«الحشد الشعبي» يدعو أنصاره للانسحاب من محيط السفارة الأميركية في بغداد … ترامب يتراجع عن تهديد إيران.. وكتائب حزب اللـه العراق تحذر من تبعات الاعتداء
| روسيا اليوم - الميادين - وكالات
دعت هيئة «الحشد الشعبي» في العراق، أمس جماهيرها إلى الانسحاب من محيط السفارة الأميركية في بغداد. في حين بدأ المحتجّون بإنهاء اعتصامهم في المنطقة.
وقال «الحشد الشعبي»، في بيان: «ندعو الجماهير الموجودة قرب السفارة الأميركية إلى الانسحاب احتراماً لقرار الحكومة العراقية التي أمرت بذلك وحفاظاً على هيبة الدولة ونقول للجماهير الموجودة هناك إن رسالتكم وصلت».
وأضاف: «نثمن في الوقت نفسه موقف القائد العام للقوات المسلحة والشخصيات السياسية والدينية والثقافية والشعبية الرافضة والمستنكرة للعدوان الأميركي الغاشم على قطعات الحشد الشعبي».
ودعا البيان إلى «المشاركة في مجالس العزاء الخاصة بالشهداء» في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى.
وكانت اتصالات مكثفة من أطراف حكومية رفيعة المستوى قد حثت كتائب حزب اللـه العراق للانسحاب. وذلك بعد توتر شهده محيطها.
وذكرت وسائل إعلام كتائب حزب اللـه العراق أن رئيس الحكومة المستقيل عادل عبد المهدي أبلغ الكتائب أنه سيترك منصبه شاغراً إذا لم ينسحبوا من أمام السفارة.
من جهته، طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطات العراقية بحماية البعثة الدبلوماسية بعد اقتحام متظاهرين السفارة الأميركية منددين بعدوان واشنطن على الحشد الشعبي.
وقال ترامب إنه لا يريد ولا يتوقع حرباً مع إيران، موقفه جاء بعد ساعات على تهديده طهران بدفع ثمن باهظ بعد اقتحام آلاف العراقيين السفارة الأميركية في بغداد. وكان الرئيس الأميركي قد قال في تغريدة على تويتر إن إيران ستتحمل المسؤولية الكاملة عن الأرواح التي فقدت وعن الأضرار الناجمة، شاكراً للقادة العراقيين استجابتهم السريعة لحماية السفارة.
في المقابل، رفضت إيران الاتهامات الأميركية بشأن دورها في الأحداث الحاصلة في العراق، وحذرت واشنطن من أي خطأ في الحسابات أو من خطوات غير مدروسة.
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي: إن الحشد الشعبي قضى على داعش الذي أوجده الأميركيون والآن ينتقمون منه. وأدان خامنئي العدوان الأميركي على الحشد معتبراً أن الأميركيين ينتقمون لداعش منه.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي قال إن العالم يشهد وقاحة أميركية مترافقة مع إهانة الشعب العراقي في الأيام الأخيرة، داعياً إياها إلى الكف عن سياساتها التخريبية في المنطقة.
وأوضح موسوي أن واشنطن غضت النظر عن مطالب العراقيين بالاستقلال والحرية، وتناست دعمها لصدام وإنتاجها لداعش وقتلها الشعب العراقي.
وتعليقاً على الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في تغريدة على تويتر: إن الهجوم «كان من صنع إرهابيين»، مضيفاً إنه تمّ تصويرهم جميعاً أمام السفارة، ذاكراً بالاسم أبو مهدي المهندس والشيخ قيس الخزعلي وهادي العماري وفالح الفياض.
من جهتها، حذرت كتائب حزب اللـه العراق الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تبعات ما حدث في العراق.
وقالت الكتائب أمس في بيان: «ليعلم ترامب أنه ارتكب حماقة كبيرة ستطيحه ومرتزقته في العراق والمنطقة»، وقد أكد البيان أن المرحلة المقبلة ستشهد إقرار قانون إخراج القوات المحتلة وتوابعها.
وشيّع العراق أول من أمس الشهداء الذين ارتقوا في العدوان الأميركي على مقر الحشد الشعبي في الأنبار، المشيعون مروا أمام السفارة الأميركية حاملين نعوش الشهداء قبل أن ينصبوا خياماً أمام المقر، وأعلنوا الاعتصام المفتوح للمطالبة بإغلاق السفارة وطرد القوات الأميركية.
واعتبر الرئيس العراقي برهم صالح أول من أمس أن محاولة اقتحام السفارة الأميركية في بغداد تعد تجاوزاً للسياقات والاتفاقات الدولية الملزمة للحكومة العراقية، مشيراً إلى أن الاحتجاج السلمي حق مشروع ومكفول بحسب الدستور، لكن التعرّض للبعثات الدبلوماسية يعد ضرباً لمصالح العراق وسمعته الدولية.
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي فقد قال خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب: إن القوات الأمنية العراقية مستمرة في القيام بواجبها بحماية السفارة الأميركية وباقي البعثات الدبلوماسية.
في المقابل، اعتبر القيادي في الحشد الشعبي جواد الطليباوي أن ما يجري أمام السفارة الأميركية هو رد فعل طبيعي على العدوان الأخير، واصفاً السفارة بأنها وكر للتجسس والأعمال التخريبية في العراق.
وفي وقت سابق أمس أفاد مصدر في «روسيا اليوم» بنشوب حريق ثان في إحدى بوابات السفارة الأميركية ببغداد وإصابات بصفوف المحتجين المؤيدين لـ«الحشد الشعبي»، في فعاليات لليوم الثاني ضد القصف الأميركي لمواقع للحشد.
وقال المصدر: إن الموالين للحشد قاموا بإضرام النار مجدداً في إحدى بوابات السفارة، مبيناً أن «السفارة الأميركية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على الموالين للحشد الشعبي».
وأضاف: إن «عدداً من الموالين للحشد أصيبوا بسبب قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقت من داخل السفارة الأميركية».