موافقة روسية من حيث المبدأ على مقترحات واشنطن لتنسيق الطلعات الجوية فوق سورية.. وتضارب في التصريحات الأميركية … موسكو تنفي أنباء عن استعدادها لعملية برية في سورية.. وتؤكد أن التسوية السياسية هدفها النهائي
أعلنت روسيا موافقتها من حيث المبدأ على مقترحات تقدمت بها الولايات المتحدة لتنسيق الطلعات الجوية العسكرية فوق سورية، في حين تضاربت التصريحات الأميركية حول هذا الأمر.
ونفت موسكو في الوقت نفسه الأنباء التي تحدثت عن استعدادات روسية لشن عملية برية في سورية، مؤكدة أن التسوية السياسية هي الهدف النهائي لجميع خطواتها في هذا البلد.
وفي التفاصيل فقد نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف قوله إن الجيش الروسي يوافق من حيث المبدأ على مقترحات تقدمت بها الولايات المتحدة لتنسيق الطلعات الجوية العسكرية فوق سورية.
وجاءت تصريحات أنتونوف بعد دعوة وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إلى إجراء جولة جديدة من المشاورات الروسية – الأميركية العسكرية حول سورية في أقرب وقت.
وقال كارتر في تصريحات صحفية خلال زيارته إلى إسبانيا: إن البنتاغون ينتظر رداً روسياً على اقتراحه بشأن إجراء الجولة الثانية من المشاورات التي تهدف إلى الحيلولة دون وقوع أية حوادث أو اشتباكات غير مقصودة في الأجواء السورية التي تشهد أنشطة غير مسبوقة لطائرات أجنبية.
لكن اللفتنانت كولونيل ميشيل بالدانزا المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية أعلنت أن الولايات المتحدة لن تنسق عملياتها العسكرية في سورية مع روسيا بحجة أن الأخيرة تستهدف «المعارضين المعتدلين» الذين تدعمهم واشنطن.
وكانت الجولة الأولى من المشاورات الروسية – الأميركية قد جرت عبر دائرة تلفزيونية مغلقة يوم 1 تشرين الأول، وذلك بعد يوم من انطلاق العملية الجوية الروسية في سورية. ووصف الطرفان المشاورات بأنها كانت بناءة ومهنية.
في هذه الأثناء أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن التسوية السياسية هي الهدف النهائي لجميع خطوات روسيا في سورية، واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الربط بين التسوية السياسية في سورية والضربات التي ينفذها هناك حالياً سلاح الجو الروسي ضد الإرهابيين هناك غير دقيق.
وجاء هذا الموقف رداً على تصريحات لبعض ممثلي المعارضة السورية تناقلتها وسائل إعلام وزعموا فيها أن العملية الجوية الروسية في سورية تدفعهم إلى التخلي عن المفاوضات الخاصة بالتسوية السياسية. وقال بيسكوف: «تعد التسوية السياسية هي الهدف النهائي وراء جميع خطوات روسيا (بشأن سورية)، وهو، طبعا، الهدف المشترك الوحيد للمجتمع الدولي برمته».
كما أكد المسؤول الروسي تمسك القيادة السورية المطلق بالهدف نفسه. وأضاف: «ولذلك نشكك في إمكانية الربط بين آفاق التسوية وعملية سلاح الجو الروسي». ونفى بيسكوف الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام أميركية حول استعدادات روسية لشن عملية برية في سورية.
وأعاد بيسكوف إلى الأذهان بأن قناة «سي إن إن» الأميركية التي بثت هذا الخبر نقلاً عن «مصادر في وزارة الدفاع الروسية»، أخطأت مؤخراً عند تغطية فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة وأطلقت على الرئيس فلاديمير بوتين اسم الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين، وقال بهذا الصدد: «من غير المستبعد أن تقع «سي إن إن» في الخطأ، هذا ما علمنا أن صحفييها يخلطون بين بوتين ويلتسين». وأشار بيسكوف مجدداً إلى تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد فيها على أن روسيا لن تشارك في أية عملية برية بسورية.
من جانبها قالت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: إنه «بعد بدء الجزء العسكري لعملية القوات الجوية الروسية لمحاربة الإرهاب في سورية، التي بدأت بطلب رسمي من الحكومة الشرعية للبلاد، فإن حملة شرسة مناهضة لروسيا ظهرت في وسائل الإعلام العالمية تزعم بأن تصرفات روسيا في سورية غير قانونية وغير منطقية وغير مفهومة».
وصرحت زاخاروفا «هناك تصريحات لمسؤولين من دول، للأسف، لا تفهم حتى الآن تسلسل واتساق السياسة الروسية في هذا الاتجاه، حيث يصدر المسؤولون تصريحاتهم ويمهدون بذلك للعديد من التقارير… وتقدم هذه التصريحات مع تعليقات أو آراء تستند إلى مصادر مختلفة غير رسمية ومجهولة… والمحتوى الرئيسي لهذه التقارير يدور حول أن روسيا تهدف للتخلص من المعارضة المعتدلة». وأضافت الناطقة أن المعلومات حول مقتل المدنيين في سورية جراء الضربات الجوية الروسية «دعاية بحتة».
(روسيا اليوم – سانا – رويترز)