قضايا وآراء

الموت الحتمي للردع الصهيوني

| نعيم إبراهيم

عندما يقول النائب السابق لرئيس «مجلس الأمن القومي» في الكيان الصهيوني، الجنرال تشيك فرايليخ: «لن ننجح بتصفية القضية الفلسطينية عسكرياً»، فهذا إقرار بموت نظرية الردع الصهيوني ضد المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
يتابع فرايليخ، عشية إصدار كتابه الجديد حول «نظرية الأمن القومي الإسرائيلي» قوله: «لا يوجد حلول عسكرية للتهديدات التي تحيط بإسرائيل، يمكن لنا توجيه ضربات للفلسطينيين مئة سنة أخرى، من دون أن ننجح بتصفية الوطنية الفلسطينية بطرق عسكرية، ولذلك يجب التوصل إلى حل سياسي معهم، أو الانفصال عنهم، لا أتحدث عن خطط جديدة للانسحاب، بل يجب أن يبقى الجيش أينما كان في الضفة الغربية لأغراض عسكرية، مع التوقف عن إقامة المزيد من المستوطنات خارج التجمعات القائمة».
في الإطار الإستراتيجي فإن زوال كيان الاحتلال الصهيوني ليس مستحيلاً وربما بدأت إرهاصات هذا الزوال تتبلور مع كل مرحلة جديدة من الصراع الوجودي في المنطقة وليس في فلسطين فحسب، حيث تزداد قوى المقاومة قوة في امتلاك مزيد من أقانيم الصمود والتحرير للأرض والإنسان.
لذلك يتعجل أصحاب القرار في الكيان الصهيوني تحقيق هدف المشروع الصهيوني بإقامة «الدولة اليهودية» والتوصل إلى أي صيغة لحل القضية الفلسطينية بشكل نهائي عبر تسوية تخدم أهداف هذا المشروع ليس إلا، لذلك ينتقل فرايليخ في إبداء قلقه الشديد من «تهديد إطلاق الصواريخ الذي قد تتعرض له إسرائيل، لأن الشعب الإسرائيلي لا يدرك حجم الخطر الذي ينتظره في حال اندلاع حرب قادمة مع حزب الله، وتأثيرها على الجبهة الداخلية، نحن لم نعش مثل هذا التهديد منذ حرب 1948، لأننا سنكون أمام دمار لآلاف المنازل ومئات القتلى، وما زلت أتكلم فقط عن الإسرائيليين المدنيين». معترفاً بأن المقاومة وداعميها نجحوا «للمرة الأولى في تاريخ الصراع بتحويل الجبهة الداخلية الإسرائيلية إلى ساحة قتال فعلية، وكذلك تهديد المنظومة العسكرية من خلال استهداف قواعد التجنيد والقدرات الهجومية وقواعد سلاح الجو، سنعيش في الأيام الأولى من المواجهة العسكرية القادمة تحت هجوم مستمر مكثف، بما فيها استهداف المواقع والبنى التحتية الإستراتيجية». كذلك «في حال تم استهداف البنى التحتية مثل محطات المياه والكهرباء والاتصالات فسوف يستغرق الأمر شهوراً طويلة، وربما أكثر لإعادة ترميمها، تخيّل أن تعيش إسرائيل عدة أشهر من دون كهرباء في حال تم ضرب محطة الطاقة في الخضيرة».
لعل ما يشير إلى ما سلف أيضا، وعد رئيس حكومة تصريف الأعمال الصهيونية بنيامين نتنياهو، الصهاينة في حال فوزه بالانتخابات المقبلة بإعلان «حدود ما يسمى إسرائيل وهي تضم الجولان والضفة الغريبة وغور الأردن بموافقة الولايات المتحدة وبعض العرب» وهذه الدولة المزعومة ستكون عاصمتها القدس.
تشير تقديرات صهيونية إلى إمكانية تنفيذ هذا السيناريو عبر طرح مشروع تسوية في قطاع غزة بوساطة مصرية حيث يطرح جيش الاحتلال الوضع في الضفة الغربية كنموذج، يمكن تطبيقه على قطاع غزة عبر سلسلة من التسهيلات.
وفي هذا السياق قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن الإعلان عن وقف مسيرات العودة «ينسجم مع أقوال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، وبموجبها إن جلّ اهتمام حماس هو تحسين رفاهية سكان القطاع، وإنه توجد رغبة قوية لدى حماس بعدم تصعيد الوضع وبدفع عملية التهدئة»، ونقلت الصحيفة عن مصادر في جيش الاحتلال قولها إن «عامل بناء يخرج من غزة ويتقاضى أجراً لا يقل عن 2000 دولار، سيحسن وضعه ووضع عائلته بصورة دراماتيكية ويدخل الأكسجين إلى القطاع».
ورأى المحلل العسكري في صحيفة «يسرائيل هيوم»، يوءاف ليمور، قرار وقف مسيرات العودة أنه «قرار إستراتيجي في أساسه».
وفي المقابل لا بد من التذكير أن الهدف الإستراتيجي للشعب الفلسطيني وقواه المناضلة، يكمن في تحرير فلسطين كل فلسطين ورفض كل مشاريع التسوية أو الاعتراف بشرعية الاحتلال على أرض فلسطين وفي كل المنطقة العربية، لهذا يجب استمرار تقاطع بنادق المقاومة الفلسطينية مع بنادق كل القوى العربية المقاومة على أرض فلسطين انطلاقاً من أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن