حتى عن أوراق اليانصيب ممنوع على مدير البريد أن يصرح إلا بموافقة مركزية!
| طرطوس- محمد حسين
لن نقول إن الدعاية لأوراق اليانصيب عبر وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية هي من تدفع الكثيرين لشراء هذه الأوراق بحثاً عن جوائزها لتجاوز مصاعبهم الاقتصادية ولن نقول أبدا إن البحث عن الحل هو في أوراق الحظ واليانصيب ولكننا يجب أن نعرف أن هناك شريحة واسعة تبحث عن فرصة لتحسين وضعها عبر أوراق اليانصيب وهذه الشريحة تضاعفت كثيراً بعد الضائقة المالية التي أصابت الجميع ودفعتهم إلى ما دون خط الفقر.
المهندس محمود قال لنا إنه يشتري أوراق اليانصيب وبشكل دوري وربما كل أسبوع فكيف له أن يفوت فرصة الجائزة الكبرى في سحب رأس السنة وفي سنة يعرف الجميع أن سوقاً لهذه الأوراق يرفع أسعارها تدريجياً مع اقتراب السحب وربما وصلت إلى الضعف.
سعيد موظف عادة يرفعون أسعارها مع اقتراب السحب ولكن هذه السنة رفعوا أسعارها مباشرة ومنذ طرحها في الأسواق بيعت بثلاثة آلاف ليرة أي زيادة ألف ليرة على سعرها المعتمد رسمياً.
نايف دكتور بين لنا أن رفع أسعارها بهذه الطريقة المجنونة دفع شريحة واسعة للبحث عن الحظ في اللوتو اللبناني المتوفر في أسواقنا.
عبد الله بائع أوراق يانصيب ارتبك من سؤالنا معتذراً عن الإجابة لكنه حين عرف لماذا نسأله أخذ يصرخ بأن ما يبيعه أوراق الحظ وليس مادة غذائية ولا سلطة رقابية لأحد عليه فهو لا يجبر أحداً ما على الشراء.
الغريب في الموضوع أن سعرها المرتفع يبدو شبه موحد في شوارع طرطوس وربما في الريف ولذلك من الطبيعي التفكير أن هناك جهة واحدة تقف وراء هؤلاء الباعة الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة.
مدير بريد طرطوس اعتذر عن الإجابة على سؤال «الوطن» حول هذا الواقع بسبب عدم السماح له بالتصريح للإعلام إلا بعد موافقة مركزية.