رياضة

البرتغال بطلة أول دوري لأمم أوروبا والبرازيل تستعيد عرش كوبا أميركا … سيطرة عربية على بطولات آسيا وإفريقيا في 2019

| خالد عرنوس

ها نحن نودع عاماً ونستقبل آخر ومع الساعات الأخيرة من عام 2019 وقبل الدخول في 2020 نحاول استرجاع أهم الوقائع الكروية التي شهدها العام المنتهي الذي شهد للمرة الأولى منذ زمن بعيد هيمنة أبناء لغة الضاد على بطولات القارتين السمراء والصفراء سواء على مستوى الأندية أم على صعيد المنتخبات، حيث صعد القطري إلى منصة التتويج آسيوياً قبل أن يستعيد الجزائري عرش القارة الإفريقية، وفي أوروبا انتهت أول نسخة من دوري الأمم المستحدثة بتتويج البرتغالي حامل لقب يورو، وعلى هذا الصعيد انتهى القسم الأول من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات يورو 2020 لانتظار مباريات الملحق التي ستفرز آخر أربعة منتخبات، وفي أميركا اللاتينية استرد أبناء السامبا لقب كوبا بعد غياب 12 عاماً.
وشهدت بطولات الفيفا تتويجاً هو الأول لأوكرانيا على صعيد مونديال الشباب، على حين استعادت البرازيل لقب مونديال الناشئين بعد غياب 16 عاماً واختتم الفيفا بطولاته بمونديال الأندية الذي شهد فوز ليفربول بكأسه للمرة الأولى.

البرتغال تواصل التألق

اختراع أوروبي جديد يبدو أن الجميع سيسير على نهجه تمثل ببطولة دوري الأمم الذي انطلقت أولى نسخه عام 2018 بمشاركة المنتخبات الـ55 المنضوية تحت لواء الويفا وقد تأهل إلى نصف نهائي الدرجة الأولى فيها كل من البرتغال وإنكلترا وهولندا وسويسرا ومن حسن حظ الأول أن مباريات هذا الدور أقيمت في بلاده ما منح رفاق كريستيانو رونالدو سلاحين إضافيين تمثلا بالأرض والجمهور وبالفعل نجح الطوربيد (الغائب عن مباريات الدور الأول) ورفاقه بتجاوز السويسري 3/1 بفضل الهاتريك الذي سجله بنفسه وعلى الطرف المقابل احتاج منتخب الطواحين الهولندي للتمديد ليتغلب على نظيره الإنكليزي بالنتيجة ذاتها، وحل الأخير ثالثاً بركلات الترجيح 6/5 بعد التعادل مع السويسري سلباً.
وفي النهائي سجل غويديس هدفاً في الدقيقة 60 كان كافياً لتتويج منتخب البرتغال باللقب بعد مباراة كبيرة قدم فيها الفريقان أداء رفيعاً على الصعيد هجومي لأصحاب الأرض والدفاعي للطواحين الذين نال منهم التعب بعد مباراة نصف النهائي، وتوج السويسري هاريس سيفروفيتش هدافاً برصيد 5 أهداف.

السامبا بلا نيمار

تعودت الجماهير البرازيلية على رؤية منتخبها متوجاً بالكأس عندما تستضيف بلادها البطولة وفي الصيف الفائت كان موعد أبناء السامبا مع النسخة 46 من كوبا أميركا أقدم مسابقة قارية للمنتخبات ودخلها فريقهم مرشحاً للفوز على الرغم من إصابة نجمه الأول نيمار قبل البطولة بأيام، ولم يخيب لاعبو تيتي آمال جماهيرهم المتشوقة لاستعادة اللقب القاري فتصدروا مجموعتهم الأولى بالفوز على بوليفيا بالثلاثة والبيرو بالخمسة على الرغم من التعادل المخيب مع فنزويلا من دون أهداف.
وفي ربع النهائي واجهوا منتخب البيروخا البارغوياني الذي شكل عقدة مع ركلات الترجيح للسيليساو في نسختي 2011 و2015 واضطر أصحاب الأرض لخوض امتحان ركلات الحظ للمرة الثالثة التي ابتسمت هذه المرة لرفاق الحارس المتألق أليسون، وفي نصف النهائي كان الامتحان الأهم والأقوى بمواجهة الألبيسيليستي الأرجنتيني في كلاسيكو القارة اللاتينية وبعد مباراة عصيبة نجح السيليساو بالفوز بهدفين نظيفين ليبلغوا النهائي بشباك نظيفة، وهناك قابلوا الأبيض البيروفي للمرة الثانية لكن بظروف مختلفة عن خماسية الدور الأول ولأن إصرار البرازيليين كان الحاسم فقد جددوا فوزهم، في حين نجح الضيوف في فض عذرية شباك أليسون للمرة الأولى والأخيرة عبر ركلة جزاء في حين سجل إيفرتون وخيسوس وريتشاردلسون ثلاثة أهداف أعادت اللقب إلى أرض السامبا بعد 12 عاماً ليظفر السيليساو بلقبه التاسع في البطولة منها خمس مرات عندما استضافها.
وحل المنتخب الأرجنتيني ثالثاً بفوزه على اللاروخا التشيلياني 2/1 بغياب النجم الأثير ليونيل ميسي المطرود من نصف النهائي، وهيمن البرازيليون على كل الجوائز فتوج المخضرم داني ألفيس بلقب أفضل لاعب وإيفرتون كأفضل هداف (3 أهداف) وأليسون بالقفاز الذهبي كأفضل حارس مرمى ومنح المنتخب جائزة اللعب النظيف.

العنابي يتكلم

في آسيا كانت عودة النسخة السابعة عشرة لبطولتها إلى الإمارات فرصة كبيرة لاستعادة العرب لأمجادهم فيها وبالطبع فإن الترشيحات صبت في مصلحة الأبيض صاحب الأرض والأخضر السعودي (3 ألقاب) وكذلك العراقي صاحب آخر لقب لأبناء الضاد إلا أن الذي قد حدث أن فاجأ العنابي القطري الجميع وخطف اللقب الأول بتاريخه عن جدارة واستحقاق وقد هزم المنتخب الياباني زعيم البطولة (4 ألقاب) في النهائي بثلاثة أهداف لهدف، وقدم الفريق تحت قيادة المدرب الإسباني المغمور فيلكس سانشيز أداء باهراً بالتوازي مع نتائج رائعة ويكفي القول إن الفريق حافظ على نظافة شباكه حتى النهائي بفضل تألق الحارس سعد الشيب ومدافعيه.

ففي النهائي لم يقف وجود أبناء الساموراي عائقاً أمام حسن الهيدوس ورفاقه وقبلها كان الفوز بالتثبيت على صاحب الأرض الإماراتي برباعية نظيفة، وتجاوز كل من أسود الرافدين العراقي والشمشون الكوري الجنوبي في دور الـ16 وربع النهائي على التوالي وبنتيجة واحدة بهدف، أما في الدور الأول فقد تصدر المجموعة الخامسة بالعلامة الكاملة بالفوز على الأخضر السعودي والأرز اللبناني بهدفين والتشوليما الكوري بسداسية نظيفة، وبالمجمل فقد حقق العنابي إنجازاً غير مسبوق بالفوز بسبع مباريات كاملة منحته اللقب الأولى بعد مشاركته العاشرة.

المحاربون قهروا الوحوش

وعلى غرار الكأس الآسيوية جاء تنظيم مصر لكأس إفريقية فرصة مواتية لخمسة منتخبات عربية من أجل استعادة اللقب الغائب عنها منذ 2010 وبعد دور أول نموذجي لأربعة منهم (الموريتاني لم تسعفه الخبرة) خرج صاحب الضيافة المصري بمفاجأة غير منتظرة سبقه المغربي بعدما عبست ركلات الحظ بوجهه ووصل التونسي والجزائري إلى مربع الكبار وهناك سقط الأول أمام أسد التيرانغا السنغالي، على حين نجح الثاني بتجاوز النسر النيجيري بفضل هدف متأخر من القائد رياض محرز ليبلغ النهائي حيث تغلب على رفاق ساديو ماني بهدف بونجاح الذي كان كافياً للتتويج باللقب الثاني بتاريخ محاربي الصحراء بعد 29 عاماً على اللقب الأول.

وجاء اللقب الجزائري مستحقاً بعد العروض الكبيرة للفريق الذي قلده بكفاءة المدرب المحلي جمال بلماضي ونتائج مثالية سجلها بداية من الدور الأول عندما حصد العلامة الكاملة بشباك نظيفة بالفوز على كينيا بهدفين والسنغال بهدف وتنزانيا بالثلاثة وعلى غينيا بالنتيجة ذاتها في دور الـ16 وفي ربع النهائي احتاج لركلات الجزاء ليتجاوز ساحل العاج 6/5 بعد التعادل 1/1 قبل أن يتخطى نيجيريا في نصف النهائي 2/1، واختير الجزائري إسماعيل بن ناصر كأفضل لاعب في البطولة في حين توج النيجيري أوديون إيغالو بلقب الهداف (5 أهداف).

بطل جديد

وكعادة السنوات الفردية شهدت 2019 بطولات الفيفا للفئات السنية، فاستضافت بولندا النسخة الثانية والعشرين من مونديال الشباب بغياب البرازيل صاحبة الصولات والجولات (5 ألقاب) وحضور جارتها الأرجنتين زعيمة البطولة (6 ألقاب) وسجلت هذه النسخة مفاجأة كبرى تمثلت ببلوغ أربعة منتخبات دور نصف النهائي للمرة الأولى بتاريخها وقد جمع النهائي منتخبي أوكرانيا وكوريا الجنوبية ورغم تقدم الأخير بهدف مبكر إلا أن الأول عاد وسجل ثلاثة أهداف كانت كافية لإهداء بلاد شيفشينكو لقبها الأول على مستوى بطولات الفيفا، وحل المنتخب الإكوادوري ثالثاً بفوزه على الآتزوري الإيطالي بهدف بعد وقت إضافي.
وبالعودة إلى مشوار البطل فقد تجاوز بنما بدور الـ16 بنتيجة 4/1 وفي ربع النهائي تخطى الكولومبي بهدف وبالنتيجة ذاتها تغلب على الإيطالي في نصف النهائي وكل ذلك عقب تصدره للمجموعة الرابعة في الدور الأول بالفوز على أميركا 2/1 ثم على قطر 1/صفر وتعادل مع نيجيريا 1/1، واختير الكوري الجنوبي لي كانغ أن بجائزة أفضل لاعب والنرويجي إيرلينغ هالاند بجائزة الحذاء الذهبي لأحسن هداف برصيد 9 أهداف سجلها جميعاً في مباراة واحدة (في حدث نادر على مستوى مسابقات الفيفا) عندما فاز منتخبه على هندوراس 12/صفر.

بعد عقد ونصف

وأقيمت النسخة الثامنة عشرة لمونديال الناشئين في البرازيل للمرة الأولى ومعها عرف السيليساو الصغير التتويج بعد 16 عاماً من الغياب فقد خلالها أبناء السامبا الريادة على مستوى هذه المسابقة لمصلحة نسور نيجيريا وقد التقى الفريق البرازيلي بالنهائي مع نظيره المكسيكي بعد 14 عاماً على مواجهتهما في نهائي 2005 والذي انتهى مكسيكياً بالثلاثة، وشهد نهائي 2019 إثارة كبيرة عندما تقدم الضيوف بهدف منتصف الشوط الثاني قبل أن يعود أصحاب الأرض بهدفين متآخرين جاء ثانيهما بالوقت البديل، وكان البطل المتوج للمرة الرابعة بلقب هذه المسابقة سجل عودة أكبر في نصف النهائي عقب التأخر بهدفين بالشوط الأول إلى فوز بالثلاثة بالثاني وجاء الهدف الثالث في الدقيقة الأخيرة.
مشوار البرازيل اتسم بالانتصارات الكاملة بداية من كندا 4/صفر ونيوزيلندا 3/صفر وأنغولا 2/صفر وكل ذلك بالدور الأول، ثم على تشيلي 3/2 في ثمن النهائي وإيطاليا بهدفين نظيفين في دور الثمانية، وشهدت البطولة حلول فرنسا بالمركز الثالث بعد فوز الزرق على الهولنديين 3/1، وتوج البرازيلي غابرييل فيرون بلقب أفضل لاعب، على حين توج الهولندي سونتج هانسن بجائزة الحذاء الذهبي بـ6 أهداف واختير البرازيلي دونيللي كأفضل حارس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن