سورية

ضربات روسيا ضد الإرهاب في سورية تربك الغرب … واشنطن تراها «إستراتيجية خاسرة».. وفرنسا تدوّر مواقفها: موسكو قد تصبح حليفاً في الأزمة السورية

الوطن- وكالات :

على الرغم من استمرار الحملة الأميركية – الغربية لتسويق فكرة أن الدولة والرئاسة السورية لا يمكنهما الاستمرار أو فقدتا الحاضنة الشعبية أو الشرعية وغيرها من الادعاءات التي لم تتوقف على مدى الأزمة في سورية، وتزايدت بعد الضربات الروسية لمعاقل الإرهاب في سورية ومحاولة تصويرها بأنها تهدف لدعم «النظام السوري» وليس محاربة الإرهاب وآخرها اعتبار واشنطن على لسان وزير دفاعها آشتون كارتر أمس أن موسكو تتبع «إستراتيجية خاسرة» في سورية، كل ذلك لم يمنع المزاج العالمي -من غير الغرب- من أن يبدأ رؤية الحقيقة والاعتراف بمحورية الدولة السورية لتتوالى التصريحات في هذا الإطار وكان آخرها تأكيد الرئيس السلوفاكي أندريه كيسكا في حديث لتلفزيون بلاده «ضرورة مشاركة الرئيس بشار الأسد في المحادثات بشأن حل الأزمة في سورية». وفي الإطار أيضاً يبدو أن فرنسا عادت لتلعب دورها «الجنبلاطي» لتطلق أصواتاً خارج السرب الغربي قد لا تروق بالضرورة لحليفها الأميركي، حيث أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن ثقته في أن روسيا تستطيع أن تصبح حليفاً لبلاده في الأزمة السورية.
وبالأمس كرر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الاتهامات التي يوجهها البنتاعون لموسكو باستهداف ما يسميها «مجموعات معارضة» في سورية، داعياً الروس إلى «التركيز على استهداف مسلحي داعش بدلاً من خصوم (الرئيس بشار) الأسد» وفق وصفه.
وقال خلال مؤتمر صحفي نظمه «مركز الدراسات الإستراتيجية والدفاعية» في مدريد نقلته وكالة «فرانس برس» حيث بدأ أمس جولة أوروبية: «ما زلت آمل في أن يدرك (الرئيس) فلاديمير بوتين أن تقرب روسيا من سفينة تغرق، إستراتيجية خاسرة وأن يقرر التصدي للتهديد الذي يطرحه تنظيم داعش الإرهابي بدلاً من مواصلة غاراته الجوية الأحادية ضد المعارضة».
بدوره أقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن دعوة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند نظيره الروسي فلاديمير بوتين لضرب تنظيم داعش الإرهابي حصراً كانت صيغة مختزلة.
ودعا فابيوس في حديث لإذاعة «أوروبا 1» وفقاً لما نقلته وكالة «فرانس برس» إلى تركيز الضربات الجوية في سورية على تنظيم داعش والجماعات التي تعتبر إرهابية ومن بينها جبهة النصرة.
ويأتي هذا الموقف الجديد للوزير الفرنسي بعد سنوات من الدعم والتمويل الذي قدمته فرنسا وغيرها من دول الغرب والإقليمية العربية إلى التنظيمات الإرهابية في سورية.
وسبق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أكد خلال لقائه نظيره الفرنسي في باريس يوم الجمعة الماضي أن عملية القوات الجوية الروسية في سورية موجهة لمكافحة الإرهاب وللحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
والأحد أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن ثقته في أن روسيا تستطيع أن تصبح حليفاً لفرنسا في الأزمة السورية.
وقال هولاند في حديث لقناة «Arte» نقلت وكالة «فرانس برس» مقتطفات منه: «في الوقت الراهن لا تعتبر روسيا حليفاً لنا… هي حليف (الرئيس) بشار الأسد، وهذا مختلف».
كما صرح هولاند قائلاً: «ولكن، روسيا غداً قد تصبح حليفاً لفرنسا وأنا أدعو إلى ذلك. وهذا بالذات ما أعلنته للرئيس بوتين خلال المحادثات: روسيا يجب أن تصبح شريكاً في إيجاد حل سياسي وفي العمليات العسكرية إذا احتيج إلى توجيه ضربات (مشتركة) لـ«داعش»، وهو ما يمكن فعله في أقرب وقت.. يجب علينا تعيين داعش عدواً لنا… ولهذا السبب بالذات نوجه الآن ضرباتنا لهذا التنظيم.. ولهذا بالذات نصر على أن تتخذ روسيا موقفاً مماثلاً».
وقال الرئيس الفرنسي في مقابلته: إنه من المهم منع «تقسيم سورية»، وخصوصاً منع «مواجهة طائفية بين الشيعة المدعومين من إيران، وربما من روسيا من جهة، والسنة المدعومين من دول الخليج العربي، من جهة أخرى». وأكد في هذا السياق أن مثل هذه النزاع سيؤدي إلى حرب لا تخص الأراضي السورية وحدها بل تتعداها لتعم المنطقة بأسرها.
ورداً على سؤال وجه إليه عن أي مدى يثق بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال هولاند: «ينصب اهتمامي بالدرجة الأولى في إقامة علاقات تعتمد على الثقة، ولكن على القوة أيضاً»، مضيفاً: «قوتنا هي قوة الحق، قوة المجتمع الدولي، قوة العقوبات. وكما ترون، لا نخلو من وسائل تأثير، ونحن لا نتصرف اعتماداً على حسن النية والدبلوماسية الفرنسية فحسب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن