سورية

تحدثت عن إمكانية استخدام أسطول البحر الأسود لتوجيه ضربات مدفعية إلى عمق الأراضي السورية … روسيا تجدد التأكيد: ضرباتنا لدعم الجيش السوري واستهداف الإرهابيين… ولافروف يشكك بوجود «الحر»

وكالات :

جددت روسيا أمس التأكيد أن عملياتها في سورية تهدف إلى دعم الجيش العربي السوري واستهداف الإرهابيين والمتطرفين، وتحدثت عن إمكانية استعمال أسطول البحر الأسود الروسي لحصار الساحل السوري ونقل الذخائر وكذلك توجيه ضربات مدفعية إلى عمق الأراضي السورية إذا لزم الأمر، معتبرة أن ضربات التحالف الغربي في سورية للتنظيمات الإرهابية لم تعط «فعالية حقيقية».
وفي الوقت نفسه، شككت موسكو بوجود ما يسمى «الجيش الحر» في سورية، واعتبرت أن الإطاحة بالرئيس بشار الأسد ستكون خرقاً صارخاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي صدق على بيان جنيف، مؤكدة أن هذا البيان يقضي بضرورة تسوية الأزمة السورية سياسياً بشكل سلمي فقط.
وفي التفاصيل قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن العمليات الروسية في سورية تهدف إلى دعم الجيش العربي السوري واستهداف الإرهابيين والمتطرفين هناك. وتابع: «هدف عملياتنا هو تقديم الدعم للجيش العربي السوري في صراعه مع التنظيمات والقوى الإرهابية والمتطرفة».
من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية لاوس أن موسكو مستعدة لإقامة اتصالات مع الجيش الحر في سورية، إن وجد هذا التنظيم على الأرض بالفعل.
وقال بحسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: «نحن حتى على استعداد لإقامة اتصالات معه (الجيش الحر)، إذا كان هو بالفعل جماعة مسلحة من المعارضة الوطنية تملك قدرات معينة وتضم سوريين». واعتبر لافروف، أن التنظيم (الجيش الحر) بات وهمياً.. وعلى الأقل طلبت من وزير الخارجية الأميركي جون كيري تقديم معلومات ما عن مواقع هذا الجيش السوري الحر وقادته».
وأضاف: «ولم يقل أحد لنا حتى الآن أين يعمل هذا الجيش السوري الحر؟ أو أين وكيف تعمل وحدات أخرى مما تسمى المعارضة المعتدلة؟».
من جهة ثانية شدد لافروف على أن الإطاحة بالرئيس الأسد ستكون «خرقاً صارخاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي صدق على بيان جنيف الصادر في 30 حزيران عام 2012»، مؤكداً أن هذا البيان يقضي بضرورة تسوية الأزمة السورية سياسياً بشكل سلمي فقط.
وأضاف: «لذلك ما يصدر في الآونة الأخيرة من بعض العواصم حول ضرورة حل النزاع عسكرياً في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، هو دعوة لانتهاك القانون الدولي» في إشارة إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الحبير بأن الرئيس الأسد إذا لم يرحل بحل سياسي فسيواجه خياراً عسكرياً.
وأكد لافروف أن موسكو على اتصال مستمر مع واشنطن بشأن العملية الجوية الروسية في سورية واقترحت إجراء اتصالات مباشرة بين عسكريي البلدين بهذا الشأن في القريب العاجل.
وقال: إن التصريحات العلنية لقيادة الولايات المتحدة والدول الأوروبية تؤكد ضرورة مكافحة داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أنه سمع في هذا السياق غالباً «تقييمات إيجابية» للقرارات التي اتخذتها موسكو تلبية لطلب القيادة السورية. وأضاف بحسب وكالة «سانا» للأنباء: نتعرض لهجمات إعلامية كاذبة ولم نستهدف المدنيين في سورية. وتابع: إن «التحالف الغربي شن ضربات في سورية على مدى أكثر من عام دون فعالية حقيقية».
وأكد لافروف أن تنظيم داعش هو العدو المشترك لكل الدول والشعوب ويهدف إلى تشويه صورة الإسلام وتدميره من الداخل، داعياً إلى تبني نهج شامل لمواجهة الإرهاب.
وقال في رسالة وجهها إلى مؤتمر الدين الإسلامي ضد التطرف المنعقد في طاجكستان: إن موضوع مواجهة التطرف والإرهاب هو في مركز اهتمام القيادة الروسية وإن الرئيس فلاديمير بوتين تحدث عن ذلك في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وطرح عدة اقتراحات محددة بهذا الشأن على ما ذكرت «روسيا اليوم».
وأعرب الوزير الروسي عن قناعته بأن خطر التطرف يشمل جوانب متعددة ومن ثم يجب أن يكون الرد عليه شاملاً، مؤكداً بهذا الصدد أهمية مواجهة الإرهاب والتطرف في المجال الفكري وفضح محاولات التلاعب في وعي المؤمنين على حساب تحريف قيم العدالة والخير التقليدية للإسلام وغيره من الأديان العالمية. وشدد لافروف على أن تنظيم داعش الإرهابي يتحمل المسؤولية عن الكثير من الجرائم البشعة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي: إنه سمع تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حول اهتمام بغداد بدعم الطيران الروسي في تدمير مواقع الإرهابيين في العراق بعد أن أثبتت الأيام الأولى من الغارات الروسية في سورية الفعالية العالية للقوات الجوية الروسية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن موسكو لم تتلق «أي طلب رسمي من العراق» بهذا الشأن.
على خط مواز، رأى الأميرال المتقاعد فلاديمير كومويدوف بحسب وكالة «سبوتنيك» الروسية «إمكانية استعمال أسطول البحر الأسود الروسي لحصار الساحل السوري ونقل الذخائر وكذلك توجيه ضربات مدفعية إلى عمق الأراضي السورية إذا لزم الأمر.
وأشار كومويدوف وهو القائد السابق لأسطول البحر الأسود الروسي ورئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب (الدوما) للبرلمان الروسي حالياً، إلى أن ما يتوفر لدى مجموعة السفن الحربية الروسية في شرق البحر الأبيض المتوسط بشكل دائم يكفي، في الوقت الحاضر، لدعم القوة الجوية الروسية المرابطة في الشاطئ السوري التي بدأت طلعاتها الجوية لضرب مواقع تنظيم «داعش» منذ الأربعاء الماضي.
ولكن إذا استدعت الضرورة ذلك، على حد قول الأميرال، يمكن زيادة تشكيلة هذه المجموعة البحرية ومضاعفة قدراتها القتالية عن طريق إرسال قطع بحرية إضافية من قوام أسطول البحر الأسود للانضمام إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن