رياضة

مشاهدات من الدوري الممتاز الكروي- المدربون استقالات وتنقلات … أسباب عديدة وراء تغيير المدربين والإدارات تتحملها

| ناصر النجار

تحدثنا في حلقة سابقة عن قضية تغيير المدربين والآلية المتبعة في عملية التغيير، واستعرضنا العوامل والآليات التي يجب أن تتوافر في كرتنا عموماً وأنديتنا على وجه الخصوص، والتغيير على الأغلب أنه يأتي لسوء النتائج وهناك حالات خاصة يستقيل فيها المدرب وهي قليلة ونادرة.
والمدرب بكل الأحوال والحالات هو الحلقة الأضعف في العملية الكروية ككل، فالعملية الفنية مصدر الرزق الوحيد لمدربينا، لذلك نجد أن عمل المدرب شاق وصعب، فهو يريد الحفاظ على اسمه وهويته ومصدر رزقه، وبالوقت ذاته يتعرض المدرب لضغوط الآخرين من أجل اعتماد لاعب ما أو إبعاده، وضغوط أخرى من أجل التشكيلة والتبديل، ومصيره من جهة أخرى معلق بمزاجية لاعبيه في بعض الأحيان، أو بصافرة حكم تقضي على كل أحلامه وآماله.
والاستقالات في ذهاب الدوري كانت أنواعاً سنستعرضها وفق أحوالها وأسبابها.

الاستقالة الطوعية

استقالتان تقدم بهما مدربان من أندية الدرجة الممتازة لأسباب تتعلق بالمدرب.

الاستقالة الأولى حدثت في الوثبة عندما غادر المدرب ضرار رداوي طوعاً بسبب ضرورة بقائه بدمشق من أجل عمله الوظيفي الخاص، ودرب الوثبة في سبع مباريات وحقق 16 نقطة، وقدم مباريات كبيرة، فحقق الفوز على تشرين باللاذقية وعلى الوحدة وعلى الفتوة وعلى الجزيرة وعلى جبلة وتعادل مع الاتحاد وخسر مع الجيش.
هيثم جطل تابع المهمة بالمهنية ذاتها ففاز على النواعير وعلى الساحل وأمامه مهام صعبة عليه أن ينجزها ليثبت أنه خير خلف لخير سلف.

الاستقالة الثانية الطوعية قدمها مدرب النواعير فراس معسعس بعد خمس مباريات أثبت فيها وجوده من خلال تحقيقه نتائج أكثر من إيجابية في أفضل بداية للنواعير بالدوري منذ سنوات طويلة فتعادل مع تشرين والطليعة وفاز على الجيش والجزيرة وتعرض لخسارة وحيدة أمام حطين باللاذقية ونال 8 نقاط، وغادر النواعير لأسباب تتعلق بالخفايا الإدارية التي لم يفصح عنها ولشعوره أن هناك من لا يريده بالفريق كما علمنا من مصادرنا.
البديل أنور عبد القادر لم يوفق فحاز على أربع نقاط من تعادل مع جبلة وفوز على الساحل وهما من فرق المؤخرة، وخسر أمام الاتحاد والوثبة والفتوة وغادر الفريق، ليعود المعسعس مدرباً، من جديد وربما زالت أسباب استقالته.

ثقافة كروية

الثقافة الكروية الهشة هي التي جعلت الوضع الفني لفريقي الساحل وجبلة غير مستقر.

فالمشكلة في الساحل أن إدارته لم تبلغ النضج الكروي، واختيارها للمدرب واللاعبين كان مشكلة المشاكل وجاءت هذه التعاقدات وفق الإمكانيات المتاحة، وهذا لا يصنع فريقاً كروياً قادراً على الثبات في الدوري.
ربما لم تكن العلة بالمدرب عساف خليفة الذي غادر الفريق بعد خمس مباريات واعتزل التدريب، الخليفة حقق خمس نقاط من فوز كبير على الاتحاد بهدف وتعادل ممتاز مع الجيش وآخر مع الكرامة وخسر صفر/1 أمام الفتوة والوحدة.
هشام شربيني المدرب البديل لا يملك عصا سحرية ففاز على الجزيرة لكنه خسر أمام تشرين والنواعير والشرطة والوثبة.
إذا كان المطلوب من الشربيني حصد النتائج فإن مهمته أكثر صعوبة ممن سبقه ولا أجزم إن كان يستطيع البقاء وإصلاح ما أفسده الدهر.

أما جبلة فما زال يعاني من سوء النتائج موسماً بعد آخر دون أن تضع إدارات النادي المتعاقبة يدها على الداء لتجد له العلاج المناسب.

جبلة لم يحقق مع محمد خلف أكثر من نقطة في خمس مباريات، ونقطة ثانية حققها حسن حميدوش في مباراتين ونقطة ثالثة حققها عبد الفتاح عبد القادر في مباراة، واعتباراً من الأسبوع التاسع استلم المدرب الرابع سامر بستنلي فخسر أمام تشرين وتعادل مع الوحدة وننتظر ما هو فاعل في بقية المباريات.

المهم والأهم

الجزيرة والفتوة العائدان إلى الممتازة أكثرا من التبديل دون أن يحققا الفائدة من هذه التبديلات، وهنا نتساءل: هل المهم في أنديتنا التأهل إلى الممتاز بغض النظر عن إدراك ما ينتظر هذه الأندية من تكاليف وإمكانيات؟

هذا ما حدث مع الفريقين، لذلك كان التخبط العنوان الرئيس في مسيرتهما.

الفتوة أطاح بالمدرب همام حمزاوي قبل انطلاق الدوري وتعاقد مع حسان إبراهيم وطاقمه فخاض ست مباريات لم يحقق فيها إلا خمس نقاط، وتولى فريق كامل من المدربين بقيادة المدرب المخضرم عبد الفتاح فراس تدريب الفريق في ثلاث مباريات فلم يحقق أكثر من نقطة واحدة، إدارة النادي تعاقدت مع المدرب محمد خلف الذي بدأ في الأسبوع العاشر بالفوز على النواعير ولابد من الانتظار قبل الحكم النهائي على المدرب والفريق، فأمامه ثلاث مباريات من العيار الثقيل قبل نهاية الذهاب.
الجزيرة أوضاعه صعبة ومهما تحدثنا عن تغيير هنا أو هناك فإن أموره ليست بخير مهما كان اسم المدرب لم يحقق إلا نقطتين في عشر مباريات وتناوب على تدريبه أكثر من مدرب أبرزهم لوسيان داوي وأحمد الصالح.

تغيير اضطراري

الوحدة أقدم على تغيير اضطراري بعد استقالة رأفت محمد نتيجة انتخابات النادي، رأفت حقق 6 نقاط من ثلاث مباريات، البديل المؤقت هيثم الشريف حقق أربع نقاط من مباراتين، بعدها عينت إدارة النادي إياد عبد الكريم فحقق ثماني نقاط في خمس مباريات في أداء لم يبلغ الطموح بعد، ولابد من الصبر على المدرب قبل أن نحكم عليه.

الجيش لجأ إلى تغيير اضطراري لسوء النتائج المحققة فالمدرب طارق الجبان لم يحقق أكثر من ثلاث نقاط من أربع مباريات، وكان البحث عن بديل من أولويات النادي وخصوصاً أنه بطل للدوري وسمعته باتت موضع اتهام، فكان البديل رأفت محمد الذي حقق 16 نقطة في ست مباريات من تعادل وخمسة انتصارات متتالية، وهنا نجد أن التغيير أتى أُكُله وكان مجدياً وبوقته.
الفرق التي حافظت على مدربيها هي تشرين وحطين والاتحاد والشرطة والطليعة والكرامة.
نحن نرفع القبعة احتراماً لإدارة حطين التي جددت ثقتها بمدربها حسين عفش رغم تراجع النتائج في المباريات الأخيرة لأنها آمنت بقدرة المدرب وبضرورة الاستقرار الفني، ونحن نقول للمدرب: انتبه، للصبر حدود.

إدارة الاتحاد صبرت مطلع الدوري على مدربها التونسي قيس اليعقوبي ومنحته الفرصة كاملة ليتعرف على اللاعبين وإمكانياتهم وخصوصاً أنه تعاقد مع الفريق قبل بدء الدوري بفترة قصيرة.

الشيء نفسه فعلته إدارة نادي الطليعة مع مدربها عمار الشمالي، فالإدارة تعتقد أن عدم تحقيق النتائج المطلوبة ليس سببه فنياً، إنما هي أمور تحتاج للعلاج من داخل النادي ومن داخل الفريق قد تكون مالية أو إدارية، فحافظت حتى اللحظة على مدربها.

الكرامة منح مدربه عبد القادر الرفاعي الفرصة الكاملة ليقدم نفسه وخصوصاً أنه جاء بديلاً من المدرب عامر حموية الذي غادر قبل انطلاق الدوري، الكرامة حقق بعد بداية متعثرة نتائج جيدة والخير«لقدام».

العمل المهني العالي وجدناه في إدارة نادي الشرطة التي راهنت على مدربها الشاب باسم ملاح ومنحته الصلاحيات والفرص وأثبت وجوده وقدم لنا فريقاً جيداً بأداء ممتع ومقنع ونتائج معقولة رغم أن الظروف لم تخدمه في بعض المباريات.
أخيراً من الطبيعي أن يحافظ تشرين على مدربه ماهر بحري وهو الآن متصدر للدوري، والأهم من ذلك أن يستمر الجميع بدعم المدرب، فالدوري بلا هزات هو جنة نعيم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن