رياضة

في سلتنا الوطنية… رياح التغيير أسقطت أوراق عواجيز الأندية

| مهند الحسني

ليس كل تراجع بمفاصل كرة السلة السورية تقع مسؤوليته على اتحاد السلة، فهو عمل حسب خبرته وطاقته، لكن هناك من يشاركه في عمليتي التراجع والتطوير إن وجدتا، وبداية التطوير يبدأ من أنديتنا، ولو كانت هذه الأندية تسير ضمن خطط مدروسة وممنهجة، وتقودها إدارات محترفة لا منحرفة، بأشخاص رياضيين وفنيين بعيداً عن الانتخابات التي تفرز أشخاصاً لا ينتمون للرياضة بصلة، وعملت في معترك الأزمة على قواعدها بشكل صحيح، وإعدادها بطريقة علمية، لكانت أنديتنا حالياً تملك في رصيدها مجموعة متميزة من المواهب القادرة على المنافسة الحقيقية حتى على الصعيد الخارجي، لكن عبثاً، فغياب التخطيط الممنهج لدى جميع أنديتنا بات واضحاً، وزاد من همومها دخول الاحتراف بطريقة عشوائية ساهم في هموم وشجون الأندية.

تعاقدات

تسعى هذه الأندية إلى تحقيق نتائج مسبقة الصنع حتى لو كانت على حساب بنيان النادي وألعابه، لذلك تلهث الأندية للتعاقد مع لاعبين من أجل تحقيق إنجازات تسجل في سجلها، وتسببت هذه التعاقدات في إهمال فئة عمرية مهمة كانت بمثابة اللبنة الأساسية لفرق الرجال لو تم رعايتها بشكل جيد منذ سنوات، كنا حالياً أمام جيل جديد ومفعم بالحيوية في جميع أنديتنا التي ما زالت تضم لاعبين بلغوا الأربعين، ولن نأتي على ذكر أسماء أحد لأنهم معرفون للجميع.

خطوة بمكانها

أبدت أغلبية الأندية استياءها حيال قرار تحديد الأعمار الذي أقره اتحاد السلة منذ سنوات، واتهموا الاتحاد جزافاً باتهامات ما أنزل اللـه بها من سلطان، وخاصة اللاعبين الكبار الذين وجدوا أنفسهم على دكة البدلاء، حتى خلنا كمتابعين لتفاصيل السلة السورية أن هذا القرار خاطئ، ولا يوجد فيه أي شيء من الصوابية والصحة، لكن ومع مضي أكثر من موسمين على تطبيق هذا القرار، ومع وصولنا لمباريات المربع الذهبي لمسابقة كأس الجمهورية، اتضحت الصورة الحقيقية لهذا القرار، وبدا واضحاً أن رؤية الاتحاد كانت في محلها، وجاءت كالبلسم الشافي لأسقام أنديتنا، وكانت نتائج قراره مثمرة ويانعة ومفيدة، فظهر خلال مباريات الكأس لاعبون شباب أثبتوا علو كعبهم، وبأنهم مشاريع لنجوم سلوية لا محالة.
في الوحدة ظهر، محمد عبد النبي، وميشيل غيث، إياد كمون بمستوى مبشر بالخير، وفي الجيش تألق خليل خوري، ورامي ريحاني محمد صعلوك، وفي الكرامة، فاروق العمر، زياد جنيد، وفي الوثبة علي خضر، أشرف الأبرش، وفي الاتحاد تألق ناظم قصاص، ويزن حريري، فارس الفرا، وكذلك الحال في الجلاء حيث تألق إسحاق عبيد، مهران نرسيس، وفي نادي الثورة تألق اللاعبون، عمر إدلبي، أيوب غاوي، مايكل مرجي، ومن الحرية ظهر اللاعبان بسام معاذ، محمود خان طوماني بأداء جيد.
كل هؤلاء اللاعبين سيكونون في الموسم القادم ضمن التشكيلة الأساسية لفرقهم، وضمن خيارات مدربيهم حتماً، وهذا سينعكس على المنتخب الأول الذي تنتظره مشاركات عديدة.
كل هذا التطور جاء بفضل قرار الاتحاد الذي وضع يده على مكامن الخطأ الذي تنتهجه أنديته، وساهم في خلق جيل سلوي واعد سيكون له شأن كبير في قادمات الأيام، غير ذلك سيبقى هذا الجيل المبشر بالخير عرضة لأمزجة وقوانين خشبية لأندية ما زالت تعمل بعقلية هاوية.

خلاصة

هؤلاء اللاعبون لم يأتوا نتيجة اهتمام إدارات أنديتهم بهم، وإنما تطور مستواهم نتيجة منحهم فرصة اللعب، والمشاركة مع اللاعبين الكبار، وهذا من شأنه أن ينعكس إيجاباً على مستوى السلة بشكل عام، وصفوف أنديتنا بالمرحلة الحالية ما زالت تعج باللاعبين الكبار الذين باتوا يشكلون عبئاً ثقيلاً عليها، فهي لن تتطور طالما أنها ترى تحقيق نتائجها من وراء تعاقدها معهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن