عربي ودولي

أذرع «تحالف 14 آذار» تتحرّك وتقطع العديد من الطرق الرئيسة في لبنان … حكومة حسان دياب إلى النور ودعوات لبدء الإصلاحات دون تأخر

| الوكالة الوطنية للإعلام – المنار - الميادين – روسيا اليوم – سانا

بعد طول انتظار، وقع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء حسان دياب على مرسوم تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في قصر بعبدا.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن أمين عام مجلس الوزراء محمود مكية أذاع مرسوم استقالة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ومرسوم تشكيل حكومة دياب بعضوية 20 وزيراً.
الانجاز الذي تحقق أخيراً، حاولت قوى «تحالف 14 آذار» نسفه قبل ولادته بالاعتماد على «الشارع المشاغب»، وتنفيذ اعتصامات أو قطع للعديد من الطريق الرئيسة في لبنان.
وسبق أن أعلن وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل أمس أن رئيس البرلمان نبيه بري «بذل أقصى ما يمكن لتسهيل ولادتها وكان على تواصل مع الجميع طوال اليوم» وأكد أن «حزب اللـه لم يتخل عن دوره الإيجابي أبداً».
وكانت الساعات الأخيرة قد شهدت تزايداً في الاتصالات بين مختلف الفرقاء ما أفضى إلى حلحلة الأمور والوصول للاتفاق على الصيغة النهائية للحكومة.
وذكرت قناة «المنار» أن «وزارة العمل أسندت إلى تيار المردة والبيئة إلى الرئيس المكلف بشخص دميانوس قطار»، وأشارت إلى أن «اتصالاً هاتفياً جرى بين بري والوزير جبران باسيل تم خلاله البحث في المستجدات الحكومية».
بدوره أعلن رئيس «حزب تيار المردة» سليمان فرنجية أن حزبه لا يعرقل التشكيلة الحكومية ووافق على التشكيل من دون المردة بالأساس، معتبراً أن الثلث الحكومي استخدم دائماً لغايات التعطيل، مؤكداً وجوب تغيير السياسة الاقتصادية ومكافحة الفساد.
وفي مؤتمر صحفي عقده أمس حول المستجدات في ملف تأليف الحكومة اللبنانية، أكد فرنجية أنه لا يترك حلفاءه ولن يترك حزب اللـه ولو بعد مئة سنة، وأضاف: «لكن أنا لا أكذب على نفسي»، مؤكداً الوقوف إلى جانب رئيس الجمهورية اللبنانية.
وعن الحراك الشعبي الأخير اعتبر فرنجية أن «سبب الثورة حقيقي وأغلبية مطالب الثورة حقيقية»، وقال: إن «الصورة التي نقلت إلى الشعب عنا بينت أن الجلاد هو الضحية والضحية هي الجلاد، مؤكداً أنه لن يعرقل تأليف الحكومة وسيعطيها الثقة ولو كان خارجها، ووجّه اللوم إلى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، معتبراً أن «جشعه وطمعه يعرقلان تأليف الحكومة».
وتابع: «قلت من اللحظة الأولى إنه إذا كانت الحكومة حكومة حراك فنريد حقيبة واحدة، وإذا كانت مستقلة فلا نريد أحداً، وإذا كان الفرقاء يسمون من يمثلهم فنطالب بوزيرين، لسنا مع حكومة من المستقلين، وأتمنى على الحراك إعطاء فرصة، والأسماء المطروحة في الحكومة نظيفة وأنا أحافظ على كرامتي وكرامة من أمثل».
وأكد فرنجية «أننا لن نقبل بوزارة درجة ثالثة أو رابعة، وتمنينا أن يستبدل الوزير الثاني من كاثوليكي إلى أرثوذكسي، والعهد بحاجة لأصدقاء حقيقيين ولكن نحن نريد أن ندخل بكرامتنا».
وأضاف: «لم نشارك في رسم السياسات الاقتصادية ولم نصوت على أي قرار اقتصادي في أيام الرئيس رفيق الحريري»، مشدداً على «ضرورة مكافحة الفساد وإصلاح الوضع الاقتصادي في لبنان»، رافضاً «حل الأزمة الاقتصادية بحلول قد تطول صغار المودعين».
من جهته، عقد «تكتل لبنان القوي» اجتماعه الدوري برئاسة الوزير جبران باسيل في مركزية «التيار الوطني الحر» في سن الفيل، وعقب الاجتماع، قال أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان: «إننا لا نعطل، ولسنا مع التعطيل، ونحن بجانب كل من يبذل جهداً لنجاح مهمة الحكومة، لا نجاح العهد فقط، خصوصاً أن نجاح العهد هو نجاح للبنان، وحماية لبنان تكون من خلال حماية مؤسساته الدستورية، والدعم الكامل لإنجاح مهمة الحكومة الجديدة».
بدوره غرد النائب اللواء جميل السيد عبر حسابه على «تويتر»: «اشتدي يا أزمة تنفرجي، وبعدما كان حزب اللـه قد أبلغ الجميع بأنه قام بواجباته لتأمين التوافق داعياً الفرقاء إلى إكمال مساعيهم في ما بينهم ومع الرئيس المكلف، حصلت تنازلات متبادلة مساء (الثلاثاء)، وتحلحلت».
«كتلة المستقبل» النيابية، عقدت هي أيضا أمس اجتماعاً برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وحضور رئيسة الكتلة النائب بهية الحريري، وحاول بيان صدر في نهاية الاجتماع تحميل مسؤولية التصعيد للأطراف التي رشحت دياب، حيث «حذرت الكتلة من استمرار المماطلة في تشكيل الحكومة والسباق الجاري على الحقائب والنسب وحصص التمثيل، فيما تواجه البلاد أخطر أزمة اقتصادية ومعيشية منذ عقود طويلة، وتشهد ساحات لبنان تصعيدا غير مسبوق للتحركات الشعبية في العاصمة بيروت وسائر المناطق».
وأكدت الكتلة على «أهمية حماية ساحات التظاهر والتعبير السلمي في العاصمة»، ودعت «القوى العسكرية والأمنية إلى الاستمرار في تحمل مسؤولياتها والتزام حدود القانون والسلامة العامة والمصلحة الوطنية في التعامل مع التحركات من دون الإفراط في استعمال القوة», وفي محاولة لإعاقة تشكيل الحكومة، ذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن «عدداً من المحتجين اعتصموا أمام مدخل سرايا طرابلس رفضاً للحكومة المرتقبة، ورددوا الهتافات المطالبة باستقالة دياب وتشكيل حكومة مستقلة، في ظل انتشار عناصر قوى الأمن الداخلي في محيط السرايا»، كما قام محتجون آخرون بقطع طريق كورنيش المزرعة في بيروت، وأيضاً قطعوا بالإطارات المشتعلة طريق عام المنية عكار عند جسر النهر البارد في المحمرة، رفضا لحكومة حسان دياب، وأيضا قطعوا أوتستراد خلدة باتجاه بيروت، وأتوستراد الناعمة بالاتجاهين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن