أين ذهبت 74 مليار ل.س قروض النسيجية والأقطان؟! .. ملتقى مهني لوضع حلول لتردي صناعة النسيج بشكل عاجل … القادري: البعض استمرأ نسبة كل أسباب الفشل إلى الأزمة
محمود الصالح :
يبدو أن صناعة الغزل والنسيج وحلج الأقطان قد وصلت إلى مرحلة مخيفة من التراجع ليس بسبب الأزمة التي تمر بها البلاد فحسب بل هناك أسباب أخرى سابقة للأزمة ولاحقة لها إضافة إلى منعكسات الحرب الحالية على جميع بنى الاقتصاد الوطني.
لذلك استنفر الاتحاد العام لنقابات العمال والاتحاد المهني لعمال الغزل والنسيج جميع المختصين إلى الملتقى المهني الأول للبحث في واقع الصناعات النسيجية وحلج الأقطان في سورية في ظل الأزمة والبحث عن الحلول القابلة للتنفيذ لإنقاذ هذه الصناعة المهمة. هذا ما أكده رئيس الاتحاد المهني لنقابات عمال الغزل والنسيج عمر الحلو وأضاف: نريد من هذا الملتقى أن يضع الحلول لتطوير صناعة النسيج والبحث في حلول إسعافية ليس في النسيج فقط بل في جميع النشاطات الاقتصادية لتجاوز نقاط الضعف ودعم نقاط القوة.
رئيس الاتحاد العام للعمال جمال القادري قال: تشكل صناعة النسيج قاطرة مهمة للصناعة السورية وعلينا أن نعرف ماذا أصاب هذه الصناعة والمشاكل التي تواجهها وتتميز صناعة النسيج بميزات غير موجودة في غيرها من الصناعات ابتداء من توافر مستلزمات الإنتاج وحتى جميع مراحل الصناعة وعلى الرغم من كل الإمكانات التي وضعت لهذه الصناعة لكنها تشهد تراجعاً كبيراً وقد يكون لفتح الأسواق للمنتجات الأجنبية دور في ذلك. نريد أن نتبادل الرؤى وأن نخرج بأفكار يمكن أن تنفذ على أرض الواقع وتطبيقها.
ما أسباب عمل المعامل والشركات في المناطق الآمنة، يجب أن تنتهي ثقافة إلغاء كل أسباب الفشل على الأزمة نريد أن نجسد الروح الوطنية على أرض الواقع عملاً وإنتاجاً.
وزير الصناعة كمال طعمة قال: لن نعيد بناء شركاتنا وفق ما كانت عليه ولا بد من استقدام تكنولوجيا متطورة حتى نزيد الإنتاج وقطاع النسيج كان يساوي 30% من عمل وزارة الصناعة وخلال الأزمة أصبح يشكل 60% من عملها، في هذا القطاع نقاط قوة أهمها أن مادته الأولية متوافرة محلياً ما يعطي قيمة مضافة للمنتج.الحكومة قررت رفع سعر شراء القطن إلى 140 ل.س للكيلو في أرض الحقل ومن الحسكة ندفع 200 ل.س للكغ واصل إلى محالج الداخل. وعدم متابعة سلسلة الإنتاج في هذه الصناعة يؤدي لانخفاض القيمة المضافة، وهناك خلل في عمل شركات الغزل وزادت من حدته هذه الأزمة حيث خرجت في إدلب شركتان ومحلج وهناك في حلب 7 محالج خرجت من الخدمة، هناك تعليمات صدرت ببيع الإنتاج دون الكلفة ونحن نعمل على إلغاء هذه التعليمات، يتركون الإنتاج يتكدس بالمليارات في المستودعات ثم يعرض الموضوع على اجتماعات مجالس الإدارات ويباع بأزهد الأثمان.
مجموع ما حصلت عليه مؤسستا النسيجية وحلج وتسويق الأقطان 74 ملياراً قروضاً.
اسأل المعنيين: أين ذهبت هذه القروض..؟؟!
والحقيقة أن الأزمة ليست السبب الوحيد لتراجع شركاتنا الصناعية لأن هناك مشاكل قبل الأزمة. في هذا العام لدينا مخزون من الأقطان يكفي معاملنا حتى شهر نيسان القادم وسيضاف إليه إنتاج الموسم الحالي لذلك لا توجد مشكلة في المادة الأولية. والحقيقة أن نسبة 80% من مشاكل شركات الغزل إدارية وليس عدم توافر المستلزمات.
نسأل شركة الساحل لماذا النسبة متدنية إلى درجة غير معقولة قالوا ليس لديهم عمال وعندما دققنا وجدنا أن لديهم 3000 عامل. المدير العام لأي مؤسسة إما يقودها إلى الأمان أو إلى الهاوية.
هناك شركات كانت خاسرة وعندما غيرنا إدارتها أصبحت رابحة دون أي تغيير في العوامل الأخرى وهي شركة الأحذية التي ربحت في العام الماضي 70 مليوناً وفي هذا العام ستربح أكثر من ذلك. الإدارة الناجحة تبتدع الحلول في صلب الأزمة. في شركات المغازل والمناسج وجدنا إمكانية للنهوض وكذلك في الدبس. البعض يسأل: لماذا لا تدعون القطاع الخاص للتشاركية ولكن عندما دعوناه إلى ذلك لم يتقدم أحد من غرف الصناعة للمشاركة. والحقيقة أن الصناعة النسيجية تشكل عنقوداً صناعياً يبدأ بزراعة القطن وينتهي باللباس.
الإدارات الناجحة استطاعت أن تقدم لعمالها نسبة من الأرباح والإدارات المترهلة أضاعت عليهم الكثير. لو فكرت شركة وسيم بإبرام عقد مع التربية لإنتاج الصدرية المدرسية لاستطاعت توفير عمل لمدة ستة أشهر ووزير التربية موافق لكن وسيم لم تتحرك.
رئيس نقابة عمال الغزل في اللاذقية كمال الكنج قال: عمالنا الآن بدون عمل ما ذنب العامل بدون عمل ولا توجد رواتب ولنا ديون على الشركات كبيرة ولا تستردها. البلاد تخسر الخبرات الكبيرة بالهجرة نتيجة عدم دفع الرواتب.
عبير الصليب من غزل حماة قالت: تم ندب 700 عامل من إدلب ليس لديهم خبرة في الغزل على حساب عمالنا الموسميين وأعمارهم كبيرة ولا يمكن تدريبهم. لماذا تم فصل عمالنا ووضع عمال إدلب مكانهم؟ وهذا الوضع أدى إلى توقف شبه تام لمحالج حماة.
وزير الصناعة رد عليها أنه ملزم بتأمين عمل لـ1300 عامل دائم من إدلب ومن غير المعقول أن أعين موسميين ولدي عمال أدفع لهم رواتب من دون عمل وتوقف محالج حماة ليس بسبب العمال بل بسبب عدم تسعير القطن حتى أمس الأول.
فالح منصور قال: هناك خطوط إنتاج متوقفة تماماً في معامل وسيم والنايلون والشرق بسبب عدم وجود عمال فيها. في شركة وسيم 900 عامل لم يبق منهم الآن سوى 400 عامل ولا يوجد خيوط لدى الألبسة الجاهزة وقد استوردنا 5 ملايين متر من الخيط الممزوج من الصين. وزير الصناعة سوغ عدم إرسال عمال إلى هذه الشركات بأن الجميع يرفضون الذهاب إلى المناطق الساخنة ومشكلة الكهرباء عامة في البلاد وسببها الغاز والآن لدينا شركة الأسمدة بحمص فيها 3000 عامل وإنتاجها بالمليارات متوقفة بسب عدم وجود الغاز. وفي مجلس الوزراء تنقطع الكهرباء مثل أي مكان آخر.
نبيل معلا نقابة عمال غزل حمص قال: نعاني من صعوبة تسويق الغزول وقلة الآليات.
محمد أمين قال: هناك حاجة ماسة إلى تعيين عمال موسميين في الحسكة في المحالج والغزل بالحسكة.
محمد عزوز قال: في محالجنا 10 آلاف طن من القطن المحلوج وهناك صعوبة في استجرار هذه الكميات لتصنيعها.
حيدر حسن قال: لا يمكن أن يعمل عمال إدلب في أعمال حلج الأقطان في حماة لأنها لا تناسب خبراتهم وشهاداتهم ولا يمكن الآن تدريبهم في هذا السن المتأخر.
اشتكى الوزير من التزام الوزارة بتسديد 20 مليار رواتب سنوياً. في حلب 7600 عامل يأخذون 3.6 مليارات ليرة بلا عمل لأن شركاتهم مدمرة كيف يمكن أن نوفرها لهم.
أنا لا يمكن أن أعيد بناء بعض الشركات لأن شركة الشهباء للإسمنت تحتاج إلى 300 مليون دولار لإعادة بنائها بعد انتهاء الأزمة والحقيقة إذا انتهت الأزمة اليوم فلن تعود هذه المعامل إلى الإنتاج قبل خمس سنوات من نهاية الأزمة.