ما زالت بعض أحواض معاصر الزيتون في السويداء مملوءة بمياه الجفت الناتج عن عمليات العصر بسبب عدم قدرة أصحاب هذه المعاصر على تفريغ المياه ضمن الأراضي الزراعية نتيجة لرفض بعض المزارعين ذلك خوفاً من أن تلحق هذه المياه أضرارا بأراضيهم الزراعية وأشجارهم المثمرة، رغم أن مديرية البيئة في السويداء قامت سابقا بإجراء تجربة مع إحدى المعاصر في المحافظة حيث قامت المعصرة بتجهيز وتركيب أنبوب (بوري) مثقب على أحد الجرارات بحيث يقوم الجرار بتوزيع المادة في الأراضي وبين الأشجار وخاصة أشجار الزيتون بحيث تحقق هذه الطريقة العدالة في توزيع مياه الجفت دون إلحاق أي ضرر بالأراضي أو جذور الأشجار.
ولفت صاحب معصرة إلى إقبال المزارعين على عملية ري أراضيهم بها لما له من فائدة في تسميد الأرض منوهاً بأن عمليات توزيع مياه الجفت للمزارعين مجانية وتقع على عاتق المعصرة تكاليف الجرارات، مشيراً إلى أن عمليات التوزيع تلك جاءت بناء على توجيهات وزارة الزراعة لما لتلك المياه من فوائد عضوية في تسميد الأرض بعد أن كانت عمليات تفريغها من الصهاريج تجري في أرض تم تخصيصها سابقا بالقرب من بلدة الثعلة.
وأشار مدير شؤون البيئة بالمحافظة رفعت خضر إلى أن هذه المياه تحقق فائدة للأراضي الزراعية شرط توزيعها ضمن المواصفات المحددة، مضيفاً إن هذه المياه تحتاج إلى مساحات كبيرة لافتا إلى أهميتها في تسميد التربة وغناها بعناصر عضوية مهمة.
وأضاف خضر إنه في حال لم يلتزم المزارعون بكيفية توزيع المياه على الأراضي بالتأكيد سيكون لهذه المياه أضرار على الأشجار المثمرة علما أن معظم المزارعين لا توجد لديهم معرفة بكيفية استخدام هذه المياه في ري أراضيهم، مؤكداً أن عمليات التوزيع لتلك المياه تأتي ضمن شروط وكميات وطرق محددة وقد أثبتت جدواها في الأراضي التي تم ريها سابقا بمياه الجفت مشجعاً المزارعين على ضرورة تجربتها ضمن أراضيهم.