بعد هزيمة الوحدة وتعادل الكرامة … كرة الاتحاد تحتاج لشخصية قيادية لإنهاء الفوضى
| حلب – فارس نجيب آغا
ربما أدخلت هزيمة فريق الاتحاد من الوحدة والتعادل الصادم أمام الكرامة الشك في قلوب جماهير الأحمر بعد العرض المتقلب ووجود عدة أخطاء فنية وتكتيكية مع التلميح حول عملية التمركز لدى اللاعبين وخصوصاً أيمن الصلال الذي لم يعتد اللعب وسط الميدان وهو بالأصل ظهير أيسر، ناهيك عن فقدان الانسجام بشكل تام في الخط الخلفي وتحديداً قلبي الدفاع الذي كان مشرعاً أمام هجمات الوحدة، ما تابعته الجماهير على شاشة التلفزيون أصبح مثار جدل بعد اللقاء على منصات مواقع التواصل بين عدة شرائح، كل يبني وجهة نظر ويتبناها لأشياء منها موجودة ومنها لا أساس لها! مع عملية تطاول على مجلس الإدارة بشكل معيب خارج عن القيم الرياضية؟! في موقف يضعنا أمام فلتان أخلاقي وانحطاط لا مثيل له والمؤسف أن الأزمة وسعت الفجوة وكشفت الفجور أكثر في وسطنا الرياضي وزاد الأمر سوءاً أن الكرة لم تنصف الاتحاد أمام الكرامة.
وفي النهاية هناك فائز وهناك خاسر ولا يمكن لكلا الطرفين أن ينتصرا في آن معاً، فلماذا كل تلك الدوامة ولماذا يبدأ الهجوم مع الهزائم فقط ولا نسمع أحداً حين الانتصارات؟ ونحن طبعاً لسنا طرفاً ولسنا بصدد الدفاع عن أحد، لكن ما يحدث بين جماهير الاتحاد أمر خارج عن الحد وانفلات معيب رغم تدخل بعض العقلاء لترطيب الأجواء، الفريق ربما لم يكن في مباراة الوحدة كما رسمت جماهير الاتحاد بأذهانها خاصة أن اللقاء يعتبر ذا شجون لكن رغم كل ما حدث كان بوسع الاتحاديين الخروج بنقطة التعادل على أقل تقدير عطفاً على الفرص التي أهدرت في الربع الأخير من اللقاء بسبب التسرع والتشنج الذي رافق الأجواء كما كان الفوز منصفاً لو حدث أمام الكرامة.
قرار فني
لاشك أن بعض التفاصيل الصغيرة تحدث في كل فريق لكن هناك رجل حكيم وعاقل يستطيع السيطرة عليها وحلها ولست أدري ما دور الجهاز الفني والإداري وهل هناك توافق بينهم؟ ربما سؤال يبدو محيراً لم نجد له حلاً منذ بداية الدوري في ظل تجاوزات عديدة مرتكبة من قبل بعض اللاعبين الطواويس الذين يعتبرون أنفسهم أكبر من نادي الاتحاد وعملية الردع ظهرت بعد المرحلة الثالثة من خلال التخلي عن المدافع عبد الناصر حسن وعدم استدعائه لأي مواجهة نتيجة قرار فني بحت من قبل المدرب قيس اليعقوبي، لكن اللاعب نفسه لم يسع لتصحيح صورته وبقي يغرد خارج السرب من خلال عدم الالتزام بشكل جدي وهذا شيء كلفه الابتعاد عن اللعب والاعتماد على شاهر شاهين ليكون الحل المناسب من وجهة المدرب الذي فضل عدم الدخول بدوامة المشاكل مع حسومات مالية حضرت من قبل مجلس الإدارة طالت عدداً لا بأس به من اللاعبين المخالفين، وهو شيء طبيعي نتمنى السير عليه وتطبيق النظام على الجميع في ظل مخالفات بين الحين والآخر نتيجة العقلية التي لا تعرف معنا الاحتراف والهم والاهتمام هو قبض المستحقات المالية فقط دون النظر للأداء والمستوى الفني المتراجع لبعض اللاعبين أصحاب الرؤوس الكبيرة.
استقالة مرفوضة
لا نخفي على أحد أن المدرب قيس اليعقوبي لوح باستقالته عقب نهاية مباراة الوحدة في ردة فعل وطدتها الأجواء المتوترة التي رافقت المباراة وهو أمر مرفوض ولم يأخذ به مجلس إدارة النادي، معتبرين أن ما أقدم عليه هو نتيجة العصبية الزائدة والأمور لا تحل بتلك السرعة لذلك تم طي الموضوع مع وجود ضغوطات أفصح عنها المدرب لضرورة إشراك بعض اللاعبين، وهنا لا بد أن نتوقف عند هذا الأمر كونه من صلاحية اليعقوبي لكن نعلم حق اليقين بأن القرار الأول والأخير له ولا وجود لتدخلات وقضية مشاركة محمد ريحانية أمر بات مبالغاً فيه وقصة زادت عن حدها وهو بالأساس لاعب ضمن صفوف فريق الشباب ومن غير المقبول أن تكون تلك القصة الشماعة التي يعلق عليها ما يحدث من أخطاء وليس بذلك اللاعب الخارق الذي يحمل الفريق على عاتقه، لذلك لا بد من التروي وعدم رمي الكلام هنا وهناك والفريق لا يتوقف عند لاعب واحد صغير والشركة الراعية دفعت عشرات الملايين في عملية انتداب لاعبين كبار للمنافسة على اللقب فليس من المعقول أن يكون الريحانية هو كلمة السر وليس من المقبول أن يكون هو العذر الرئيسي لدى المدرب الذي يعول عليه كما يصلنا في ظل وجود لاعبين مخضرمين!؟
تجاوزات معيبة
ما يحدث ضمن فريق الاتحاد هو سوء تنظيم وعدم انضباط وتفاصيل يصنعها بعض اللاعبين الفوضويين وتلك من اختصاص مدير الفريق الذي يجب أن يكون أشد قساوة في المعاملة وإلا فإن الاتحاد سيدفع ثمن تمرد البعض ممن يعتبرون أنفسهم أكبر من النادي والمؤسف أن تطلق عليهم صفة محترفين وقد تم ضبطهم عدة مرات في أماكن يجب ألا يتواجدوا فيها لكن من يردعهم ومن يوقفهم عند حدهم؟ هنا بيت القصيد وتلك النقطة التي نبحث عن حل لها وتحتاج لشخص ذي شخصية قيادية قادر على ضبط الايقاع وكبح جماح الطواويس الذين فاقت تصرفاتهم ومخالفاتهم الحد المسموح به ونرى أن مجلس الإدارة استعان بالمدير الفني لنادي الاتحاد أحمد هواش ليكون أقرب للفريق نظراً لما يتمتع به من شخصية قيادية قادرة على إنهاء تلك المشاكل بجانب مدير الفريق محمود السيد خاصة أن الدوري مازال في الميدان والوقت مبكر والهواش معين بشكل رسمي وتواجده أمر منطقي مع الفريق.
عقوبات وقرارات
عملية اتخاذ القرارات المتسرعة لدى الجهاز الفني في بعض الأحيان تبدو غير منطقية فمصلحة الفريق تتطلب الصبر ببعض المواقف وتفضيل مصلحة الفريق، والعقوبات المالية سلاح جيد يمكن الاستعانة به وعملية الاستبعاد تعتبر تصرفاً يعبر عن ردة فعل فقط والنادي بالنهاية يدفع الثمن والعقوبة أمر لا بد منه لكن نوعيتها وتوقيتها يجب أن يكونا مدروسين وغير اعتباطيين فخسارة لاعبين بمراكز يحتاجها الفريق ليس أمراً جيداً تحسباً لعدم نزف النقاط في رحلة المنافسة على اللقب والمطلوب الهدوء والتروي عند أي مشكلة قد تحضر ومراعاة الظرف والعوامل بشكل متأن قبل اتخاذ القرار الذي جاء حتى الآن بمعظمه غير مقبول، خلاصة الكلام كرة الاتحاد تحتاج لشخصية قيادية قوية قادرة على ضبط بعض اللاعبين المتمردين ومن يعول على فسخ عقده بتعمده تكرار المخالفات فهو مخطئ تماماً.