شؤون محلية

وثيقة تخرج «بدل ضائع» و«المتاهة» في جامعة تشرين … خريجون لـ«الوطن»: 12 ألف ليرة ما بين المخافر والجامعة والرحلة طويلة

| اللاذقية – عبير سمير محمود

اشتكى عدد من خريجي جامعة تشرين لـ«الوطن» عن تأخر صدور وثائق مصدقات تخرج «بدل ضائع»، في عدد من كليات الجامعة، مطالبين بضرورة تغيير الإجراءات الروتينية «التي تهدر الوقت» على حد قولهم.
وذكرت إحدى خريجات كلية الآداب – قسم اللغة العربية أن عملية استخراج وثيقة تخرج بدل ضائع عن شهادتها الجامعية تدخل شهرها الثاني من مشوار حياة الإجراءات الجامعية طويلة الأجل، على حد قولها، معتبرة أن لا مبرر لعدد الطلبات التي طُلب منها تقديمها للحصول على بديل لشهادتها الأصلية التي بقيت في منزلها بحرستا وتحولت إلى رماد حينما حرقه المسلحون، في السنين الأولى من الحرب.
بدورها شرحت منى وهي خريجة دبلوم تأهيل تربوي من جامعة تشرين طريقة الحصول على وثيقة تخرج بدل ضائع لشهادة الدبلوم، مبينة أنها بدأت بضبط في مخفر للشرطة ودفعت ما يقارب 5 آلاف ليرة، وبعدها طُلب منها وضع إعلان في صحيفة محلية بنحو ألفي ليرة، ومن ثم قامت بالتقدم بطلب جديد للجامعة مرفق بالإعلان وقطع إيصال بقيمة 5 آلاف ليرة، لتنتظر منذ حوالي ثلاثة أشهر، خروج الموافقة من رئاسة الجامعة لتحصل على وثيقة جديدة لشهادتها دون جدوى حتى تاريخه.
وسألت الخريجة: ما السبب لكل هذه الإجراءات واللفة الطويلة العريضة والتكلفة غير المقبولة لأحصل على شهادة يجب أن تكون ملكي بالأساس، فلا أحد يستطيع استخدامها إلا صاحب العلاقة أو ما يثبت ذلك، فهل تكون باباً إضافياً لدخول الخريج بمتاهة بعد أن عانى بداخلها ما عاناه وهو طالب في هذه الجامعة؟
من جهته، قال حسام خريج من معهد السكرتاريا في جامعة تشرين: إن الحصول على مصدقة لشهادة تخرج كبدل ضائع يجب أن يكون أمراً سلساً لا يتطلب سوى جرة قلم، أو كبسة زر في عصر الأتمتة الذي لا نزال بعيدين عنه فعلياً رغم تغنينا به شفهياً في جامعاتنا، على حد تعبيره، متسائلاً عن سبب «إعجاز وتعجيز» الشاب في الحصول على شهادة بديلة لشهادته الأصلية التي لم يفقدها بسبب الإهمال كما يتهمه أحد موظفي الجامعة خلال جولته المكوكية بين مكاتب الجامعة في رحلة الإجراءات، وإنما فقدها حينما شب حريق في منزله بريف اللاذقية، متمنياً ألا يفقد فرصته في التقدم للمسابقات التوظيفية الحالية بسبب روتينية الإجراءات المملة على حد تعبيره.
من جهته، بيّن مصدر في جامعة تشرين أن الإجراءات عادية وتمشي بسهولة ويسر دون أي معوقات ، مشيراً إلى حصول العديد من الخريجين على وثائق بدل ضائع خلال الفترات الماضية.
ولفت المصدر إلى أن هذه الإجراءات هي من باب الحرص على عدم استخدام أي أحد غير صاحب العلاقة للشهادة الجامعية من خلال تزويرها والعمل بها للاستفادة منها في مكان ما، مطالباً جميع الخريجين بالحفاظ على شهادتهم من الضياع كونها وثيقة مهمة لا يجب التفريط بها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن