سورية

أهالي الجولان يهددون الاحتلال بمعركة مفتوحة للتصدي لمشروع المراوح … سليمان المقت لـ«الوطن»: لسنا مزرعة عند إسرائيل وترامب

| موفق محمد

هدد سليمان المقت كيان الاحتلال الإسرائيلي بفتح أهالي الجولان المحتل «معركة معه لها أول وليس لها آخر» في حال إقدامه على تنفيذ مشروع المراوح في المنطقة، مؤكداً أن الأهالي «جاهزون للشهادة» في حال فرض عليهم هذا المشروع.
وفي اتصال من دمشق قال المقت الذي يعيش في قرية مجدل شمس المحتلة في الجولان لـ«الوطن»: إن «هذا المشروع مرفوض، ونحن مقدمون أنفسنا للشهادة»، مؤكداً أنه في حال إقدام كيان الاحتلال على إقامة هذه المراوح فإن أهالي الجولان المحتل «سيفتحون معركة مع الاحتلال لها أول وليس لها آخر».
ووفق مواقع إلكترونية كان من المفترض أن تصادق حكومة الاحتلال الانتقالية أمس، على مشروع إقامة 25 مروحة لإنتاج الطاقة الكهربائية، في الجولان السوري المحتل، بعد أن وافقت «لجنة التخطيط» التابعة لوزارة الداخلية الإسرائيلية على المشروع.
سليمان، وهو والد عميد الأسرى العرب والسوريين صدقي المقت الذي جرى تحريره من سجون الاحتلال في العاشر من الشهر الجاري، دعا إسرائيل إلى «استدراك الأمر»، لأن الأهالي وفي حال «فرض عليهم (هذا المشروع) فهم جاهزون للشهادة»، مشدداً على «أننا لسنا مزرعة عند إسرائيل و(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب».
وأضاف محذراً إسرائيل: إن «مرسة كوهين تنتظر من يتآمر علينا وعلى أرضنا وشرفنا وكرامتنا»، في إشارة إلى عملية إعدام الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين شنقاً في ساحة المرجة وسط دمشق منتصف أيار عام 1965.
وتابع: «إسرائيل إذا كان فيها عقل فلن تدخل في هذه المعركة لأن بني معروف لن يسكتوا»، ودعا المقت الحكومة السورية إلى دعم الأهالي في الجولان السوري المحتل، وقال: «إذا إسرائيل حاولت التغلب علينا عليكم أن توجهوا رشقة صواريخ ضد إسرائيل لكي تجبل دماؤنا بأرضنا».
بدوره وفي تصريح مماثل لـ«الوطن» اعتبر مدير مكتب شؤون الجولان في رئاسة مجلس الوزراء، مدحت صالح، أن هذا المشروع يهدف إلى «تدمير الزراعة في الجولان المحتل والضغط على المواطنين لترك أراضيهم ولاسيما أن هذا المشروع سيقام في وسط أراضي أهالي الجولان».
وأوضح، أن هذا المشروع ضخم والمراوح عملاقة وسيتم الاستيلاء على عشرات الدونمات من أراضي الأهالي عدا عن فتح طرق كبيرة لمرور الشاحنات المحملة بالمراوح.
ولفت صالح إلى أن هذا المشروع له تداعيات صحية خطيرة من جراء الضجيج التي تصدره المراوح على الصحة العامة للمواطنين، وكذلك أضرار بيئية على المنظر العام للجولان وطبيعته الخلابة.
وأشار إلى أن أهالي الجولان المحتل سبق أن اتخذوا قرارات ضد كل من يتعاون مع هذا المشروع، مؤكداً أن «هناك توعية بين الناس لمخاطر المشروع ودعوات للتصدي له بأجسادهم حتى لا يتم تنفيذه».
وأشار صالح إلى أنه سبق لوفد سورية في الأمم المتحدة، أن طرح ما تقوم به سلطات الاحتلال في الجولان المحتل في المحفل الدولي، «لكن الاحتلال الإسرائيلي يضرب بعرض الحائط كل المناشدات والقرارات الدولية ولا يلتزم بها ولذلك يجب دعم أهلنا في الجولان المحتل لمقاومة المشروع».
وتفيد تقارير صحفية بأنه ووفقاً لمخطط الاحتلال، سيقام المشروع على مساحة كلية تعادل 3674 دونماً من أراضي أهالي الجولان، ويتمركز على أراضي أهالي قرى مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، ويبعد كيلومتراً ونصف الكيلومتر عن قرية عين قنية.
وتشير إلى أن طول المراوح العملاقة يبلغ 200 متر، الأمر الذي يضاهي بنياناً شاهقاً مكوناً من 66 طابقاً، لافتة إلى أن إقامة مروحة واحدة تحتاج بناء قاعدة من الإسمنت المسلح تزن أكثر من ألف طن على مساحة 600 متر مربع.
ولفتت إلى أن حكومة الاحتلال اعتبرت المشروع «قومياً»، مشيرة إلى أن هذا التوصيف يخول وزارة المالية بمصادرة الأراضي والطرقات ومرافقها من أجل إقامة المشروع، الذي سيلتهم مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن