سورية

وصف أبعاد السياسة التركية في الشمال بـ«الخطيرة».. وأنها «وصفة لعدم الاستقرار» … المعلم: عملية إدلب جزء من سياسة سورية بتحرير كل شبر من أراضي البلاد

| الوطن

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن عمليات الجيش العربي السوري في إدلب جزء من سياسة وموقف سوري حدّده الرئيس بشار الأسد بتحرير كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية، معتبراً أن اتفاق سوتشي الروسي التركي الخاص بالمنطقة «فشل» لأن أنقرة لم تنفذ التزاماتها».
وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» قال المعلم في رده على سؤال إن كان هناك ترابط بين زيارته إلى روسيا والعمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش في إدلب، وما الذي يسعى إليه الجيش السوري في تلك المنطقة؟ قال: «لا يوجد ترابط بين زيارتي إلى موسكو والعمليات العسكرية، هذه العمليات جزء من سياسة وموقف سوري حدّده الرئيس بشار الأسد بتحرير كل شبر من أراضي الجمهورية العربية السورية».
وأضاف المعلم الذي يزور روسيا على رأس وفد سورية في الاجتماع الـ12 للجنة السورية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي: «لا أستطيع أن أحدد الهدف لهذه العمليات سوى التحرير. كل شبر نحرره هو عودة إلى الوطن السوري، لذلك أقول إن لهذه العمليات أهمية من كونها تأتي لتحرير الأراضي السورية».
وحول إمكانية عقد اجتماع مع وفد تركي يزور موسكو حالياً، قال المعلم: إنه في ضوء وجود احتلال تركي لأراض سورية يجب دائماً أن نفكر بجدوى الاجتماع هل سيؤدي إلى تحرير الأراضي من الاحتلال التركي أم أنه اجتماع لمجرد الاجتماع… إذا كان كذلك نحن لسنا مهتمين»، مضيفاً: بالفعل عقدت اجتماعات سابقاً لكنها لم تكن مجدية».
ورداً على سؤال إن كانت عملية إدلب لإنهاء هذا الملف والتفرغ لشرق الفرات أم أن الأولوية الآن لشمال غرب سورية وليس شمال شرق سورية؟، قال المعلم «في شمال غرب سورية إخفاق اتفاق سوتشي بسبب عدم قيام تركيا بتنفيذ التزاماتها وبالتالي فإن الخيار الآخر هو عسكري».
وأضاف: «في شرق الفرات أو منطقة الجزيرة ما زال هناك اتفاق بين تركيا والاتحاد الروسي لكن أبعاد السياسة التركية في تلك المنطقة هي الخطيرة، فهم يقومون بتطهير عرقي باستبدال السكان بغيرهم وهذا خطير للغاية وهو وصفة لعدم الاستقرار» لافتاً إلى أن ما يجري على أرض الواقع وخاصة في عفرين وريف جرابلس ومناطق أخرى من تغيير ديموغرافي ومن إدخال المناهج التركية إلى المدارس وتغيير أسماء الشوارع لا يوحي بأن تأكيدات النظام التركي لروسيا أو لإيران بأن هذا احتلال مؤقت صحيحة.
وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين أن علاقات سورية مع روسيا الاتحادية متجذرة وطويلة الأمد وأن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين تأتي لتعميق التنسيق والتعاون في مختلف المجالات.
ولفت المعلم إلى أن اجتماعات اللجنة مهمة وتتناول مختلف أوجه التعاون بين البلدين الصديقين والتعاون في المستقبل من خلال مشاريع تقوم بتنفيذها الشركات الروسية في سورية وقال: نتطلع إلى أن نصل بعلاقاتنا الاقتصادية إلى مستوى علاقتنا السياسية.
ورداً على سؤال حول قانون «قيصر» الذي يفرض إجراءات أميركية قسرية جديدة ضد الشعب السوري أكد المعلم أن هذا القانون جزء من سياسة أميركية لا تمارس على سورية وحدها بل حتى على حلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها بدليل فرض عقوبات على الشركات التي تعمل في بناء «السيل الشمالي والسيل الجنوبي» لنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا.
وأوضح المعلم أن نظام العقوبات الأميركي الذي يفرض كأداة في السياسة الخارجية الأميركية ويطبق على الساحة الدولية يحتاج إلى أن تتضامن الدول المتضررة منه مع بعضها البعض لكسره وهي قادرة على فعل ذلك.
وأشار المعلم إلى أن شماعة تنظيم داعش الإرهابي ما تزال قائمة أميركياً لتبرير استمرار احتلالها آبار النفط السورية، وقال: بالواقع من حارب «داعش» هو الجيش السوري.. وكل أهلنا في منطقة الجزيرة يعلمون حجم التضحيات التي قدمها جيشنا.. لكن هذه الشماعة يستخدمها الأميركي وهو يغذي وينشط تنظيم داعش ويحمي قادته وينقلهم من منطقة إلى أخرى لاستخدامهم في مناطق أخرى إذ من المعروف عن السياسة الأميركية أنها تستثمر في الإرهاب.
ولفت المعلم رداً على سؤال إلى أن ذرائع كيان العدو «الإسرائيلي» لشنه اعتداءات ضد سورية مرفوضة، وقال: كما تفعل تركيا بموضوع الأكراد والولايات المتحدة بموضوع «داعش» كلها ذرائع واهية لتسويق عدوانها على سورية.
وشدد المعلم على أن سورية لم ولن تقدم أي تنازلات لأحد في أي موضوع ومنها النفط وقال: لو كنا نريد أن نقدم تنازلات لما استمرت الأزمة في سورية كل هذه السنوات.. لا يعقل ونحن نتقدم في الميدان ونحقق إنجازات ويسجل الشعب السوري البطل مزيداً من الصمود أن نقدم تنازلات.. من يؤمن بذلك فهو مخطئ.. كما أن الشعب السوري صمد طوال هذه الفترة ومر بأزمات خطرة وصمد وصبر ولذلك أؤكد أننا سنتجاوز هذا الوضع بفضل صمود الشعب.
ولفت المعلم إلى أن عملية إعادة الإعمار في سورية بدأت منذ سنوات ونأمل أن يزداد زخمها في المستقبل القريب، مؤكداً أن عودة المهجرين السوريين إلى أرض الوطن مرحب بها وأن الدولة السورية تقدم كل إمكانياتها لضمان حياة كريمة لهم ولكن الدول الغربية تعوق عودتهم فهي تستخدمهم كسلاح سياسي ضد الدولة السورية مشدداً على أهمية الاعتماد على الذات لمواجهة الأزمات الاقتصادية من خلال تشجيع الزراعة والصناعة فسورية غنية بمواردها.
وأوضح المعلم رداً على سؤال حول سير عمل لجنة مناقشة الدستور في جنيف أن الحكم على سير عمل اللجنة من خلال كل جولة خطأ، وقال: هذا شيء طبيعي.. أنت تريد أن تأتي بطرفين لا ثقة بينهما وليست هناك عوامل ثقة بينهما ولا بد من إيجاد عناصر تناقش بينهما لكي تزرع أرضا للثقة وتنطلق بالعمل هذا الشيء لم يتم حتى الآن ومن الخطأ دائماً أن يحكم على نتائج كل جولة بجولتها.. يجب الانتظار والمساعدة في بناء أرضية ثقة يمكن من خلالها الانطلاق بالعمل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن