ثقافة وفن

أرذل العمر في الإعلام! 

| يكتبها: «عين»

الصحفي الحقيقي لا يريد صدقة من مؤسسته

ليس عيباً أن يكبر الإنسان، فيصبح كهلاً، ثم عجوزاً، ثم يدخل في أرذل العمر!
وفي السياق الذي أحكي عنه، في هذه العجالة، ليس عيباً أن يُحال الإنسان على التقاعد، والتقاعد في العالم هو المرحلة التي يصل إليه المنتج ليشكره المجتمع كله على جهوده ويقدم له ما يحتاج في راحته!
عندنا لا.!
نعم، وكنا نشاهد أفلام العربي، ونستغرب لماذا يحزن أحد أبطال الفيلم عندما يُحال على المعاش، فيبدو مهموماً وكأنه سيموت، إلى أن كبرنا وعرفنا معنى التقاعد، وخاصة عند الصحفيين!
في الإذاعة والتلفزيون، برزت المسألة للصدارة مع تفاقم مشكلة الفائض، فالمحالون على التقاعد، يفترض أن يكون لديهم خبرة مميزة، والخبرة لا يفرط فيها، وهذه الحجة تعني أن علينا أن نحدد من الخبير، وبالتالي (كلو ينزل على الميزان)، وحجم العاملين سيزداد بوتيرة متصاعدة، ولا أحد يخرج من دائرة العمل ليفسح في المجال للشباب!
والله مشكلة، والله يعين وزارة التنمية الإدارية على حلها، والذي زاد الأمر سوءاً أنه ومع اندلاع الحرب في سورية، تناقصت فرص العمل التي كانت مفتوحة أمام السوريين، وصار الكادر السوري مرهونا في عمله للمؤسسة اليتيمة أي هيئة الإذاعة والتلفزيون، إضافة إلى فرص ضئيلة لا تحل المشكلة!
كل ذلك شيء طبيعي في الحياة، ولكن ما بالكم، أنني وأنا أبحث عن الموضوع، أثارني مصطلح (أرذل العمر)، وبعد أن قرأت عن معانيه والخلافات حوله، وجدت نفسي أضيف معنى آخر لأرذل العمر، ويتعلق بالصحفي تحديداً.
إن أرذل العمر عند الصحفي ليس هو بلوغه التسعين أو الثمانين من العمر، ولا عجزه عن قضاء حاجاته الشخصية إلا بمساعدة الآخرين، ولا بإحالته إلى التقاعد عند بلوغه الستين، إن أرذل العمر عند الصحفي هو عندما يشعر أن كل ما اشتغل عليه ليصنع اسمه وكرامته هو صفر، وليس هناك من يقدّره.
والغريب، أن الموضة الدارجة هذه الأيام عن فقدان الخبرات والمهارات، تقول:
«ياسيدي وبالناقص، الأمور ماشية»!
هنا يُشعر الإنسان، حتى ولو كان شاباً في الثلاثين من عمره، أنه وصل إلى أرذل العمر. أما أنا، فلا تؤاخذوني، فالعمر الذي وصلت إليه تحميه سمعتي وخبرتي وثقتي في نفسي، وكل ذلك يقول: أنت شاب فعلاً!

سرّي!

وصل إلى المديرين نموذج استمارات، عليهم ملؤه بسرعة، ويتضمن جداول عن اقتراحات التطوير في المديريات، وطبيعة المقترح، والعقبات التي تقف في وجهه، لذلك وضع كل مدير (عدة المتة) وشرع يبحث عن أجوبة تليق بالأسئلة!

بيني وبينك!

• نشب عراك حامٍ بالألسن بين صحفيين عتيقين في (الأخبار)، وما كان من أحدهما إلا أن اشتكى إلى (فوق)، والشكوى لغير اللـه مذلة، فجُمع الطرفان وحكى كل منهما وجهة نظره، ثم تم تبويس اللحى، وعادا صديقين فوراً!

• بعد مشاهدتي التقرير التلفزيوني عن (شارع الإذاعة) في السبينة، الذي تم بثه في برنامج (لو كنت مسؤولاً) على الإخبارية السورية، تصورت نفسي مسؤولاً، وأصدرت قراراً على الفور بتغيير اسم الشارع على الفور، أو تغيير اسم الإذاعة!

• شكل ظهور مايك فغالي على قناة سما شغل الناس أكثر من توقعاته، والسبب أن تقليعته على هذا الصعيد كانت استهزاء بالمشاهد. نعم هذا ما قاله المئات على وسائل التواصل.

نانسي عجرم والقتيل!

ما رأيت أو سمعت رأيا لصحفي بما حصل في بيت نانسي عجرم إلا وكان حديّاً وساخناً، ومع ذلك لم يقم هؤلاء الصحفيون بكتابة مادة تليق بالإعلام المرئي حول الموضوع، علماً أن كل المذيعات يطمحن لتقديم أخبار الفنانين، ولو وقوفاً أمام ستاند!

شهادة لله!

عندما أنتقد قناة نور الشام، أكتب من باب الغيرة، والمسؤولون فيها، ما حدا لحدا، ومع ذلك أشهد أنني شاهدت يوم الجمعة حديثاً من أهم الأحاديث عن الأوقاف ومعناها وما كان موجوداً منها في سورية، ولو كنت مسؤولاً في نور الشام، كما يقول برنامج الإخبارية، لكنت ابتكرت عشر أفكار عن هذه المادة فقط!
شكراً لمعد ومقدم (جلسة صفا) نعيم عرقسوسي!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن