الأولى

واشنطن ترفع منسوب تهديداتها.. و«النجباء» العراقية تطلق المقاومة ضد أميركا … روحاني: لا يمكن لواشنطن البقاء في مأمن بعد اغتيال سليماني

| وطن - وكالات

على السخونة ذاتها، تواصل المشهد الإقليمي، وارتفع وتيرة الاتصالات الدولية ومعها التصريحات، التي رفعت واشنطن من منسوبها، في وقت سجلت الساعات الماضية مزيداً من الإصرار الإيراني ومعه العراقي على المضي في خطوات تدفيع الولايات المتحدة ثمن جريمتها النكراء.
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، شدد على ضرورة أن يفهم الجميع أن العراق ليس لديه أي نوايا عدوانية ضد أي كان، وأن بلاده تسعى إلى إدامة العلاقات الإيجابية مع الجميع، وقال في جلسة الحكومة العادية: «نتلقى يومياً عشرات الاتصالات من زعماء الدول، يسألوننا عن موقف الحكومة العراقية وعندما نسألهم ما رؤيتكم وخططكم يجيبوننا بأنهم أيضاً لا يملكون أي رؤية، لذا دعونا نتشاور».
وطالب عبد المهدي الجانب الأميركي برسالة توضيحية رسمية لاطلاع الشعب العراقي على ما يحدث وعدم استغلال المنصة الإعلامية للمهاترات، وقال: «علينا أن نبين للشعب ما يحدث وأين الصدق من الكذب».
مواقف عبد المهدي ترافقت مع الإعلان عن تشكيل «جبهة مقاومة» ضد أميركا دعت إليها فصائل من «الحشد الشعبي» لمواجهة «الحرب ضد المقاومة».
وأعلن المتحدث الرسمي باسم حركة النجباء العراقية نصر الشمري أنه «من الأجدر بنا أن نكون كفصائل مقاومة كيانًا واحدًا للتعامل مع واشنطن التي تصنفنا في الخانة ذاتها»، مبيناً أن «العدوان الأميركي على الحشد الشعبي، كان ساعة الصفر لبدء الحرب على المقاومة».
وقال: «سنخوض حرباً ضد الوجود العسكري الأميركي في كل نقطة بالمنطقة نستطيع الوصول إليها، ونحن مستعدون لقتال الولايات المتحدة، واستشهاد البعض منّا لن يغير شيئاً في المعادلة».
بالمقابل أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أنه على استعداد لسحب قوات بلاده من العراق مستقبلاً، لكنه شدد على أن ذلك سيترك فسحة أكبر بكثير لإيران، على حد زعمه.
وبشأن العقوبات ضد بغداد، قال ترامب: إنه سيدرس فرضها فقط، إذا لم يتعامل العراق مع واشنطن باحترام.
ترامب الذي زعم أن اغتيال قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، جاء على خلفية تخطيطه لـ«هجوم كبير»، اعتبر أن بلاده مستعدة لأي رد محتمل من إيران، مؤكداً أن واشنطن سترد على أي تحرك منها.
تصريحات ترامب تناغمت مع تصريحات وزير دفاعه الذي أكد أن بلاده لا تبدأ الحرب لكنها تنهيها، مضيفاً: «لا نسعى للحرب مع إيران، لكننا مستعدون لإنهائها، وما نود أن نراه، هو وقف التصعيد».
بالمقابل توجّه قائد حرس الثورة اللواء حسين سلامي في كلمة له خلال تشييع الشهيد سليماني ورفاقه في مدينة كرمان الإيرانية بالقول: «سندمر ذلك المكان المحبب إلى قلوبهم إذا ردّوا على انتقامنا للشهيد سليماني»، مشيراً إلى إسرائيل، من دون أن يسميها.
مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية عباس عراقجي، أكد بدوره أن الأمن في منطقة الخليج لا يتجزأ، وهو «إما للجميع أو ليس لأحد»، وقال عراقجي في كلمة له أمس: «منذ وجود الأميركيين في المنطقة وقعت على الأقل 3 حروب رسمية، لا توجد أي هيكلية شاملة في الخليج تغطي جميع الدول إذ إن مجلس التعاون لدول الخليج لا يشكل هيكلية شاملة وليست إيران عضواً فيه ولا يمكننا الوصول إلى ترتيبات أمنية مشتركة عن طريقه».
وتابع: «نحن بحاجة إلى إطار أمني مشترك من دون قوات أجنبية، ودون أن تسعى القوات الأجنبية لاختلاق الذرائع لتبرير وجودها في المنطقة».
وفي اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الفرنسي جدد الرئيس الإيراني تأكيده بأن «أمن ومصالح أميركا في خطر، ولا يمكنها أن تبقى في مأمن بعد اغتيال سليماني»، مؤكداً أن الولايات المتحدة «ارتكبت خطأ استراتيجياً باغتيال سليماني وعليها أن تتحمل التداعيات».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن