عربي ودولي

الاحتلال يعتقل أمين سر «فتح» في القدس … مئات الآلاف في غزة يحيون ذكرى انطلاقة الثورة

| وفا

شارك مئات آلاف الفلسطينيين من مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة، أمس في فعاليات إحياء الذكرى الـ55 لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، انطلاقة «حركة فتح»، بمهرجان مركزي نظمته الحركة في شارع الوحدة وسط مدينة غزة.
وبدأ الاحتفال الذي شارك فيه ممثلو مختلف القوى والفصائل الوطنية والإسلامية بالنشيد الوطني الفلسطيني، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء.
وبث عبر تقنية «الفيديو كونفرنس» كلمة الرئيس محمود عباس التي ألقاها، قبيل إيقاد شعلة الانطلاقة، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، والتي أكد فيها «أن أهلنا في قطاع غزة سيبقون على الدوام في عقولنا وقلوبنا، فأنتم منا ونحن منكم، وإن الفرج لقريب بإذنه تعالى، وليس ذلك على الله ببعيد».
وقال عباس: «إن المنعطف الخطير الذي تمر به قضيتنا الوطنية، جراء استمرار السياسات والممارسات الإسرائيلية العدوانية ضد أرضنا وشعبنا، يتطلب منا الوقوف معا، بكل قوة وحزم، لحماية مشروعنا الوطني».
وجدّد التأكيد «أننا لن نقبل بإجراء الانتخابات بدون القدس، وبدون مشاركة أبناء شعبنا فيها»، مشدداً على أن «القدس بمقدساتها المسيحية والإسلامية، هي عاصمة دولتنا الأبدية، وهي درة التاج، وليست للبيع ولا للمساومة، فمن أجلها، قدم شعبنا قوافل الشهداء والأسرى والجرحى، وبدون القدس بأقصاها وقيامتها عاصمة لدولة فلسطين لن يكون هناك سلام ولا استقرار».
وقال: إن «العالم أصبح اليوم أكثر إيمانا بعدالة قضيتنا وبحقنا المشروع في التحرير والاستقلال، فها هي المحكمة الجنائية الدولية تتخذ قراراً شجاعاً بإجراء تحقيق شامل في جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا، ليصبح بمقدورنا أن نحاكم هذا الاحتلال على جرائمه أمام العدالة الدولية».
كما جدّد عباس التأكيد على أن «قضية أسرانا وجرحانا وشهدائنا هي خط أحمر لن نقبل المساومة أو التفاوض عليها، مهما كان الثمن».
بدوره ألقى عضو اللجنة المركزية لـحركة «فتح» أحمد حلس، كلمة في المهرجان أكد فيها، أن اللجنة المركزية لا يمكن إلا أن تتجاوب مع مطالبات أبناء غزة، وأضاف: إن العام الجاري هو عام الوحدة الوطنية، وحركة «فتح» واحدة موحدة بشرعيتها وشرعية أطرها خلف عباس، وتفتح ذراعيها لكل الباحثين عن الحق والصواب، مؤكداً أن «فتح» هي بيت للجميع على قاعدة الالتزام بشرعية الإطار والقرار والقيادة ودون ذلك، ففتح ليست بحاجة لمن يتجاوزها، بل ستنبذ كل من يتصور أن فتح دونه لا شيء.
وشدد حلس على أن «فتح» الواحدة الموحدة لا يكتمل دورها ومشروعها إلا بوحدة فصائل منظمة التحرير، قائلاً: «مشروعنا وحدوي مع كل قوى العمل الوطني والإسلامي، نريد وحدة تجمع فتح، وحماس، والجهاد، وفصائل منظمة التحرير، وكل أطياف شعبنا، لأن معركتنا مع الاحتلال ووعد ترامب تتطلب الجهود كافة، ولا يجوز أن ندخر جزءاً من طاقتنا وإمكانياتنا»، مؤكداً ضرورة أن تصب كل إمكانيات شعبنا في مواجهة الاحتلال ومشاريعه التصفوية ومشاريع القفز عن حقوقنا الوطنية.
كما ألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية جميل مزهر كلمة القوى والفصائل خلال المهرجان، أكد فيها وحدة الصف الوطني، وضرورة إتمام المصالحة لمواجهة التحديات والمؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية والمشروع الوطني.
وشهد المهرجان العديد من الفقرات الفنية والأغاني الوطنية التراثية والفلكلورية والدبكة الشعبية، وفي ختامه، أوقد حلس شعلة الانطلاقة بحضور المحافظين، وممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية.
وقام مواطنون يستقلون حافلات ومركبات خاصة وشاحنات ودراجات نارية بمختلف أنواعها، ويسيرون سيرا على الأقدام يملؤون شوارع المدينة قادمين من مختلف المدن والمخيمات من رفح جنوبا، مرورا بخان يونس ومدينة دير البلح ومخيمات وسط القطاع، وبيت حانون وبيت لاهيا وجباليا شمالا، للمشاركة في مهرجان الانطلاقة المجيدة.
ورفع الجماهير أعلام فلسطين وصور الرئيس محمود عباس جنبا إلى جنب مع صور الزعيم الراحل ياسر عرفات وقادة العمل الوطني، إضافة إلى رفع رايات حركة «فتح» الصفراء والتلويح بها، والتوشح بالكوفية الفلسطينية.
من جهة ثانية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر أمس أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» في مدينة القدس المحتلة شادي مطور، أثناء وجوده في حي وادي الجوز.
يشار إلى أن عناصر من شرطة ومخابرات الاحتلال قد داهمت منزل المطور صباح أمس، وطالبت عائلته بتسليم نفسه، وسلمتها بلاغا لمراجعة أحد مراكزها للتحقيق.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت فجراً أمين سر الحركة في منطقه العيسوية ياسر درويش، واستدعت عضو قيادة إقليم القدس عوض السلايمة، وحذرت من إقامة أي فعاليات لإحياء ذكرى الانطلاقة الـ55 للثورة الفلسطينية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن