من دفتر الوطن

حزب اللاطائفية!!

| عبد الفتاح العوض

هل كانت أميركا على قيد الحياة عندما افترقنا لطوائف؟!
أحمق من يلوم عدوه..
في أسلوبنا لعدم تحمل المسؤولية دوماً ما نجد أعذاراً وتبريرات بأن «الأعداء» يفعلون كذا وكذا وكذا.
وكذا هذه كثيرة ومتبدلة ومن المرونة لدرجة يمكن استخدامها من أهم القضايا إلى أصغرها.
لكن اليوم أريد أن أتحدث عن الطائفية التي تتجلى في مظاهر كثيرة لكنها تصبح فجة ووقحة في مناسبات تتكرر كثيراً هذه المرحلة.
الطائفة التي تؤمن بها الولايات المتحدة الأميركية هي «إسرائيل».
الطائفة الإسرائيلية هي الوحيدة التي تهم أميركا، ما عدا ذلك مجرد أعداء أو توابع وفقاً للتقويم الإسرائيلي فقط!
سابقاً وإلى فترة قريبة كانت مصالح أميركية أخرى لها علاقة بالنفط وقبلها بالحرب الباردة تمثل شيئاً في مفردات السياسة الأميركية لكن هذه المفردات أصبحت «رخيصة» وتكاد لا تباع ولا تشرى في سوق السياسة.
وقدرة إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وكثير من الغرب على اللعب الطائفي متوفرة، ليس بفضل ذكائهم ولا قدراتهم ولكن بفضل الأغبياء منا وهم الطائفيون.
الطائفيون ليس لديهم إحساس بالمسؤولية الوطنية لأن ولاءهم ليس للوطن بل للطائفة.
الطائفيون يقدمون خدمة لأي آخر لأنه مستعد للتحالف مع الشيطان لمجرد «الانتقام» من جاره من الطائفة الأخرى، وهم فعلاً تحالفوا مع الشيطان ومازالوا.
أقول الطائفيون أغبياء لأنهم يظنون أو يعتقدون أن الآخر عندما يساعدهم على «طائفة أخرى» إنما يفعل ذلك من «أجلهم» وهم أغبياء لأنهم يظنون أو يعتقدون أن الدور لن يأتي عليهم بشكل أو بآخر تحت هذه الذريعة أو تلك!
النقطة التي أود أن أركز عليها هنا أن الطائفيين في منطقتنا «قلة» لكن هذا النوع من الخطاب التحريضي يطغى لأنهم يعبّرون بوقاحة عن مشاعرهم المريضة وهم فوق ذلك يستمتعون بصمت الآخرين، الصامتون لا يعبرون عن آرائهم لأنهم لا يجدون فائدة من المشاركة في لعبة الطائفية، أو لأنهم يعتقدون أن المشاركة فيها إذكاء لنارها، والخطير أن جزءاً من مثقفينا يشاركون بحماقة في اللغة الطائفية!و يخلعون كل أفكارهم ليرتدوا ثياب الطائفية البشعة.
مشكلتنا أن هذا النمط من التفكير أخذناه من عقلية «القبيلة» بحيث أصبحت قبيلتنا هي طائفتنا.
عندما تحدث محمد عابد الجابري عن محددات العقل العربي قال: إن القبلية واحدة من ثلاثة إلى جانب العقيدة والغنيمة.
الآن ما يجري أن الطائفة أصبحت القبيلة، فكلتاهما تعتمد على الانتماء الفطري وليس الانتماء الفكري، وشتان ما بينهما!
أنت تولد من هذه الطائفة مثلما ولدت من هذه القبيلة، فيما يعتمد الانتماء الفكري على مجموعة من المبادئ والمصالح التي تجمع الناس بشكل فعال ومفيد.
ما الحل؟
هذه الطوائف «الأثرية» لن تصنع لنا إلا مزيداً من المصائب ويقيناً أنها استخدام دنيء، أي إن الذين يرفعون شعاراتها إنما هم يستخدمونها ليس أكثر.
أظن أن حزب اللاطائفية يحتاج إلى أن يكون أقوى من خلال عمل ممنهج على صعيد المنطقة بشكل عام.
حزب اللاطائفية يضم الأغلبية الساحقة من المجتمعات في المنطقة فلماذا لا يكون صوتهم هو الغالب.

أقوال:
-في كل صراع هناك قاتل ومقتول إلا في (الصراع الطائفي)، فهما قتيلان.
-الاعتدال في التعصب فضيلة، والاعتدال في المبدأ رذيلة.
-التعصبُ الديني هو أخطر أشكال الجنون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن