أكد أنه سيتوجه إلى دولة أوروبية لمعرفة ماهيّة سموم الاحتلال … حنا: المشروع الصهيوني هو المستفيد من إفراغ المنطقة من مسيحييها
| الوطن - وكالات
شدد المطران عطالله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس في القدس المحتلة، أن المسيحية في فلسطين والمشرق العربي ليست بضاعة مستوردة، وأكد أن المستفيد من إفراغ فلسطين والعراق وسورية من مسيحييها هما المشروعان الصهيوني والاستعماري.
وقال حنا في مقابلة مع قناة «الميادين» بعنوان: «مطران فلسطين عطالله حنا»، ليلة رأس السنة: «لربما حادثة التسمم التي تعرضت لها إنما كان يراد منها توجيه رسالة تخويف إلى كل رجال الدين الذين يدافعون ويقفون في الميدان ويقفون مع شعبهم»، مؤكداً أنه «لن نستسلم ولن نقبل بهذا الواقع».
وأضاف: إن «الأعداء الذين تآمروا على فلسطين ومدينة القدس يريدون للشعب الفلسطيني أن يكون في حالة استسلام وضعف»، لافتاً إلى أن ما حدث معه ليلة 17 كانون الأول الماضي، لم يكن شيئاً عابراً، ومشدداً على أن «ما كان قبل هذه الليلة لن يكون كما هو بعده».
وتعرض المطران حنا في ليلة 17 كانون الأول الماضي، مع مَن كانوا موجودين داخل المنزل الذي يقطن فيه في القدس المحتلة للتسمم، نتيجة رش مبيدات كيميائية وغازات سامة ومواد أخرى.
وفي 23 من الشهر ذاته كشف المطران عطالله حنا أنه يتلقى العلاج في العاصمة الأردنية عمان، بعد تعرضه لحادثة تسميم في القدس المحتلة، لافتاً إلى أن المؤشرات تدل على وقوف كيان الاحتلال «الإسرائيلي» وراء الحادثة بهدف اغتياله أو إبقائه مريضاً طوال الحياة.
وأشار المطران حنا في المقابلة مع «الميادين»، إلى أن ما تعرض له مساء تلك الليلة كان عملية تسميم ممنهجة إذ وُضعت السموم بأشكالها المختلفة، التي لا يعرف بعضها، وقد توصل إلى بعض من هذه السموم، محمّلاً سلطات الاحتلال المسؤولية المباشرة، ولافتاً إلى أنه ربما كان هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق.
ولفت المطران حنا إلى أننا نعاني مشكلة كفلسطينيين، عندما يتم الحديث عن لجنة تحقيق حيادية، وتساءل: أين يمكن لنا أن نجد هذه اللجنة؟ لافتاً إلى أن أغلب اللجان الحيادية التي شُكّلت هذا العالم تخلت عن حياديتها وأصبحت جزءاً من المؤامرة على الشعب الفلسطيني.
وتحدث المطران حنا عن تفاصيل ما حدث معه في تلك الليلة وقال: «ما حدث معي تلك الليلة ليس أمراً سهلاً.. من حقي أن أعرف ومن حق الفلسطينيين أن يعرفوا ما حدث معي».
وشدد المطران حنا على أن هذه الرسائل المسمومة من الاحتلال لن تجعلهم (الفلسطينيين) يخافون أو يترددون في الدفاع عن الحضور التاريخي في هذه الأرض المقدسة.
وكشف عن أنه سيغادر، بعد الأعياد، إلى إحدى الدول الأوروبية، لمعرفة ماهية هذه السموم، وسيتوجه إلى إحدى المستشفيات المختصة في هذا الشأن، مضيفاً: إن «معرفة هذه السموم سيوصلنا إلى الانتصار الحقيقي، لأنه من خلال معرفتنا بها سنعرف الترياق الحقيقي الذي يعالجها».
وشدد المطران حنا على أن المسيحية في فلسطين وفي المشرق العربي ليست بضاعة مستوردة، معرباً عن أسفه لأن نسبة المسيحيين في فلسطين التاريخية هي 1 بالمئة، ومشيراً إلى تراجع الحضور المسيحي في كل المشرق العربي بسبب الظروف السياسية في سورية ومصر والعراق ولبنان ولربما، بلاد أخرى.
وتساءل المطران حنا عن المستفيد من إفراغ فلسطين والعراق وسورية من مسيحييها سوى المشروع الصهيوني والمشروع الاستعماري؟ متوجهاً إلى الأعداء بالقول: «المسيحيون في فلسطين ملتزمون أولاً بمسيحيتهم المشرقية، بأصالتهم الإيمانية ومتمسكون بهويتهم الوطنية وبعروبيتهم وبفلسطينيتهم».
وثمّن المطران حنا، كل المواقف التضامنية بحق فلسطين في هذا الزمن الرديء وقال: «ولكننا كفلسطينيين نقول إن لهذه الأرض شعباً سيبقى يناضل، ومن أجل ذلك لن تمر صفقات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس والوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو»، وأضاف «من يقرر الواقع في فلسطين والقدس هم الفلسطينيون».
وختم المطران حنا مقابلته بالحديث باسم الفلسطينيين مؤكداً أنه «لا تخلّي عن حق العودة، لا تخلي عن القدس، لا تخلي عن حبة تراب من فلسطين»، معتبراً أن هذه هي رسالات الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين عشية رأس السنة.