وجهت محكمة أمن الدولة الأردنية أمس، تهمة «الإرهاب» لأردني طعن ثمانية أشخاص في مدينة جرش الأثرية شمال البلاد، وكان على تواصل مع تنظيم داعش في سورية، الذي «أعطاه فتوى بجواز استهداف الأجانب في أي منطقة في العالم».
وذكرت وكالة «ا ف ب» أن مدعي عام المحكمة وجه لمصطفى أبو رويس تهم «القيام بأعمال إرهابية» و«المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية» و«الترويج لأفكار جماعة إرهابية» و«محاولة الالتحاق بجماعة مسلحة وتنظيمات إرهابية».
وأفادت لائحة الاتهام أن أبو رويس «يعتنق فكر عصابة داعش الإرهابية» وكان ينوي الالتحاق بالتنظيم، وكان على تواصل مع المدعو «أبو زينب» أحد مسلحي التنظيم في سورية، الذي «أعطاه فتوى بجواز استهداف الأجانب في أي منطقة في العالم».
وتابعت لائحة الاتهام: «على أثرها عقد مصطفى العزم على تنفيذ عملية إرهابية على الساحة الأردنية نصرة لتنظيم داعش الإرهابي وثأراً لمقتل زعيمه أبو بكر البغدادي الذي تزامن مع تلك الفترة».
كما وجهت المحكمة تهم «الإرهاب» إلى متهمين آخرين هما أسامة وخالد، وهما أردنيان أيضاً من أصول فلسطينية ويبلغ كل منهما من العمر 22 عاما، وقد ربطتهما علاقة صداقة بالمتهم الأول ويحملان «أفكار جماعة إرهابية» وكانوا جميعهم يلتقون في مزرعة ويروجون لأفكار تنظيم الدولة الإسلامية.
ونفى المتهمون الثلاثة التهم المنسوبة إليهم، وقالوا لرئيس المحكمة إنهم «غير مذنبين».
وقرر رئيس المحكمة تأجيل جلسة المحاكمة إلى الأحد المقبل للاستماع لشهود النيابة.
وخلال الحرب الإرهابية التي تشن على سورية منذ سنوات توافد الآلاف من الإرهابيين العرب والأجانب إلى البلاد من دول عربية وأجنبية لقتال الجيش العربي السوري، وعمل عدد من الدول المجاورة خصوصاً تركيا من أراضيها ممراً لهؤلاء الإرهابيين إلى سورية.
وأبو رويس أردني من أصل فلسطيني قام في السادس من تشرين الثاني بطعن أربعة أردنيين بينهم دليل سياحي ورجلا أمن وثلاثة سياح مكسيكيين وسائحة سويسرية في جرش، وقد يحكم عليه في حال إدانته بالسجن مدة 20 عاماً.
وتجذب محافظة جرش التي تضم آثاراً رومانية تعود إلى حقبة ما قبل الميلاد مع مسارح ومدرجات وأعمدة وحمامات وشلالات وأسوار، مئات الآلاف من السياح سنويا.
ويعتمد اقتصاد الأردن البالغ عدد سكانه نحو عشرة ملايين نسمة وتشكل الصحراء نحو 92 بالمئة من مساحة أراضيه، إلى حدّ كبير، على دخله السياحي الذي يشكل نحو 14 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي.
ويقوم نحو خمسة ملايين سائح سنوياً بزيارة عشرات المواقع السياحية أبرزها مدينة البتراء الأثرية، وصحراء وادي رم والبحر الميت والمغطس حيث موقع عماد السيد المسيح وجرش وعجلون.
وتجاوز الدخل السياحي للأردن العام الماضي خمسة مليارات دولار، حسب وزارة السياحة الأردنية.