لفريقه كان له شيء آخر، حيث أحضر آلة موسيقية (الدرامز) إضافة لعازفي الأبواق وطبلاً جديداً، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة بالصالة دون أن يتدخل أحد لمنع هذه الأمور في صالاتنا، غير أن أحد حكام اللقاء طلب من مدرب الوثبة منع استعمال بعض الأبواق نظراً لتأثيرها على صافرته، وعلى اتحاد السلة الإسراع لإصدار بيان يتضمن أنواع الآلات الموسيقية المسموح دخولها لصالاتنا، والمتابعة على التقيد فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن