فك شيفرة الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية سيتم في طهران … إيران: أوروبا لم تشبع أطماع ترامب حتى بـ«بيعها شرفها»
| روسيا اليوم - رويترز - الميادين - وكالات
حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول الأوروبية من مغبة الانسحاب من الاتفاق النووي، مؤكداً أن أوروبا هي من سيتحمل مسؤولية عواقب أي انتهاك لهذا الاتفاق.
وقال روحاني خلال اجتماع للحكومة أمس: «ندعو الدول الأوروبية إلى تجنب خطأ الولايات المتحدة بانسحابها من الاتفاق النووي»، معتبراً أن واشنطن «ستتلقى عقابها على خطأ انسحابها من الاتفاق».
واعتبر روحاني أنه «لن يكون للشعارات الأوروبية والأميركية والتهديدات والاجتماعات أي قيمة من دون وفاء الطرف المقابل بتعهداته»، مؤكداً أن الإجراءات الأوروبية والأميركية «لن تفلح في هزيمة إيران».
ورأى روحاني أن رفض أوروبا الالتزام بتنفيذ تعهداتها هو «تكبر وغطرسة أمام الشعب الإيراني»، مشيراً إلى أنه «عليهم أن يعلموا أن شعبنا لا يُهزم أبداً».
كما أكد الرئيس الإيراني أن بلاده لم تكن تسعى لامتلاك الأسلحة النووية وما زالت لا تسعى، وأشار إلى أن فتوى المرشد الإيراني السيد علي خامنئي «واضحة حول الأسلحة النووية ولن نعمل إلا بها»، مشدداً على أنه «لو أصبحت علاقتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيئة فلن نسعى أيضاً لامتلاكها».
واعتبر أن الولايات المتحدة «ارتكبت خطأ كبيراً واخترقت القوانين وتقضت التعهدات»، آملاً ألا «ترتكب أوروبا الخطأ نفسه».
وتطرّق روحاني خلال الاجتماع للشأن الداخلي الإيراني، معتبراً أن الهدف الرئيس من الانتخابات المقبلة هو «مشاركة أكثرية أفراد الشعب»، مشيراً إلى أن إقبال المواطنين على الانتخابات يعتمد على «وجود جوّ تنافسي»، ومؤكداً أنه «يجب أن يثق الشعب بصحة وأمن المنافسة الانتخابية».
ومن جانبه اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن أوروبا لم تستطع الوقوف أمام أطماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى بـ«بيعها شرفها».
وأشار ظريف على «تويتر»، إلى الإجراء الأخير للدول الأوروبية الثلاث «ألمانيا وبريطانيا وفرنسا»، بتفعيل آلية فض النزاع حول الاتفاق النووي.
وكتب ظريف: «نأسف لتكرار ما قلته سابقاً، وأنه حينما باعت الدول الأوروبية الثلاث الأسبوع الماضي بقايا الاتفاق النووي للحد من زيادة رسوم حكومة ترامب على السلع الأوروبية المستوردة، حذّرنا من أن هذا الأمر سيجعل ترامب أكثر طمعاً».
وأضاف: «بعد بيع الشرف وفقدان كل ركيزة وأساس أخلاقي وقانوني، جرى طرح تهديد آخر في مجال الرسوم».
ووجه وزير الخارجية الإيراني النصيحة لأوروبا بالقول: «لقد كان من الأفضل لأوروبا أن تظهر أداء أفضل في مجال حماية السيادة».
وجاءت إشارة ظريف إلى التهديدات الجديدة التي أطلقها ترامب في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، والتي حذّر فيها الدول الأوروبية، بأنه «إن لم يحصل اتفاق معها، فإن الرسوم على واردات السيارات من أوروبا ستكون خيارا جيدا».
وكان رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي قد أكد في وقت سابق أمس أن الترويكا الأوروبية أثبتت عدم قدرتها على مواجهة الابتزازات والشروط الأميركية.
في السياق أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن العداء الأميركي للشعب الإيراني بلغ مرحلة لم تشهدها البلاد منذ قيام الثورة الإسلامية، مشيراً إلى أن الضغوط الأميركية التي تواجهها إيران اليوم تبين أن هدفها ليس اقتصادياً فقط، لافتاً إلى أن استشهاد الفريق قاسم سليماني أماط اللثام عن وجه أميركا الحقيقي.
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي أوضح لاريجاني أن إيران تطالب أن يكون لها تقنية نووية شأنها شأن الدول الأعضاء في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية «إن بي تي».
وقال صالحي في تصريح لوكالة «إرنا» أمس: إن «بيان الترويكا الأوروبية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا حول آلية فض الخلاف في الاتفاق النووي أثبت عجز الأوروبيين وعدم حكمتهم».
من جهة أخرى أشار صالحي إلى أنه تم إصدار الأوامر بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة حيثيات حادث الطائرة الأوكرانية المنكوبة، لافتاً إلى أن هناك الكثير من الأسئلة يجب الإجابة عنها وهذا الأمر يستغرق وقتاً للحصول على نتائج شفافة وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
في غضون ذلك أعلن وزير الطرق وبناء المدن الإيراني محمد إسلامي أن عملية فك شيفرة الصندوق الأسود للطائرة الأوكرانية المنكوبة سيتم في طهران.
وأوضح في تصريح أمس أن العمل جار لإعداد المعدات والبرمجيات اللازمة لهذا الأمر.
وكانت اللجنة الخاصة التابعة لمنظمة الطيران المدني الإيراني أعلنت أول من أمس أن صاروخين أطلقا على الطائرة الأوكرانية بوينغ 737 التي تحطمت في إيران في الثامن من الشهر الجاري نتيجة خطأ بشري ما أودى بحياة كل من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصاً.