رياضة

أولوية المنتخب..

| مالك حمود

ثمة قاعدة ذهبية عشناها في رياضتنا وهي تقول: (الدوري القوي يثمر عن منتخب قوي).
هي معادلة حقيقية ويمكن عكسها، فكل طرف مرهون بالطرف الآخر، وبالتالي فإن محاولة تخطي الطرف الأول للوصول إلى الطرف الثاني لن تكون مجدية من قبل الكثيرين الذين ينطبق عليهم المثل (يريدون العنب وضرب الناطور) في آن واحد..!
لن نخوض في مشروع المنتخب الجديد لكرة السلة وبعض تفاصيله الشائكة التي بدأت مع بدء المنتخب معسكره التحضيري المبكر للتصفيات الآسيوية، واعتراض هذا، وامتعاض ذاك، لمجرد عدم دعوة بعض اللاعبين.
الاعتراض على لاعبي المنتخب جاء رغم أن قائمة المدعويين طالت (22) لاعباً، وبالطبع فالامتعاض سيبقى قائماً حتى لو امتدت قائمة المدعويين كي تشمل (42) لاعباً!
الغريب في الأمر أن البعض راح يعترض على توضيح مدرب المنتخب عن سبب عدم دعوة بعض اللاعبين المخضرمين، ومنهم من بدا معترضاً أساساً على المدرب نفسه، ومنهم من أطلق أحكامه بأنه مدرب فاشل وغير قادر على تحمل المسؤولية.
لست بصدد الدفاع عن المدرب أو غيره، ولكن ثمة سؤال بسيط أوجهه للبعض:
من الأدرى والأقرب إلى إعطاء الرأي الفني بالمدرب، اللاعب أم المتفرج، مع احترامي لكل المتفرجين والمشجعين والشغوفين منهم والمتابعين باهتمام ولهفة، ولكن عذراً، فاللاعب المتواجد في أرض الملعب هو الأقرب للحدث، وهو على احتكاك مباشر بالمدرب، والأقرب والأقدر على قراءة أفكاره الفنية وتحليل شخصيته ورؤيته، فكيف لو كان الرأي صادراً عن لاعبين قادمين من عدة أندية، ومنهم من تعامل فنياً مع المدرب في النادي، ومنهم من تعامل معه في المنتخب، ومنهم من كانت له تجربة سابقة مع المدرب في المنتخب، ومنهم من كانت التجربة الأولى له ومعه، وبالنهاية ماذا يدفع كل هؤلاء اللاعبين للإجماع على المستوى المتطور للمدرب المذكور وبشكل يقارب أو يماثل المدربين الأجانب الذين دربوا المنتخب؟!
والأغرب أن البعض من المتابعين راح ينتقد اللاعبين لمجرد إبداء آرائهم بالمدرب وخياراته من اللاعبين!
كل هذا يحدث ومنتخب الوطن في طور التحضير والتأهب للتصفيات الآسيوية، وبدل أن يقف الجميع مشجعاً وداعماً ومسانداً للمنتخب في فترة إقلاعه، والتأهب لتمثيل الوطن في منافسات قوية وأمام منتخبات قوية ومحضرة ومجهزة، يأتي من يريد زعزعة صورة المنتخب في العيون، والتشكيك في معطياته من قبل أن يبدأ مهامه!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن