سورية

الغارات الروسية السورية المشتركة تدمر مركزاً لقيادة الإرهابيين في ريف حمص … دعا المدنيين إلى مغادرة منازلهم.. الجيش لمسلحي الرستن وتلبيسة: المعركة اقتربت

حمص– نبال إبراهيم- وكالات :

يبدو أن الجيش العربي السوري أنهى استعداداته لإطلاق معركة عسكرية فاصلة في ريف حمص الشمالي بغية تأمين طريق حمص- حماة. ففي أحدث مؤشر على قرب انطلاق المعركة ألقت طائرات سلاح الجو السوري مناشير على مدن وبلدات الرستن وتلبيسة تحذرهم من اقتراب المعركة، جاء ذلك مترافقاً مع تواصل الغارات السورية الروسية المشتركة على مراكز الإرهابيين في المنطقة، وسط بروز انقسامات فيما بينهم.
في الغضون، ضبطت السلطات المختصة سيارتين مفخختين في بلدة صدد جنوب شرق مدينة حمص كانتا معدتين للتفجير في إحدى أحياء حمص الآمنة.
وفي التفاصيل، ألقت مروحية تابعة لسلاح الجو السوري صباح أمس منشورات ورقية على الرستن وتلبيسة تحذر من قرب انطلاق معركة حمص.
وأوضحت وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء أن المنشورات «تدعو الإرهابيين إلى إلقاء السلاح.. وتحث المدنيين على مغادرة منازلهم، نظراً لقرب انطلاق عملية واسعة النطاق للجيش السوري في محيط المدينتين».
وكانت مصادر إعلامية في حماة قد تحدثت لـ«الوطن» قبل أيام عن استعدادات الجيش للقيام بحملة عسكرية لتأمين طريق حمص حماة عند عقدة الرستن.
ومنذ الأربعاء الماضي، اليوم الذي انطلقت فيه العملية العسكرية الروسية في سورية، ركزت الطائرات الروسية غاراتها على ريف حمص الشمالي، وتحديداً مدينتي تلبيسة والرستن ومحيطهما.
ونقلت «نوفوستي» عن مصادر عسكرية سورية، تأكيدها وقوع خلافات عميقة بين الإرهابيين السوريين والمرتزقة الأجانب، موضحةً أن الأولين طالبوا المرتزقة بمغادرة الحولة والرستن وتلبيسة بعد بدء الغارات الروسية.
من جهة أخرى، نفذت القوات الجوية لروسيا الاتحادية بالتعاون مع القوات الجوية السورية أمس سلسلة ضربات جوية دقيقة على مجموعة أهداف لتنظيم داعش الإرهابي أدت إلى تدمير مستودع أسلحة في تلبيسة ومقر اتصالات في ريف حمص، حسبما نقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري.
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس، وفقاً لموقع «روسيا اليوم» أن سلاح الجو الروسي نفذ غارات على 3 مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في محافظة حمص، ما أدى إلى تدمير مستودعين للذخائر تابعين للإرهابيين.
وحسب ناطق باسم الوزارة، فقد قصفت المقاتلات الروسية مركز قيادة تابعاً لداعش في ضواحي الرستن بمحافظة حمص، ما أدى إلى تدميره بالكامل نتيجة الإصابة المباشرة.
وأفاد مصدر عسكري في مدينة حمص لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش السوري دكت معاقل وأوكار إرهابيي داعش والنصرة والكتائب التي تنضوي تحت لوائهما، في محيط مدينة تدمر وفي مدينة القريتين وعلى اتجاه خطملو بالريف الشرقي لحمص، وفي مناطق تلبيسة وأم شرشوح والهلالية وقرى كفرلاها وتلدو والطيبة الغربية وعقرب وتلذهب وبرج قاعي بمنطقة الحولة في الريف الشمالي والشمالي الغربي للمحافظة.
وأوضح المصدر أن ما وصفها بـ«الضربات المركزة والدقيقة»، أسفرت عن تدمير عدة مواقع ومقرات للإرهابيين وإيقاع عدد كبير من أفرادهم قتلى ومصابين بعضهم يحمل جنسيات غير سورية.
إلى ذلك أحبطت قوة عسكرية مشتركة من الجيش وقوات الدفاع الوطني محاولة اعتداء إرهابيين على نقاط عسكرية تقع بمحيط بلدة المشرفة الواقعة شمال شرق محافظة حمص بعد أن تسلل أعداد كبيرة من أفرادهم من منطقة السعن عبر محوري مزارع الكاشي وأبو كلود. وأكد المصدر مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين المهاجمين وتدمير عربة بمن كانت تقل من إرهابيين وثلاث دراجات نارية ومقتل راكبيها خلال المواجهات التي اندلعت مع الإرهابيين أثناء محاولة الاعتداء والتسلل باتجاه النقاط العسكرية.
على خط مواز، فككت السلطات الأمنية سيارتين مفخختين في بلدة صدد جنوب شرق مدينة حمص كانتا معدتين للتفجير في أحد أحياء حمص الآمنة، حسبما ذكر مصدر أمني في مدينة حمص لـ«الوطن»، موضحاً أن العملية جاءت نتيجةً لعمليات البحث والتحري والتعاون من بعض الأهالي الشرفاء.
وكشف المصدر أن السيارتين المفخختين تم تفخيخهما من إرهابيي داعش في مدينة القريتين، وتم إرسالهما لبلدة صدد لإرسالها فيما بعد لمدينة حمص وتفجيرهما في أحد أحيائها المكتظة بالناس، حيث تم ضبطهما بالبلدة المذكورة وألقي القبض على من كانتا تقلان. ولفت إلى أن السيارتين كانتا تحتويان إلى جانب المواد شديدة الانفجار شظايا حديدية، من أجل إلحاق أكبر قدر من الضحايا في صفوف المدنيين عند تفجيرهما في أحد أحياء مدينة حمص الآمنة.
وبيّن أن المصدر المواد المتفجرة والشظايا وجدت في مقاعد السيارتين ضمن التنجيد وفي داخل الأبواب بحيث يصعب تفتيشها والعثور عليها، كاشفاً أن السيارة الأولى سياحية من نوع كيا سيراتو والثانية من نوع هونداي ألنترا.
وأمس الأول، فجر إرهابيون سيارة مفخخة نوع كيا في شارع الستين بالقرب من نقطة الهلال الأحمر بحي الزهراء، ما أسفر عن استشهاد مواطن وإصابة 18 آخرين بجروح بينهم نساء وأطفال والتسبب بأضرار مادية جسيمة ببعض ممتلكات المواطنين الخاصة حسبما أفاد مصدر في قيادة شرطة المحافظة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن