ثقافة وفن

الرسم بالكلمات فكرة ونهج وأسلوب … سمير ظاظا لـ «الوطن»: تداخل الحروف العربية مع بعضها بطريقة متناسقة يشكل معزوفة بالغة الجمال

| سارة سلامة

عندما يكبر الحلم تتسع زاوية الرؤية لتقديم أفكار جديدة تنطلق من واقع الكلمة والحرف تقدم عبرة ومغزى وألف معنى، هناك الكثير من الأشياء التي احتفظ بها في مخيلته ذوبته في عالم التشكيل والحرف واللون، هي سيمفونية عمل على صياغتها بكيمياء خاصة وكانت نهجاً اتبعه، من جمالية الحرف العربي استقى حلمه وشكل منطقاً خاصاً به ليرسم وجوهاً مسيجة بكلمات وأشعار تجعلنا نتيه في قراءتها وفهمها والتمتع بجماليتها واعتمد غالباً الخط الديواني لقدرته الكبيرة على التشكيل وتمتعه بالمرونة.

الفنان التشكيلي سمير ظاظا اسم سوري خط طريقاً متفرداً في تشكيل الوجوه من أسماء وحروف وأشعار، ليكون بطل لوحاته كل شخص تميز بحياته وترك أثراً بيننا، ورغم إقامته في مصر إلا أن سورية لم تغادره يوماً فيرسمها في كل مناسبة وفرصة متناولاً رموزها وساكنيها وحاراتها، هو فنان يحمل قضية فكيف لها أن تغيب عن موضوعاته، اليوم يحل ضيفاً على «الوطن» ليحدثنا أكثر عن أسلوبه ومشواره الفني في هذا الحوار:

تحدث لنا عن رمزية الحرف لديك؟

يتميز الحرف العربي من خلال أنواعه الأساسية الصعبة بجمال خاص نستطيع توظيفه بالشكل الأنيق والجميل لإنتاج أعمال فنية رائعة بتكوينها وألوانها وزواياها المختلفة.

علاقتك مع الحروف وهل تتبعها كأسلوب خاص بك أم إنها تشكل فكراً خاصاً عندك؟

تداخل الحروف العربية مع بعضها بطريقة متناسقة بحركاتها يشكل معزوفة موسيقية حرفية بالغة الجمال، تناول العديد من الفنانين أسلوب تكوين اللوحات باستخدام الحرف العربي وكل حسب رؤيته وأسلوبه الخاص، ومن خلال تجربتي مع الحرف أصبح الأسلوب الخاص الذي أعتمد عليه في رسم الوجوه بطريقة الرسم بالكلمات دون وجود أي خط تحديد في وصل وتشكيل جميع أقسام الوجه من خلال الحروف فقط.

تختار الصورة بعقلك وترسمها، كيف تختار الكلمات؟ أي ما العلاقة بين الحرف والكلمات، وكيف شرعت بالفكرة؟

كانت التجربة الأولى عام 1986 عبارة عن لوحة تمثل صورة القائد الخالد حافظ الأسد واستغرق تصميم هذه الصورة ما يقارب الستة أشهر، وهنا يجب التنويه بأنه وبعد التجارب العديدة والكثيرة بأسلوب الرسم بالكلمات أصبح العمل يستغرق وقتاً أقل ويتراوح ما بين عشرة أيام والعشرين يوماً وبالطبع هذه المدة تتفاوت ما بين درجات الصعوبة وتفاصيلها المطروحة وتم استخدام نوع خاص من أنواع الخط العربي وهو الخط الديواني لتميزه في انسيابية حروفه وجمالية حركاته.

الشام وفيروز والشخصيات الوطنية والإعلامية والفنية تلاصق أعمالك مع أنك تقيم في مصر، أي مساحة يسكنها وطنك في قلبك؟

كان الوطن حاضراً في جميع أعمالي ومشاركاتي فكانت دمشق الياسمين وسورية الحبيبة هما الإلهام الروحي لأعمالي الفنية المتنوعة وعندما أتناول هذا الموضوع في جميع لوحاتي ينتابني شعور كبير بالفخر والاعتزاز بانتمائي لسوريتي الغالية لأنني من وطن هو مهد الحضارات والرقي بتاريخه العريق.

أهم المعارض التي قمت بها؟

المشاركات في جمهورية مصر العربية كانت أهمها معرضي الفردي بدار الأوبرا المصرية بعنوان: عمالة مصر بعيون سورية، وتضمن ما يقارب السبعين عملاً تم تنفيذها بطريقة الرسم بالكلمات وجسدت شخصيات عديدة لفنانين ومطربين وأدباء وشعراء، وتكونت الصور بكتابة لمحة عن حياة الفنان، إضافة إلى العديد من أسماء أعماله التي شاركت بها في مسيرته الفنية سواء كانت أفلاماً أو مسلسلات أو مسرحيات أو أغاني أو قصائد شعرية وروايات أدبية وقد لاقى هذا الأسلوب إعجاباً كبيراً ونجاحاً لافتاً من قبل الجمهور.

معرض فردي بساقية عبد المنعم الصاوي للثقافة والفنون بالقاهرة ضم 63 لوحة بطريقة الرسم بالكلمات.

-المشاركة في صالون الربيع الثالث عشر والرابع عشر بمسابقة الصاوي.

– المشاركة في صالون الخريف الثالث عشر بساقية الصاوي.

– المشاركة في معرض الزعيم جمال عبد الناصر الذي تقيمه شبكة علم مصر الإخبارية بالتعاون مع مكتبة مصر العامة.

-المشاركة في احتفالية مكتبة مصر العامة بعيد تأسيسها الثالث والعشرين وتنفيذ لوحة مباشرة أمام الجمهور.

– المشاركة في ثلاث دورات لملتقى هارموني الدولي للفنون التشكيلية في القاهرة والإسكندرية.

أهم الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها؟

المشاركة في ملتقى إبداع الدولي التاسع في القاهرة.

– المشاركة بمعرض حروف مضيئة في القاهرة.

– المشاركة بمعرض عبد الحليم حافظ في اتلييه القاهرة.

كما حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات من خلال مشاركاتي التي ذكرتها.

تحدث عن تجربتك في الرسم بالأصابع؟

في البداية كنت أرسم بالريشة بعض الغيوم أثناء تشكيل منظر طبيعي وأحمّل عليها الألوان وإذ بجزء من هذه الغيوم قد أصبحت كثافة ألوانه كبيرة وطبقة سميكة في هذا المقطع، فحاولت أن أمسح هذه الطبقة اللونية لأخفف من سماكتها فأعطتني تداخلاً وتمازجاً لونياً ومحاكاة ناطقة بين الألوان ما أكسب اللوحة نوعاً من الشفافية والحركية وأشعلت هذه المصادفة في نفسي إحساساً غريباً وولدت في كياني اختلاجات معينة وشعرت بأن نفسي تتوق إلى هذا الأسلوب في الرسم فأخذت أطوره محاولاً أن أصب إبداعاتي الخاصة فيه وأن أتبناه كطريقة تخصني في الرسم.
وعبر الجد والعمل والدراسات الطويلة استطعت أن أطور هذه الطريقة المبتكرة وقد وجدت فيها خير معبّر عما يجول في تفكيري وخيالي وولدت إلى الواقع وقدر لها أن تتكامل وأسعى دوماً إلى تحديثها بأسلوب يتعايش مع روح الحداثة والتغيير في عالمنا هذا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن