عربي ودولي

قائد فيلق القدس سيلف في قبره بعباءة الخامنئي.. وأنباء عن تأجيل دفنه بعد سقوط ضحايا نتيجة التدافع …. مدّ بشري يشيّع سليماني في مسقط رأسه ومشهد مماثل في البصرة للمهندس

| وكالات

في مشهد مهيب ووسط صيحات المطالبة بالانتقام من القتلة، شيع أمس ملايين الإيرانيين جثمان الشهيد قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني في مدينة كرمان مسقط رأسه، وسط أنباء عن تأجيل دفن الجثمان بسبب سقوط ضحايا وجرحى إثر الازدحام الشديد، بالترافق مع مراسم تشييع مماثلة جرت لنائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد أبو مهدي المهندس في مدينة البصرة العراقية.
وشهد مطار مدينة كرمان، أمس، استقبالاً حافلاً لجثماني سليماني ورفيق دربه العميد حسين بورجعفري، وفق ما ذكرت وكالة «سانا»، وذلك بعد أن تم تشييع جثامين سليماني والمهندس ورفاقهما بمشاركة جماهيرية واسعة في مدن الكاظمية وكربلاء والنجف في العراق السبت الماضي ومن ثم نقلها إلى إيران الأحد، حيث تم تشييعها أولاً في مدينة الأهواز مركز محافظة خوزستان جنوب غرب إيران ومن ثم في مدينتي مشهد وقم قبل أن تصل إلى طهران، حيث أمّ قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام علي الخامنئي صلاة الجنازة على جثامين الشهداء، كما شارك الملايين من أبناء طهران في مراسم التشييع.
ومن طهران تم نقل جثمان سليماني وبورجعفري إلى كرمان مسقط رأس قائد فيلق القدس، وكذلك نقل جثمان المهندس إلى أبادان ليشيع إلى حدود شلمجة الدولية ومنها إلى مدينة البصرة العراقية.
وكالة «أ ف ب»، بدورها ذكرت، أن المشيعين احتشدوا في طرقات مدينة كرمان وسط صيحات المطالبة بالانتقام (من أميركا) لاغتيال الفريق سليماني.
وهتف المشيعون الذين تجمعوا لإلقاء نظرة أخيرة على النعش الذي سُجي فيه جثمان سليماني في كرمان: «لا مساومة، لا استسلام، الانتقام»، وفق الوكالة.
وأكدت الوكالة أن مداً بشرياً عارماً بملابس الحداد السوداء شل وسط كرمان في مشهد مماثل لما شوهد في مدن الأهواز وطهران وقم ومشهد، لافتة إلى أنه ولدى مرور موكب التشييع ألقى المشيعون أوشحتهم فوق الشاحنة التي تحمل نعش سليماني لمباركتها بدم الشهيد.
وأشارت إلى أن الحشد سار ببطء مع تقدم الشاحنة العسكرية التي تحمل جثامين الشهيد سليماني وأصحابه، والتهبت المشاعر مع تزايد صيحات الانتقام، موضحة أن «الهتافات تحولت في بعض الأماكن على أطراف المسيرة فجأة إلى صيحات تخرج كأنها من حنجرة واحدة «الانتقام والانتقام» وذلك عندما بدأ القرع على الطبول بالإيقاع نفسه الذي يواكب مواكب تشييع ذكرى الإمام الحسين».
وفي وقت لاحق من يوم أمس، ذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن السلطات الإيرانية أجّلت دفن جثمان الشهيد سليماني بسبب تدافع المشيعين في كرمان وسقوط 35 ضحية و48 جريحاً.
من جهته، أكد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني باقر قاليباف في تغريدة له نقلها موقع «روسيا اليوم»، أن الفريق سليماني سيلف في قبره بعباءة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.
وقال: «لقد منح المرشد عباءته الخاصة بقيام الليل التي صلى بها لــ14 عاماً كي يدفن بها قاسم سليماني… وهذه المرة الثانية التي يمنح المرشد عباءة لدفن الشهداء والمرة الأولى منحها للشهيد الحاج أحمد كاظمي».
ويتوسط قبر سليماني قبرين لقائدين عسكريين إيرانيين استشهدا في المعارك التي خاضتها البلاد بعد انتصار ثورتها عام 1979.
وجاء تشييع الشهيد سليماني بالتوازي مع تشييع عشرات آلاف العراقيين من أبناء المحافظات الجنوبية جثمان الشهيد المهندس في مدينة البصرة جنوب العراق بعد وصوله من إيران عبر معبر شلمجة الحدودي.
وحسب «سانا»، ردد المشيعون هتافات تمجد بطولات وتضحيات الشهداء في الدفاع عن شعب العراق وسيادته وإلحاق الهزيمة بعصابات تنظيم داعش الإرهابي وتدعو إلى محاسبة القتلة الأميركيين.
وأوضح شيخ قبائل الغزة في البصرة جبار الغزي في تصريح عبر الهاتف نقلته «سانا»، أن جريمة اغتيال المهندس ورفاقه لا تنتهك سيادة العراق فحسب، بل تنتهك كل الأعراف والمواثيق الدولية المتعارف عليها بين الدول.
بدوره قال القيادي في الحشد الشعبي محمد علي الإمارة في تصريح مماثل: «إننا لا نشيع جثامين الشهداء، إنما نجدد العهد لهم في الثبات على الطريق ذاته الذي رسموه بدمائهم.. ولا خيار أمامنا إلا أن ننتصر على العنجهية الأميركية والصهيونية».
من جانبه أكد الشاعر علي اللامي أن إخراج القوات الأميركية من العراق هو واحد من الإجراءات الشعبية والحكومية والبرلمانية العراقية للرد على الجريمة الأميركية التي استهدفت الشهداء سليماني والمهندس ورفاقهما.
وشارك في مراسم التشييع محافظ البصرة وقياديون في الحشد الشعبي وممثلون عن الأحزاب والقوى السياسية وقادة الفرق العسكرية والأجهزة الأمنية والمدنية ورؤساء المنظمات الطلابية والعمالية وعدد من شيوخ العشائر.
وسيوارى جثمان الشهيد المهندس في مقبرة وادي السلام بمدينة النجف جنوب العاصمة العراقية بغداد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن