سورية

أصدقاؤنا يتزايدون وأصدقاء من يتآمرون علينا يتناقصون … المعلم: لدينا ثقة بأننا سننتصر على الإرهاب.. وروسيا وفت بالتزامها في إطار السيادة السورية ولم نشكك إطلاقاً في دعم حلفائنا

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم ثقته بأن روسيا ستفوز في الحرب على الإرهاب إذا ما قورنت بالولايات المتحدة وتحالفها الستيني، ناسباً ثقته لسبب علمي وبسيط وهو أن روسيا تنسق مع الجيش العربي السوري، ومبيناً في الوقت نفسه أنه وخلال إعلانه موافقة سورية على لجان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي مستورا، استخدم نفس التعبير الذي استخدمه الأخير عندما قدم مبادرته لسورية، بأنها «لجان خبراء للعصف الفكري، غير ملزمة»، وكاشفاً أن المبعوث الأممي سيأتي إلى سورية خلال الأيام القادمة ليطرح على دمشق أسماء ممثلي الأطراف الأخرى في هذه اللجان الأربعة المقترحة.
وعلق المعلم في لقاء مع قناة «الميادين» وهو في نيويورك يرأس الوفد السوري للدورة 70 للجمعية العمومية، على ما التقطته كاميرا «الميادين» في أروقة الأمم المتحدة أثناء اجتماع له مع نظيره الروسي سيرغي لافروف ومحاولة وزير الخارجية الأميركي دخول القاعة ومفاجأته بالاجتماع، وما تبع ذلك من تعليق للمعلم « أي خليه ينتظر» والذي لاقى انتشاراً واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح المعلم تعليقاً على هذه الحادثة، أن كيري قد يكون جاء ليخرب على هذا الاجتماع وليس للقاء معه، وقال: «أنا لا ألتقي به من دون موعد، يجب عليه أن يطلب موعداً وأنا سوف أستشير وآخذ موافقة من قيادتي لألتقيه»، معرباً عن اعتقاده أنه قد يكون أتى «ليقصر أمد اجتماعي أو التشويش على هذا الاجتماع، ولكن الاجتماع أخذ وقته وتناول مواضيع أساسية وكانت النتائج مثمرة».
ورداً على سؤال، عن ظهور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كقائد قوة عظمى بعد انقطاع عن الأمم المتحدة لعشر سنوات، قال المعلم: «الرئيس بوتين في زيارته لنيويورك كان قائداً عظيماً، يعرف ماذا يريد وأجرى عدة لقاءات وخاطب الرأي العام الأميركي والعالمي حول موقف روسيا من سورية، وسجل ما يرغب لدى أوساط الرأي العام الأميركي قبل لقائه أوباما، وهذه تشير إلى قائد ذكي ومحنك يعرف ماذا يريد»، موضحاً أن ما قام به بوتين في مجال مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع سورية لقي من قبل من يحب سورية «استحساناً» في حين من يتآمر عليها «وأصبحت دولاً قليلة»، «أصابتها الصدمة والسكتة» لأنهم فوجئوا بإعلان الغارات الروسية بضرب الإرهاب.
واعتبر المعلم ما تردد عن أن الدعم والمشاركة الروسية جاءت بعد أن تعب وأنهك الجيش والدولة السورية، «ادعاءات لا تستند إلى الواقع، وأكبر مثال على ذلك أن سورية تقود حرباً ضروساً منذ خمس سنوات وجيشها وشعبها وقيادتها صامدة»، مؤكداً أن «لا شأن لهذه التفسيرات بالخطوة الروسية فهذه الخطوة لم تأت فوراً، بل تم الإعداد لها منذ أشهر».
وتكلم المعلم عن زيارات سابقة له ولمسؤولين سوريين لموسكو التي عملت بجد لإقامة «مركز استخبارات في العراق»، وبالتالي فخطوة موسكو لم تأت مفاجئة ولا يستطيع أحد من المحللين ربطها بالوقت الحالي.
وعن طبيعة الدور الروسي، أكد المعلم أن روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن تمارس دورها على الساحة السورية والدولية وفق ميثاق الأمم المتحدة القائم على احترام سيادة واستقلال الدول، مجدداً التأكيد أن الخطوة الروسية «جاءت بناءً على طلب رسمي من القيادة السورية، وهو بحد ذاته صون لميثاق الأمم المتحدة»، مؤكداً أن سورية وسواء صدر قرار من مجلس الأمن لتوحيد الجهود الدولية في محاربة الإرهاب أم لم يصدر نتيجة الفيتو الأميركي والغربي ضد وجود روسيا، فـ«إننا في سورية نعتبر أن روسيا راعت التزاماتها.. نحن نعول على تفاهمنا مع روسيا ونرى أن طلبنا من روسيا يوثق كل مبادئ الاستقلال والتنسيق بين الدولتين والجيشين».
وقارن ما تقوم به روسيا بما تفعله أميركا، موضحاً أن واشنطن من خلال تحالفها «خرقت السيادة والميثاق.. وغاراتها الأكثر من 9000 أدت لتمدد داعش».
وتساءل: «ما هي الإستراتيجية الحقيقة للولايات المتحدة.. هل هي القضاء على داعش أم احتواؤه.. في كلتا الحالتين جاء الدور الروسي ليعطل هذه الرؤية».
ورد المعلم، على اتهامات الغرب لروسيا باستهداف تنظيمات ومجموعات يسمونها «المعارضة المعتدلة» من غير داعش، مبيناً أن قرارات مجلس الأمن لم تتحدث فقط عن داعش بل شملت جبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية كأحرار الشام، وجيش اليرموك، وجيش الفتح وغيرها، مؤكداً أنك «إذا ضربت هذه التنظيمات فأنت تحارب الإرهاب».
وعن المقارنة بين ما تقوم به روسيا من استهداف للإرهاب، وما يقوم به تحالف واشنطن الستيني، بيّن المعلم أن الغارات الأميركية تستهدف داعش منذ أكثر من عام دون أن تؤثر عليه بل تمدد داعش، في حين بمجرد بدء روسيا لغاراتها قبل أيام، «اتخذ داعش قراراً بالانسحاب من الرقة إلى العراق.. وهو دليل فاعلية الغارات» الروسية، مؤكداً أن في هذه المقارنة و«دون شك ستفوز روسيا، والسبب عملي وبسيط وهو أن روسيا تنسق مع الجيش العربي السوري وهو القوة الوحيدة التي تحارب الإرهاب في سورية».
وحول الحديث عن إمكانية توسيع روسيا لمجال غاراتها لتشمل معاقل الإرهاب في العراق إلى جانب سورية، أكد المعلم أن روسيا لم تأت إلى سورية إلا بعد أن قامت القيادة السورية بطلب المساعدة الروسية، «وما ينطبق على سورية ينطبق على العراق، وأعتقد أنه إذا قام العراق بطلب المساعدة فروسيا أعتقد لن تتردد».
ولفت المعلم إلى استمرار بعض دول المنطقة بتآمرها على سورية، مبيناً أن تركيا بدأت بشن الحرب الشعواء على سورية، بعد أن رفضت سورية التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، مؤكداً أن أنقرة ما زالت تقدم الدعم والتسليح وتسهل تدفق الإرهابيين من داعش والنصرة وأحرار الشام، كما أنها ولتتجاوز وجود النصرة على لائحة الإرهاب الدولي أسست ما يسمى «جيش الفتح» في الشمال، مؤكداً «أن الإرهاب سيرتد عليها.. وأن عليها أن تدرس بعمق تجارب الشعوب الأخرى».
كما تطرق لدور كيان الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب السوري وتقديمه المعلومات الاستخبارية والسلاح لمجموعات إرهابية من النصرة إلى أحرار الشام إلى جيش اليرموك وغيرها، مؤكداً أن إسرائيل شريك في الأعمال الإرهابية، وأنها بعد أن تأكدت من إخفاق هذه المجموعات في جميع هجماتها في جبهة الجنوب، باتت تقوم هي بالمعارك لترفع معنويات هؤلاء الإرهابيين.
وعن قراءته لتصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأن أمام الرئيس بشار الأسد إما «الرحيل» بحل سياسي أو «مواجهة الخيار العسكري»، قال المعلم إن هذه التصريحات «تقرأ فقط بعبارة المكابرة.. التصريحات تنم عن غيظ وحقد تكنه السعودية على الشعب السوري، وهي تفتري على حق هذا الشعب في اختيار قيادته، وهي تعطل الحل السياسي في سورية واليمن». وخلص المعلم، إلى أننا في سورية لدينا ثقة وإيمان بأننا سننتصر على الإرهاب وعلى كل من يتآمر على سورية، وأن الوقائع على الأرض تؤكد صدقية حلفاء سورية إن كان في روسيا أو إيران، «نحن لم نشكك إطلاقاً في هذه المصداقية، وهذا الدعم والأحداث برهنت على ذلك، وأنا واثق بأن هذا الدعم سيستمر ويتعمق كلما حققنا إنجازاً على الأرض».
وأضاف: «أما على المقلب الآخر فمن يتآمرون على سورية كانوا يجتمعون مئة دولة أو أكثر.. كم بقي منهم اليوم.. الصورة اليوم أصدقاؤنا يتزايدون وأصدقاء من يتآمرون علينا يتناقصون»، كاشفاً أن البعض قد يستغرب أنه قابل عدداً من المسؤولين من أوروبا الغربية «بناءً على طلبهم» أثناء وجوده في نيويورك.
وعن قبول سورية لمبادرة دي ميستورا، أكد المعلم أنه استخدم أثناء إعلان الموقف من منبر الأمم المتحدة «نفس التعبير الذي استخدمه السيد دي ميستورا عندما قدم لنا مبادرته، وقال: هذه لجان خبراء للعصف الفكري غير ملزمة.. إذا حصل توافق على نقاط معينة يمكن الاستفادة منها للتحضير لجنيف 3».
وأكد أن لدى دمشق قائمة كبيرة من الخبراء في كل المواضيع، «لكن لم نناقش بعد مع دي ميستورا أسماء من سيحضر من الأطراف الأخرى»، كاشفاً أن دي ميستورا وعد أن يأتي إلى دمشق ليطلعها على الأسماء، وقال: «عندما التقيته بالأمس بحضور الأمين العام للأمم المتحدة وعدني بأنه سيأتي لدمشق ليطلعنا على الأسماء، وحتى الآن لم يعطينا أي شيء إنما شرح ما هو منظوره للمجموعات الأربع وننتظر أن يأتي إلى دمشق ليطلعنا من سيحضر من الطرف الآخر».
وعن مأساة المهاجرين، أكد المعلم أن خروج أي سوري من سورية هو خسارة للوطن وسنحتاج إلى كل سوري لإعادة إعمار سورية، مبيناً أن دمشق أعلنت مراراً ضمان العودة الآمنة لكل سوري راغب بالعودة، «لكن لا سلطة لنا على المخيمات التي أقيمت في بعض دول الجوار، ولا سلطة لنا في منع بعض دول الجوار السوريين من العودة.. نحن جاهزون للعودة الآمنة لكل سوري، لكن على الأوروبيين أن يساهموا في تأمين الظرف المناسب لهذه العودة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن