عربي ودولي

ألمانيا وسلوفاكيا وكرواتيا وكندا سحبت عناصرها من العراق.. و«الناتو» يستعدّ لسحب جنوده

| وكالات

بما يؤكد صحة الرسالة المسربة التي أرسلتها القيادة العسكرية الأميركية لنظيرتها العراقية لإبلاغها بأن الجنود الأميركيين سيبدؤون بالانسحاب من العراق، سحبت كل من ألمانيا وسلوفاكيا وكرواتيا وكندا عناصرها منه، في حين بدأ حلف شمال الأطلسي «الناتو» الاستعداد لسحب جنوده، وذلك بعد التوتر الكبير الذي تصاعد بين إيران وأميركا إثر اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس في العراق يوم الجمعة الماضي.
ووفق وكالة «أ ف ب»، أعلن الجيش الألماني في بيان أمس سحب جزء من جنوده المنتشرين في العراق لمهمات تدريب، ونقلهم إلى الأردن والكويت، بسبب التوتر في المنطقة.
وقال البيان: «غادر عناصر الكتيبة الألمانية في بغداد وفي التاجي شمال العاصمة، ويبلغ عددهم 35 عسكرياً، العراق»، مؤكداً أن «أمن عسكريينا هو أولويتنا القصوى».
ونقل العسكريون الألمان الثلاثة الذين كانوا في بغداد إلى الكويت، فيما جرى نقل 32 عسكرياً ألمانياً كانوا في التاجي إلى قاعدة عسكرية ألمانية في الأزرق في الأردن خلال الليل.
وعلى خطا ألمانيا، أعلن رئيس الحكومة السلوفاكية بيتر بيللغريني أمس سحب الجنود السلوفاكيين من بعثة تدريب لحلف شمال الأطلسي «الناتو» في العراق.
وأوضح بيللغريني في تصريح له، وفق وكالة «سانا»، أنه «تم نقل عناصر القوة السلوفاكية وعددهم 7 خارج العراق» من دون تحديد الدولة التي نقلوا إليها.
من جهته، أعلن رئيس هيئة أركان الدفاع الكندية، الجنرال جوناثان فانس، أمس، وفق موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري إن بعض العسكريين الكنديين المنتشرين في العراق وعددهم 500 سيُنقلون بصورة مؤقتة إلى الكويت لأسباب أمنية، وذلك لمخاوف من رد محتمل هناك عقب اغتيال قائد عسكري إيراني كبير في ضربة أميركية بالعراق.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الكرواتية في بيان لها أمس، وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، أنها قررت نقل 14 جندياً كرواتياً من العراق إلى الكويت.
وذكرت وكالة «أسوشيتيد برس»، أن البيان أشار إلى أنه سيتم اتخاذ خطوات أخرى، نتيجة للتشاور مع حلفاء «الناتو».
في السياق ذاته، ذكرت «أ ف ب»، أن «الناتو» سيسحب مؤقتاً جزءاً من وحداته العسكرية في العراق، ويعيد نشر جزئها المتبقي في قطاعات متفرقة في العراق وخارجه.
ونقلت الوكالة عن متحدث باسم «الناتو» قوله: «نتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية جنودنا. لهذا، سيتم مؤقتاً نقل البعض منهم إلى أجزاء أخرى من العراق وخارجه»، مشيراً إلى أن الحلف، مع ذلك، «سيحافظ على وجود قواته في العراق».
في الأثناء نقلت صحيفة «إندبندنت عربية» عن مصادر عسكرية في بغداد، أن «القوات الأميركية أخلت مواقع غير حصينة شمال العاصمة العراقية، ونقلت جنوداً ومعدات إلى قواعد عسكرية شمال بغداد وغربها»، مؤكدة أن العملية بدأت فجر السبت، واكتملت فجر أمس.
وسبق أن تناقلت وسائل الإعلام وثيقة يبلغ فيها «التحالف الدولي» السلطات العراقية بأنه سيعيد انتشار قواته في العراق استعداداً لمغادرته، استجابة لقرار البرلمان العراقي.
وأشار موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، إلى أنه على الرغم من أن واشنطن نفت على أرفع المستويات وجود أي خطط للانسحاب، إلا أن الحقيقة أن قواتها غادرت بضعة مواقع قرب بغداد فعلاً.
وأخلت القوات الأميركية قاعدة بلد في محافظة صلاح الدين شمال بغداد كلياً من جنودها ومعداتها، تاركة طائرات «F16» الأربع التي يملكها العراق هناك بلا خبراء تشغيل أو صيانة.
يأتي ما سبق، بالترافق مع بدء مسؤولي إدارة ترامب صياغة عقوبات محتملة ضد العراق في حالة طرد القوات الأميركية منها، إثر تصويت البرلمان العراقي، لمصلحة قرار يلزم الحكومة العراقية بالعمل على إنهاء وجود جميع القوات الأجنبية على الأراضي العراقية، حسب وكالة «الأناضول» التركية.
في سياق متصل، بحث رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي مع الأمين العام لـ«الناتو» ينس ستولتنبرغ هاتفياً، الأزمة العراقية وتطوراتها الأمنية وجهود تفادي نشوب حرب في المنطقة وتخفيض التصعيد ونزع فتيل الأزمة وتجنيب شعوب المنطقة والعالم تداعيات الحرب، حسب وكالة «سبوتنبك» الروسية.
بدوره، قال السفير العراقي في الأمم المتحدة محمد حسين بحر العلوم، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، حسب «سانا»: إن «الغارة الأميركية تعتبر اعتداء على شعب العراق وحكومته وانتهاكاً صارخاً للشروط التي تنظم وجود القوات الأميركية في العراق والمنطقة والعالم».
وأضاف السفير: إن بلاده تطلب من المجلس الاضطلاع بمسؤولياته والحرص على محاسبة من ارتكبوا تلك الجريمة التي لا تنتهك حقوق الإنسان فحسب بل القانون الدولي والتي تجعل شريعة الغاب هي السائدة في المجتمع الدولي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن