ثقافة وفن

افتتاح معرض الفن التشكيلي السوري «juliart» … الفن السوري عريق وقائم والفنان السوري من المبدعين العالميين ويستحق أن يكون موجوداً في مكان جميل

| سارة سلامة –تصوير: طارق السعدوني

في جرعة مكثفة استقينا الحب مغموراً بكأس الجمال والدفء الذي يحمله عبق المكان في اتحاد رسخ معاني الإبداع، وبالتعاون بين صالة «ألف نُون» ومجموعة «جوليا دومنا» افتتح معرض بعنوان: juliart الذي احتضن المحبين والطيبين وعشاق الفن ليكونوا حاضرين على ولادة الجمال والمزيج الفني الرائع، نجوم سوريون شكلوا فنهم بخطوط وألوان تقص حكايات عن بلد راسخ في الحضارة والتاريخ وعريق بفنه وأصله، والتي برزت اليوم في فندق شكل تحفة بحد ذاته في أعين الناظرين.

ومن مكان ينضح بالجمال كيف عليه ألا يحتضن الجمال في معرض شارك فيه قرابة العشرين فناناً وهم: «بديع جحجاح، موفق مخول، بشير بوي، سراب الصفدي، ديانا مارديني، حنان الشامي، نزار حطاب، عبدالله الأسعد، عمار الشوا، عدنان حميدة، أنور رحبي، جمعة نزهان، جان حنا، محمود جوابرة، صالح الخضر، رمضان نزهان، غسان عكل، طاهر البني». هذا ويستمر المعرض إلى يوم الخميس القادم في فندق «جوليا دومنا».

الكيمياء الخلاقة

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين الفنان بديع جحجاح: «إن المعرض هو تتويج بين (ألف نون) و(جوليا دومنا) الاستثمارية، في مكان يشكل علامة فارقة وسط دمشق وهو فندق (جوليا دومنا) الذي حافظ على بنيته المعمارية للمصمم الإسباني آراندا، وهذا التعاون يحكي عن الفن والثقافة اللذين يشكلان بوابة للانفتاح والوعي العالي لبناء الإنسان والوطن».
تنوعت اللوحات في المعرض حيث بين جحجاح أن «هناك تنوعاً كبيراً في التقنيات المستخدمة والمواضيع المطروحة، وغايتنا أن نخلق هذه الكيمياء الخلاقة التي تحكي عن سورية والسوريين مهما كانت منابع الفنانين وأطيافهم، فهم موحدون على مقولة إن (الفن رسالة إنسانية عظيمة)، أما الرسالة التي نقدمها من خلال هذا الاتحاد فهي: «عبارة عن بنية الاستثمار بين القطاع الخاص كفندق وفكر منفتح للمستثمرين ليعملوا جسوراً ثقافية مهمة بين بعضهم حتى يكونوا مساهمين في الارتقاء بحال الفن الذي لطالما كان واجهة البلدان وواجهة المدن، وأن سورية حية ما دام كان الشارع الثقافي السوري ينبض بالحياة ونقول دائماً إنه لا ثقافة بغير حب وإن من يحبني يخلقني».
وعن المعايير التي جعلت تلك الأعمال تجتمع في معرض واحد كشف جحجاح: إن «الحالة الروحية التي تجمع هذه اللوحات تتوحد كهوى وعبير وأثير على أن يكون فيها نوع من الحلم والطموح والأمل بولادة سورية الجديدة ما بعد الحرب».

نجتمع على المحبة

ومن جهتها أوضحت مديرة العلاقات العامة في (فندق جوليا دومنا) ميس تامر: إن «(جوليارت) هو اسم المعرض، والعنوان الكبير للتعاون والاتفاق المشترك بين (جوليا دومنا) وصالة (ألف نون) التي تضم مجموعة من الفنانين السوريين، وجاءت فكرة المعرض من الشيء الجميل الذي اعتدنا على أن نراه في الفن التشكيلي السوري والذي تغيّب قليلاً في الفترة الماضية بسبب الظروف التي مرت بها سورية الحبيبة، اليوم قررنا العودة من خلال (جوليارت) بالتعاون مع (ألف نون) لنجمع الفنانين السوريين على المحبة برؤيا مختلفة ولمسات مختلفة وصور جميلة يجسدونها في المعرض بمكان أشبه بالتحفة الفنية والمعمارية الرائعة وسط دمشق (فندق جوليا دومنا) الذي بناه المعماري العالمي الإسباني فيرناندو دي آراندا».
وتم انتقاء اللوحات لأكبر عدد من التشكيليين السوريين حيث بينت تامر: «انتقينا عدداً كبيراً من اللوحات لنغطي أكبر مجموعة من الفنانين السوريين، لنجمع أكثر من 14 فنانة وفناناً مع نحاتين لنغطي الفن السوري الجميل المبدع على مر العصور في هذا المعرض، وليقدم كل فنان لمسته وفكرته ورؤيته من منظوره الخاص».
من خلال رسالة لا بد أن نختصرها للعالم: «إن الفن السوري فن عريق وقائم وموجود والفنان السوري من المبدعين العالميين حيث يستحق أن يكون موجوداً بمكان جميل ويوصل اسمه لأماكن جميلة».
وعن المواكبة التي ممكن أن تقدمها الصالة للحركة التشكيلية أوضحت تامر: «(جوليارت) وفندق (جوليا دومنا) من الأماكن المعتمدة والمخطط لها على أن تكون مكاناً لانطلاق كل شيء جميل وكل شيء يرعى الفن والفنان في سورية».

مذعورة الفستان

ومن الفنانين المشاركين في المعرض جمعة نزهان الذي قال: «إن لوحتي تمثل الأنوثة ولم أركز على العري ولكن ركزت على شفافية اللون عن بعض أجزاء اللوحة لأعطي انعكاساً آخر، وأدخلت ألواناً أخرى واخترت الكتابة ضمن اللون بشيء يشبه الساقية وحملتها بعض المعاني والكلمات التي تركز على المرأة بشكل عام وعلى الحب وزينتها بأشعار نزار قباني».
حالة من الخجل تسيطر على اللوحة هذا ما بينه نزهان قائلاً: «تعبر عن حالة من الخجل المخفي ونوع من التأمل والتفكير، من خلال امرأة جميلة حاولت أن أبرز فيها ملامح الجمال، وفي حركتها هذه محاولة للتخفي إلا أن الجمال لا يمكن إخفاؤه، ولعبت على موضوع اللون وانعكاس الألوان وتباينها وأن يكون هناك لون قوي غامق وألوان فاتحة حتى تدفع بعضها، وفي الوقت نفسه نثرت الأشعار على سطح اللوحة لأولد حالة من الربط بين الشعر والغزل مع اللوحة، وكل ذلك ضمن عنوان اللوحة العام (مذعورة الفستان لا تهربي)، كما أن هناك شيئاً من أسلوبي في البيوت البعيدة والشبابيك وتكملة لموضوع اللوحة أما الموضوع الأساسي فهو المرأة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن