ثقافة وفن

لم يجر الحديث عن الثقافة والمثقف فيما مضى كما هو الآن! … مالك صقور لـ«الوطن»: من المثقفين من هرب ويتهرب من المسؤولية ومنهم من نأى بنفسه ومنهم الهامشي

| هيثم يحيى محمد

قضايا عديدة دفعتنا لإجراء هذا الحوار الأول من نوعه مع الأديب مالك صقور رئيس اتحاد الكتاب العرب بعد تسلمه مهامه منذ نحو العام.. أبرزها العيد الذهبي لتأسيس الاتحاد واللقاء المهم الذي جرى بين السيد رئيس الجمهورية وعدد من الكتاب السوريين والعرب والأجانب المشاركين في احتفالية التأسيس، إضافة لتلك الأسباب عدم وجود أي جديد يذكر في عمل ونشاطات وخطط الاتحاد وفروعه، ووضع الثقافة والمثقفين في ظل الأزمة والحرب وتداعياتها ودورهما في الحل والخروج من الواقع الذي نعيشه بآليات عمل جديدة تتوافق مع العصر ومتطلبات مرحلة إعادة إعمار الإنسان..

الثقافة بخير

بداية كيف تقيّم الواقع الثقافي الذي نعيشه في ظل (الأزمة- الحرب) وتداعياتها؟

في رأيي لا يمكن الآن فصل الواقع الثقافي في ظل (الحرب وتداعياتها) عن الواقع العسكري والاقتصادي والسياسي والمعروف للجميع أن الحرب الاقتصادية قد أعلنت على سورية بالحصار قبل أكثر من عقدين وازداد الحصار على كل المستويات في أثناء هذه الحرب القذرة بغية تجويع الشعب السوري وإسقاط الدولة بعد تفكيكها لكن مني كل من حارب سورية في الخارج والداخل بالفشل وانهزموا يجرجرون ذيول الخيبة.. من هذا الواقع- واقع الحرب- التي استخدم فيها كل شيء يمكن تقويم الواقع الثقافي كجزء لا يتجزأ من الواقع أو المشهد السوري إيجابياً وإيجابياً جداً هذا إذا نظرنا إلى نصف الكأس المملوء بالماء لا إلى الفارغ منه.. فإذا ما أخذنا بالحسبان «الوعي» الذي اتسمت به أغلبية الشعب السوري والوعي كائن مهم في الثقافة نجد أن الثقافة بمفهومها العام بخير.. أقول بخير من منطلق المفهوم العام للثقافة.. فما هي الثقافة؟
للثقافة أكثر من تعريف لا بل لها تعاريف عديدة وكثيرة وأنا أفضّل التعريف الذي تم الاتفاق عليه تحت عنوان «إعلان مكسيكو» عام 1982-ففي هذا المؤتمر العالمي المعني بالسياسات الثقافية والذي حضره 460 مشاركاً من 126 دولة تم الاتفاق على أن الثقافة بمعناها الأوسع هي مجموع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية الخاصة التي تميز مجتمعاً بعينه أو فئة اجتماعية بعينها وهي تشمل الفنون، الآداب وطرائق الحياة، والإنتاج الاقتصادي كما تشمل الحقوق الأساسية للإنسان ونظم التقييم والأعراف والمعتقدات. بعد هذا هل توافقني أنه لا يمكن فصل الثقافي عن العسكري عن الاقتصادي؟

من هو المثقف؟

لكن يلاحظ أن المثقّف الحقيقي تنحى جانباً ولم يعد يقوم بدوره المجتمعي والتنويري القائد.. فما الأسباب برأيك؟
في الجواب عن هذا السؤال لا أريد أن أظلم أحداً ولا أريد أن أتهم أحداً وأنا بدوري أسألك: من هو المثقف الحقيقي؟
وفي ظني، لم يجر الحديث عن الثقافة والمثقف ودوره في الحياة العامة والمجتمع، فيما مضى، كما يجري في هذه الأيام ربما انطلاقاً من (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر) وذلك لأن قناعة ترسخت على مر الأيام والعصور عند الشعوب الراقية منها، وحتى المتخلقة، أن المثقفين هم الطليعة الواعية، هم الرواد الأوائل، وهم حملة مشاعل التنوير والحرية والتثوير.. لكن هذه القناعة تخلخلت قليلاً أو كثيراً نتيجة مواقف المثقفين أنفسهم ليس في هذه المرحلة أو هذا العصر، بل على مرّ قرون، والأمثلة أكثر من أن تحصى عن المثقفين، وصفاتهم وصورهم وأدوارهم حتى قبل ظهور مصطلح (الأننتليجيسيا) أو (فئة المثقفين) وربما هذا أمر طبيعي لأن المثقفين بشر في النهاية.

والآن وبصراحة أقول: إن بعض المثقفين هرب، نعم ومنهم من يتهرب من المسؤولية، منهم من غاب، بعضهم هامشي ومنهم من نأى بنفسه وانكفأ منتظراً ما النهاية.. ولمن سيكون النصر؟ ومنهم من عمل بمضمون الآية الكريمة: «فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون».

لكن في رأيي الأكثرية من المثقفين الوطنيين صمدت لأنها منذ البداية أدركت الحقيقة ووعت اللعبة ولم تغيرها الدولارات التي قبل بها بعضهم وهنا يجب التفريق بين المثقف والكاتب..
فكل كاتب يفترض أن يكون مثقفاً.. وليس بالضرورة كل مثقف يجب أن يكون كاتباً.. فهناك عامل مثقف ومثقف فلاح وعسكري مثقف وتاجر مثقف ومهندس مثقف وطبيب مثقف الخ.
فالتعميم هنا لا يفيد فمن تقصد أنت بالمثقف الحقيقي؟، وهنا يكمن الحديث عن أصناف المثقفين كأن تقول: مثقف ثوري ومثقف رجعي ويميني ويساري وهذا يقود إلى صور المثقف.
فغرامشي مثلاً هو الذي أطلق صفة المثقف العضوي وأحياناً الحقيقي أما ميشيل فوكو فقال: المثقف الشمولي وادوار سعيد قال: المثقف الثوري وحسب أدونيس:المثقف الطبيعي وهادي المولى يضيف: المثقف الكوني.
أما الأستاذ صالح عبد العظيم مدرس علم الاجتماع في جامعة عين شمس فيطلق على صور المثقف (أنماطاً معاصرة من المثقفين) ومنهم1- المثقف التاجر 2- المثقف المؤسسة 3- المثقف الحبوب 4- المثقف المطيباني 5- المثقف الصفيق 6- المثقف الأستاذ الدكتور الخ.
طبعاً يشرح صالح عبد العظيم كل نمط من وجهة نظره منطلقاً من أن لكل مرحلة مثقفيها والوطن العربي وما يمر به من تحولات على مستوى البنيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية فرضت ظهور نوعيات جديدة من المثقفين بخصائص جديدة ولاشك أن في تصنيف صالح عبد العظيم شيئاً من الصحة لكنه سطّح الأمر حتى النهاية ورسم لوحة هجائية (كاريكاتورية) عن أنماط أو صور المثقف وربما عن قصد أو غير قصد أهمل قطاعاً كبيراً من المثقفين الذين لم يتلوثوا ولديهم المناعة والحصانة من أن يباعوا ويشروا بحفنة من الدولارات أو تموت ضمائرهم وأعود إلى المثقف الحقيقي أي المثقف العضوي الذي أراده غرامشي وتقصده أنت، فلا أعرف أن كان يوجد وما نسبة وجوده فهذا المثقف حسب جوليان بيندا «هؤلاء يفترض بهم أن يجازفوا بخطر الحرق أو النبذ أو الصلب، أنهم شخصيات بارزة رمزيه وغرامشي نفسه يعطي المثل عن الدور الذي يعزوه للمثقفين: فهو عالم اللغة الضليع ومنظم حركة الطبقة العاملة الإيطالية وهو أحد أهم المحللين الاجتماعيين المفكرين الذي همه أن يبني تشكيلة ثقافيه كاملة مرتبطة بحركة الطبقة العاملة والمثقفون عند غرامشي نموذجان.
الأول: مثقفون تقليديون مثل المعلمين ورجال الدين والإداريين.
والثاني: مثقفون عضويون يرتبطون بشكل مباشر بالطبقات أو المؤسسات التجارية التي تستخدم المثقفين لتنظيم المصالح أو إحراز سلطة أكبر والحصول على رقابة أوسع، أما أنا ففي رأيي ليكن هذا المثقف ما يكون: كونياً، شمولياً، ثورياً، يسارياً، يمينياً، إن لم يوظف ثقافته في خدمة وطنه ومجتمعه، إن لم يكن نبراسه وهدفه وغايته هو الإنسان إن لم يسع ويناضل في سبيل الخير والحق والحرية والعدالة والمساواة فلا خير فيه ولا خير في ثقافته.

مسؤولية الكاتب في تحصين المجتمع

البعض يقول إنه لا حل للأزمة والحرب التي نمر بها وتداعياتها إلا عبر الحل العسكري والبعض الآخر يقول بل لابد من حل سياسي يشارك فيه الجميع والقسم الثالث يقول لا حل إلا بالحل الثقافي.. أنت ماذا تقول من موقعك كأديب ومثقف وكرئيس لاتحاد الكتاب العرب؟
الحديد لا يُفل إلا بالحديد.. فالقطعان الهائجة المتوحشة المرتزقة لا يمكن التعامل معها إلا بالحديد والحل العسكري الذي انتصر فيه الجيش السوري بالنسبة لهؤلاء هو الحل.
ونحن إذ نرفع القبعة وننحني إجلالاً وإكراماً واحتراماً لهذا الجيش العظيم ونقبل الأرض تحت نعال مقاتليه وشهدائه لا نفيه حقه… فتاريخياً لا تجد جيشاً حارب ثمانية أعوام ونصف العام وبقي صامداً ومنتصراً كهذا الجيش.

هذا في مجال الميدان.. والحل العسكري

أما الذي يقول في الحل السياسي فليتفضل.. وفي رأيي مرفوض التحاور والنقاش مع الذين ذهبوا إلى الكيان الصهيوني وهم معروفون ومعروف أيضاً من يتعاطف معهم.. لقد كشفت هذه الحرب أموراً كثيرة وستنكشف أمور أخرى، وكانت هذه الحرب محنة وامتحاناً ومحكاً للكبير والصغير.. فالمحك الأساسي هو حب الوطن والتشبث بأرضه وترابه وسيادته ووحدة أراضيه.
أما الذي يقول عن الحل الثقافي فأقول: منذ عام 2011 ونحن نقول: الأزمة بسبب -الحرب المفروضة من الخارج.. وقد خدع من خدع.. وضلل من ضلل.. وكانت أساليب عالمية في غسل الأدمغة واحتلال العقول.. هنا.. قلنا ونقول: كانت ردّة.. بكل ما تعني كلمة ردّة من معنى.. ردّة على الإسلام.. ردّة على معاني العروبة.. ردّة على المشروع القومي العربي.. ردّة على مشروع النهضة العربي.. ردّة على القيم والأخلاق والفضيلة، هنا.. تجلى دور الكاتب والكتّاب في التصدي لهذه الردّة على كل المستويات وهنا دور اتحاد الكتاب ومكتبه التنفيذي ومجلسه وفروعه وجمعياته وجميع أعضائه في خلق منظومة وعي معرفية أدبية فكرية ثقافية تفضح خفافيش الظلام والظلامية.
نعم الثقافة الأصلية جزء مهم من الحل في فرض الوعي.. نعم يتحمل الكاتب المسؤولية في تحصين المجتمع وخلق المناعة الأخلاقية والتربوية والوطنية والقومية التي تحميه من الزوغان والانحراف.

اقترح ورشة عمل لوضع مشروع متكامل:

هل ترى أن مجتمعنا بأفراده وفعالياته الأهلية (المدنية) والدولة بمؤسساتها الرسمية يتعاملون مع الثقافة والمثقفين ومع الفكر التنويري والمفكرين كما يجب؟ وما مقترحاتكم في هذا المجال؟

في الجواب عن هذا السؤال أقول: الإبداع عمل فردي.. أما الثقافة فهي فعل جماعي.. ولكي أكون منصفاً أقول: أنا لا أحمّل الجهات الرسمية والمؤسسات الثقافية المسؤولية.. فالمراكز الثقافية جاهزة في كل مدينة، وفي كل حي في مدينة دمشق يوجد صرح ثقافي اسمه المركز الثقافي العربي.. وهناك دائماً أصدقاء المركز.. في الوقت نفسه يوجد فروع لاتحاد الكتاب.. فإن كان ثمة تقصير فمن المثقفين أنفسهم أو من المعنيين بالثقافة، فحسب تجربتي ثمة تعاون وثيق بين اتحاد الكتاب ووزارة الثقافة. ووزارة الثقافة والسيد الوزير شخصياً يدعمان الفعاليات الثقافية ليس في العاصمة فحسب بل في كل المحافظات وثمة أمثلة كثيرة على ذلك.. فكفى أن نلقي المسؤولية على الغير أو على الآخر.. على حين نحن الذين يجب أن نتحمل المسؤولية..
أما ما مقترحاتي في تعزيز الشأن الثقافي فأقول كما قلت سابقاً: يد واحدة لا تصفق والثقافة جهد وفعل جماعيين، لذا اقترح تشكيل ورشة عمل جادة من (وزارة الثقافة – اتحاد الكتاب- وزارة التربية- وزارة الإعلام) من أجل وضع مشروع خطة ثقافية ومشروع ثقافي جديد لتجديد الخطاب (الثقافي، التربوي، الديني) لمواجهة الفكر الإرهابي التكفيري الوهابي والتعصب الطائفي.

رعاية الشباب

لكن يلاحظ أن نشاطات فروع الاتحاد تقتصر على اقامة أمسيات شعرية أو قصصية لا يحضرها إلا القليل من أعضاء الاتحاد مع غياب شبه تام للشباب، هل ترى أن هذه الطريقة في عملكم كافية للتأثير في المجتمع وفِي تحقيق أهداف الاتحاد؟
يتحمل كل فرع من فروع الاتحاد استقطاب الشباب وغير الشباب وأنت تتحدث من ( فرع واحد) لاعن الفروع كلها، فأنا أعرف بعض الفروع لا تتسع قاعة المحاضرات للمدعوين ولاسيما من فئة الشباب وبصراحة تتحمل هيئة الفرع المسؤولية أولاً وثانيا.. نوعية النشاطات والفعاليات والاسماء ثالثاً.. طبعا انها لا تلبي الغرض الثقافي ولا تحقق هدفا واحدا من أهداف الاتحاد وهذه القضية أو المسألة يجب حلها ويجب معرفة كيف ترعى المواهب الشابة وهذه أولوية من أولويات أهداف الاتحاد.

لقاء مهم جداً

احتفلتم منذ أيام برعاية السيد رئيس الجمهورية بالذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد وتوج احتفالكم باستقبال السيد الرئيس بشار الأسد لوفد من المشاركين من سورية وخارجها.. ماذا تحدثنا عن أجواء هذا اللقاء من جوانبه المختلفة؟
في هذا العام احتفل الكتاب السوريون بذكرى تأسيس اتحادهم وتمت الكتابة عن تأسيسه، عن مؤسسيه، عن نشاطاته، عن إيجابياته، عن سلبياته طوال عام 2019 وهذا الاحتفال في الخامس عشر من كانون أول احتفال مركزي في مكتبة الأسد الوطنية برعاية كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد، وقد افتتحت الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية احتفالية العيد الذهبي الذي شهد حشداً رسمياً وثقافياً وشعبياً كبيراً، وألقت السيدة الدكتورة نجاح العطار كلمة بليغة شاملة جامعة، وفي ختام الاحتفال دعت الدكتورة نجاح العطار إلى حفل استقبال باذخ تكريماً للأدباء والكتاب وضيوفهم، كما فتحت دار الأوبرا بمناسبة العيد الذهبي لاتحاد الكتاب وإقامت حفلاً موسيقاً رائعاً. وفي النهاية توج الاحتفال باستقبال السيد الرئيس كوكبة من الأدباء العرب الضيوف والأدباء السوريين ودام اللقاء أكثر من ساعتين أشار السيد الرئيس إلى أهمية دور المثقف وأهمية الكاتب، واعتبر السيد الرئيس الأسد أن الاستثمار في المشروعات الثقافية هو الاستثمار الأكثر ربما لأنه يبني الإنسان المنتمي الذي يتسلح بالمعرفة ويحصنه ويؤهله ليكون قادراَ على تنمية ذاته ومجتمعه ووطنه، كما شدد الرئيس الأسد على أهمية حضور المثقفين على جبهة المفاهيم والمصطلحات التي يراد تكريسها من الخارج خدمة لمشروعات ليست في مصلحة الوطن، وأكد سيادته ضرورة إيجاد خطاب نقدي وآليات ثقافية وحوارية خلاقة قادرة على مواجهة حرب المفاهيم وحالة الشد والجذب التي تحصل، ويراد منها تكريس وعي عام عنوانه الانقسام والتنافر والتناحر والانفصام عن الذات وعن المجتمع بديلاً من التنوع والغنى الثقافي في سورية.. كما شدد أيضاً سيادته على أهمية اللغة العربية والحفاظ عليها وأوضح مفهوم الهوية والانتماء.. لقد كان لقاء في غاية الأهمية وفق رأي كل الكتاب الذين حضروه.
وقد أرسل المشاركون في فعاليات احتفالية اتحاد الكتاب العرب بالعيد الذهبي برقية شكر وتقدير لسيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية هذا نصها:
سيادة الرئيس المفدى القائد بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية كانت الكلمة الصادقة ولاتزال عبر تاريخ وطننا الشريك الأصيل الأمين للبندقية في الدفاع عن الوطن وحماية وحدته ولا سيما في الحرب الإرهابية الأخيرة التي شنت على سورية والتي ما فتئ جيشنا العربي السوري الباسل بتضحياته الجسورة وبطولاته النادرة ينهي آخر الفصول المأساوية.
إن كتاب سورية وهم يحتفلون بالذكرى الخمسين لتأسيس اتحادهم تحت رعايتكم الكريمة يؤكدون أن القضية المركزية لهم مازالت وستبقى فلسطين، وأن البعد القومي مازال حاضراً في فكرهم وإبداعهم وأن الهوية العربية حالة حضارية وليست مفهوماً عابراً، كما أن تمسكهم لتحرير فلسطين هو تمسكهم بتحرير الجولان ولواء إسكندرون، وما مشاركة الأدباء والمثقفين العرب وغير العرب إلا علامة واضحة على إستراتيجية الخط المقاوم ونجاحه في الميادين جميعها وعلى تكاتف المثقفين والأدباء الذين اختاروا الوقوف بصلابة وثبات متمسكين بالمبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية النبيلة مستخدمين من شجاعتكم وحكمتكم قوة الحياة وجذوة الإبداع.. باسمهم جميعاً نرفع أسمى آيات الشكر والامتنان والعرفان إلى سيادتكم لرعايتكم الكريمة احتفالية الاتحاد بعيده الذهبي وبرعايتكم الدائمة للثقافة الوطنية ولقيادتكم الحكيمة لمعركة التصدي للعدوان الإرهابي وتمييزكم دور الكتاب في التصدي للفكر الرجعي.. عشتم وعاشت سورية.

انتصارات سورية

وما الآليات الثقافية التي ستعملون من خلالها تنفيذاً لما جرى في اللقاء.. وما متطلبات نجاحكم في تطبيقها وصولاً للتأثير والتفاعل مع روح العصر؟

احتفالنا في هذا العيد الذهبي تزامن مع انتصارات الجيش العربي السوري، وهذا العيد وهذه الذكرى يجب أن تكون وقفة جادة ومحطة هادئة لمراجعة عمل خمسين عاماً… فلنعمق الإيجابيات ونشير إلى السلبيات من أجل انطلاقة جديدة نحو المستقبل أقصد بالمستقبل: هو الاتجاه إلى الأطفال والشبيبة والشباب وآمل في الشهر القادم أن نضع خطة طموحة نحقق فيها ما وجه إليه السيد الرئيس في تعميق الفكر والحفاظ على اللغة العربية وتعزيز الانتماء للوطن والهوية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن