عربي ودولي

لافروف: مؤتمر برلين «خطوة صغيرة» وثبّتنا عدم التدخل الخارجي وأن لا حل عسكرياً … الاتحاد الأوروبي سيعيد التركيز على حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا

| أ ف ب- روسيا اليوم - سانا - رويترز

قال مفوض شؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل: إن «بروكسل ستعيد التركيز على قضية حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا براً وبحراً وجواً».
وأشار بوريل في تصريح صحفي، رداً على سؤال بشأن احتمال نشر قوات أوروبية في ليبيا، إلى أن الزعماء الأوروبيين وقادة الدول المعنية بالأزمة بحثوا «كافة الخيارات» لدعم وقف رسمي لإطلاق النار في ليبيا، في حال «أبرم اتفاق بهذا الشأن».
وأكد ضرورة استئناف العملية البحرية التي كان الاتحاد الأوروبي ينفذها منذ عام 2015 في مياه ليبيا لإنقاذ المهاجرين ومكافحة تهريب البشر والأسلحة وتدريب أفراد خفر السواحل الليبيين، والتي توقفت الربيع الماضي بسبب موقف إيطاليا.
وكان رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي، أعلن عقب انتهاء مؤتمر برلين بشأن التسوية الليبية أن «بلاده مستعدة للعب دور بارز في مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا»، كما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مؤتمر برلين حول ليبيا «خطوة صغيرة» نحو تسوية الأزمة في هذا البلد.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله خلال مؤتمر صحفي عقد عقب ختام المؤتمر في العاصمة الألمانية: «الاجتماع كان مفيداً بشكل عام»، مشيراً إلى أن جهود الأطراف المعنية الرامية إلى إطلاق حوار جدي وبناء بين طرفي الأزمة في ليبيا لم تنجح بعد بسبب وجود خلافات كبيرة جداً في نهج الجانبين.
وأضاف لافروف: إن البيان الختامي للمؤتمر يؤكد وجوب تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا وضمان حق جميع الأطراف الليبية في الإفادة من ثروات البلاد، موضحاً أنه سيتم رفع البيان الختامي إلى مجلس الأمن الدولي للبحث.
وأعرب لافروف عن أمله بأن تسهم المقترحات والتوصيات التي خرج بها مؤتمر برلين في دفع عميلة التسوية إلى الأمام وأن تساعد الأطراف الليبية على التوصل إلى اتفاق بشأن الشروط التي تتيح لهم الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وجدد لافروف موقف بلاده الداعي إلى عدم التدخل في شؤون ليبيا وقال: إن بلاده أصرت على إدراج النقاط الأساسية لمقررات مجلس الأمن الدولي الخاصة بليبيا في الوثيقة الختامية للمؤتمر وعلى وجه الخصوص «عدم وجود حل عسكري للأزمة الليبية والتأكيد على أن تقرير مصير البلاد بأيدي الليبيين أنفسهم بعيداً عن أي تدخل خارجي».
هذا واتفقت القوى العالمية خلال قمة في برلين على تعزيز هدنة هشة في ليبيا لكن قيام قوات موالية لخليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بمحاصرة حقول النفط ألقى بظلاله على الاجتماع.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للصحفيين: إن اجتماع القمة توصل لاتفاق ضرورة تحويل هدنة تم التوصل إليها في طرابلس خلال الأسبوع المنصرم إلى وقف دائم لإطلاق النار لإتاحة الفرصة أمام بدء عملية سياسية.
وأضافت: إن لجنة خاصة مشكلة من خمسة عسكريين من الطرفين ستراقب الهدنة. وتعهدت القوى الخارجية النشطة في ليبيا بتعزيز حظر تفرضه الأمم المتحدة للسلاح ووقف إرسال أسلحة إلى هناك.
وقالت ميركل: إن السراج وحفتر لم يلتقيا في برلين وذلك في إشارة إلى الهوة بينهما.
وقالت المستشارة الألمانية: «نعلم أننا لم نحل كل مشكلات ليبيا (اليوم) لكننا كنا نهدف إلى زخم جديد».
كما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: إنه قلق للغاية من إغلاق حقول النفط. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: إن السراج وحفتر اتفقا «بشكل عام» على حل حصار حقول النفط لكنه لم يقدم إطاراً زمنياً.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للصحفيين: إنه جرى إحراز تقدم نحو التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في الحرب الدائرة في ليبيا، معرباً عن أمله في إعادة فتح موانئ النفط كنتيجة للمحادثات.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال قبل اجتماعه مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان على هامش مؤتمر برلين: إن دعوة روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار ساهمت في تقليص القتال منذ أسبوع.
وأضاف: «لم نفقد الأمل في استمرار الحوار وحل الصراع».
واجتمع كل من السراج وحفتر مع ميركل في مناسبتين مختلفتين. وبينما شوهد السراج وهو يعانق أردوغان شوهد ماكرون وحفتر وعلى وجه كل منهما ابتسامة عريضة في الصور.
في هذه الأثناء نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال قمة برلين، استعداد الجزائر لاستضافة حوار الأطراف الليبية.
وقال تبون: «نحن مطالبون بوضع خريطة طريق واضحة المعالم وملزمة للطرفين، تشمل تثبيت الهدنة والكف عن تزويد الأطراف الليبية بالسلاح لإبعاد شبح الحرب عن كل المنطقة».
وأضاف إن «الجزائر مستعدة لإيواء هذا الحوار المرجو بين الليبيين».
كما دعا تبون الذي تتقاسم بلاده أكثر من 1000 كم من الحدود مع ليبيا طرفي النزاع إلى «طاولة المفاوضات لحل الأزمة عبر الحوار وبالطرق السلمية لتفادي الانزلاق نحو المجهول».
وقال: إن «أمن ليبيا هو امتداد لأمننا وأفضل طريقة لصون أمننا القومي هو التعامل والتكاتف مع جيراننا لمواجهة الإرهاب والتطرف».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن