سورية

الخامنئي: لإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة.. ترامب: لا نريد استخدام القوة العسكرية! … الصواريخ الإيرانية تمطر القواعد الأميركية في العراق ردّاً على جريمة اغتيال سليماني

| الوطن – وكالات

لم تتأخر إيران ببدء الرد على جريمة أميركا باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الفريق قاسم ورفاقه، ولم يحل كل التهديد والوعيد الأميركي دون المباشرة به، حيث أمطرت طهران قاعدتين أميركيتين في العراق بالصواريخ، وسط تأكيدات لمسؤولين إيرانيين بأن هذه الضربة مجرد بداية وأن العمل سيتواصل لإخراج القوات الأميركية من المنطقة، على حين ذهب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التهدئة من خلال التأكيد أن بلاده لا تريد استخدام القوة العسكرية.
وبالترافق مع الانتهاء فجر أمس من دفن جثمان الشهيد سليماني في مسقط رأسه مدينة كرمان جنوب شرق إيران بعد أن اغتالته أميركا مع عدد من رفاقه في أطراف مطار بغداد الدولي يوم الجمعة الماضي، نفذ الحرس الثوري الإيراني وفق ما ذكرت وكالات أنباء إيرانية هجوماً صاروخياً واسعاً استهدف القوات الأميركية في قاعدتي «عين الأسد» في الأنبار غرب العراق، و«حرير» في أربيل شمال البلاد رداً على اغتيال قائد فيلق القدس.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يوثق الضربة الصاروخية الإيرانية لقاعدة «عين الأسد»، ويظهر لحظة سقوط عدة صواريخ داخل القاعدة، وتسببها بانفجارات ضخمة في الموقع الذي تصاعدت منه ألسنة النيران إلى عشرات الأمتار.
كما يوضح الفيديو إصابات مباشرة في الجناح الذي توجد فيه القوات الأميركية فضلاً عن مدرج الطائرات داخل القاعدة.
وكالة «تسنيم» الإيرانية، بدورها نقلت عن مصدر مطلع في استخبارات حرس الثورة الإسلامية، قوله إن «80 جندياً أميركياً على الأقل قتلوا في هذا الهجوم الذي تسبب أيضاً بأضرار جسيمة لعدد من الطائرات من دون طيار والمروحيات والعديد من المعدات العسكرية».
ولفت المصدر إلى أن 15 صاروخاً أصابت قاعدة «عين الأسد» في هجوم فجر أمس، ولم يتم اعتراض أي منها بوساطة نظام الرادار الجيش الأميركي، موضحاً أن دقة وشدة الضربات الصاروخية كانتا كبيرتين لدرجة أن بعضها دمر في وقت واحد عدة أهداف حساسة.
وأشار المصدر، إلى أنه تم تحديد ما لا يقل عن 104 أهداف للأميركيين وحلفائهم في المنطقة، والتي سوف تتعرض للهجوم إذا ارتكب الأميركيون مرة أخرى أي خطأ.
على خط مواز، قال قائد الثورة الإسلامية في إيران الإمام السيد علي الخامنئي خلال استقباله حشداً من أهالي مدينة قم حسب وكالة «سانا»: إن «الصفعة التي وجهتها إيران لأميركا بالأمس لن تعوض عن الجريمة التي ارتكبتها، ولكن ما هو الأهم في الوقت الراهن هو إنهاء الوجود الأميركي في المنطقة والذي لم يجلب لها سوى الخراب والدمار والفساد».
وأوضح الخامنئي، أن العدو هو الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وأجهزة الاستكبار العالمي ومسؤوليتنا التصدي لهم وقد وجّه الشعب الإيراني صفعة قوية للأميركيين، وقال إن «هذه الضربة وحدها لا تكفي بل لا بد أن يتواصل العمل لإخراج القوات الأميركية من المنطقة».
وأشار الخامنئي إلى أن محور المقاومة أحبط المخططات الأميركية في المنطقة وقدم الشهداء الذين ساهموا في دعم ومساعدة شعوب المنطقة بوجه المؤامرات التي تحيكها الولايات المتحدة.
الرئيس الإيراني حسن روحاني وخلال اجتماع للحكومة الإيرانية أكد أن بلاده ستعمل على إنهاء الوجود الأميركي في المنطقة، وقال مخاطباً الولايات المتحدة: «لقد قطعتم يد الشهيد قاسم سليماني عن جسده وسنقطع أقدامكم عن المنطقة».
بدوره قال وزير الخارجية محمد جواد ظريف في تصريح عقب الاجتماع: «كان علينا أن نرد على العدوان الأميركي وقد قمنا بذلك»، مؤكداً أنه لن يكون لأميركا مستقبل في المنطقة.
وأضاف: إن الإجراء الإيراني «مجرد صفعة للولايات المتحدة وسيكون الرد هو خروجها نهائياً من المنطقة، كما أنها ستتلقى ضربات أكثر إيلاماً إذا لجأت إلى التصعيد».
كما أوضح ظريف في تغريدة على «تويتر» أن «إيران ووفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة اتخذت خطوات دفاعية متناسبة في إطار الدفاع عن النفس واستهدفت القاعدة التي استهدفت واشنطن من خلالها مسؤولين إيرانيين كباراً ومواطنين بهجوم جبان».
وشدد ظريف على أن «إيران ليست بوارد التصعيد أو الحرب غير أنها ستدافع عن نفسها ضد أي عدوان».
في الأثناء، أكد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي أن ترامب حوّل الإدارة الأميركية إلى حكومة إرهاب، مشيراً إلى أن رد طهران على أي إجراء أميركي سيكون متناسباً معه، مشدداً على أن الشعب الإيراني يطالب بوضوح بإنهاء الوجود الأميركي في المنطقة.
في المقابل، وبينما ذكر الجيش الأميركي وفق وكالة «رويترز» أن منشأتين عراقيتين على الأقل تستضيفان قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تعرضتا لهجوم في نحو الساعة 1:30 بعد منتصف الليل، ذكر الرئيس الأميركي في كلمة ألقاها في البيت الأبيض أنه «لم يصب أي أميركي» بالقصف الإيراني «ولم نتعرض لأي حالات قتل».
وذكر ترامب أن بلاده ستفرض حزمة إضافية من العقوبات الاقتصادية المشددة على إيران، «وسنواصل تقييم الخيارات رداً على العدوان الإيراني».
ودعا ترامب إلى صفقة جديدة مع إيران حول برنامجها النووي، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق يجب أن يسمح كذلك لإيران بأن «تنجح وتزدهر ويتيح الاستفادة من قدراتها الضخمة وغير المستخدمة»، مشدداً على أن «إيران قد تكون بلداً عظيماً».
وبعد أن أشار إلى أن الجيش الأميركي أقوى «مما كان عليه في أي وقت مضى»، قال: «وجود هذه القوات العسكرية والأسلحة والمعدات لدينا لا يعني أنه يجب علينا استخدامها. نحن لا نريد استخدامها».
وأضاف: «أقول لشعب وزعماء إيران، نريد أن يكون لكم مستقبل عظيم تستحقونه، مع ازدهار في الداخل وانسجام مع كل دول لعالم… الولايات المتحدة مستعدة للتوصل إلى سلام مع كل من يريد ذلك».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن