سورية

جهود رسمية حثيثة لتطبيع الأوضاع ودعوات لعدة جهات لزيارة دمشق … أكاديمي كردي: مؤسسات الدولة الرسمية يجب أن تعود إلى الجزيرة

| موفق محمد

أكد الأكاديمي الكردي والناشط السياسي فريد سعدون، أن الحكومة السورية تبذل جهوداً حثيثة لـ«تطبيع الأوضاع» في منطقة الجزيرة، كاشفاً عن أنها وجهت العديد من الدعوات لجهات وأحزاب في المنطقة لزيارة دمشق من بينها دعوة وجهها مكتب رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك لشخصيات مستقلة ووجهاء عشائر.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أوضح سعدون، أنه قبل أسبوع تقريباً وجهت دعوة لشخصيات مستقلة وطنية غير متحزبة وشيوخ عشائر كردية وكان اسمه من ضمن من وجهت الدعوة لهم من قبل مكتب اللواء لزيارة دمشق واللقاء معه لكن موعد اللقاء لم يتم تحديده بعد.
وبعد أن أشار سعدون إلى أنه لم يتم إبلاغ المدعوين بما سيتم بحثه ومناقشته خلال اللقاء، لفت إلى أن «سيادة اللواء زار القامشلي «مؤخراً» واجتمع مع شيوخ عشائر عرب ويبدو أن المرحلة الثانية هي الاجتماع مع شخصيات مستقلة وشيوخ عشائر أكراد».

وتحدث سعدون عن معلومات يتم تداولها في المنطقة عن أن هناك دعوة أيضاً وجهت للأحزاب الكردية، وقال: «كل هذه الدعوات لتطبيع الوضع في منطقة الجزيرة»، لافتاً إلى أن المنطقة تتعرض لهجوم تركي ودخول مرتزقة النظام التركي وتشريد الناس، ونحن نريد أن تعود الدولة بهدوء بحيث يتقبل الناس عودتها بشكل طبيعي وألا يكون هناك حساسيات أو خوف من اعتقال المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياط أو اعتقال البعض على خلفية انتمائه لـ«قوات سورية الديمقراطية– قسد» وقوات «الأسايش» التابعة لها.
ورأى سعدون، أن «هذه اللقاءات بتصوري هي لإزالة المخاوف من نفوس الناس وتهدئة الأجواء وترطيبها وخلق حالة من الأمان والاستقرار لدى الناس والتأكيد أن الأمور ستكون طبيعية بعودة الدولة وأنه يمكن أن يكون هناك عفو عام وهذه هي الفكرة التي نعمل عليها».

وأكد أنه «مع عودة سلطة الدولة ومؤسساتها إلى المنطقة بهدوء»، معتبراً أن «كل الأمور يمكن أن تحل بحوار هادئ وشفاف بين ممثلي المنطقة والحكومة ومن ثم إصدار عفو عام من قبل السيد الرئيس يشمل المتخلفين وتسوية أوضاع الطلاب الذين يدرسون في المدارس الكردية وهو أمر يحتاج إلى تهيئة أجواء وتحضير».
وشدد سعدون على أنه من دون عودة الدولة ستستمر تركيا بالهجوم وتحتل الشريط الحدودي كله، على حين عندما يتم رفع علم الدولة السورية على الحدود فإن هذا الأمر يعطي اطمئناناً للناس بأن تركيا لا تجرؤ على محاربة الدولة السورية، كما أن ذلك يسحب من تركيا حججها بوجود حزب العمال الكردستاني.
وبعد أن تساءل: إذا كان الجيش السوري هناك هل يمكن لتركيا أن تهاجم؟ قال: «طبعاً لا لأنها لا تستطيع أن تقول إن الجيش السوري جيش إرهابي».

ورداً على سؤال حول مصير «قسد» قال سعدون: «أي دولة في العالم لا تقبل بوجود جيشين على أراضيها، جيش للدولة وجيش ليس للدولة، وهذا أمر غير موجود في كل دول العالم»، ورأى أن «قسد» يجب أن تتحول إلى قوة عسكرية تتبع لوزارة الدفاع ضمن إطار الدولة، لكنه اعتبر أنه وطالما أن الوضع غير مستقر وهناك قوات أجنبية تحتل المنطقة، يمكن الإبقاء على «قسد» مبدئياً بالتنسيق الكامل مع الدولة لفترة محددة من شهرين إلى ثلاثة أو ستة أشهر إلى أن يتم تحرير الأراضي المحتلة وبعدها ينتسب هؤلاء إلى الجيش السوري.
وأشار سعدون إلى أنه وبالنسبة لـ«الأشايس» التابعة لـ«قسد»، «طرحنا أن يتم تحويلهم إلى أمن داخلي «شرطة مدنية» وأن يخدموا وفق نظام الإدارة المحلية والقانون 107 لعام 2012 في مناطق وجودهم».
وبالنسبة لـ«الإدارة الذاتية» الكردية، قال: «هي بالأساس إدارة محلية، ولكن حالياً كون الدولة تحارب الإرهاب ومشغولة بتحرير إدلب ومناطق أخرى، فإن هذه الإدارة يمكن أن تستمر حالياً»، مشيراً إلى أنه ليس من مصلحة الدولة أن يكون هناك فراغ على الأرض، معتبراً أنه وبعد القضاء على الإرهاب يمكن تحويل هذه الإدارة تدريجياً إلى إدارة محلية وهذا الأمر قانون وارد في دستور 2012 الذي يقول إن سورية تقوم على مبدأ اللامركزية الإدارية التي هي إدارات محلية في المحافظات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن