تسريبات لبنود «صفقة القرن» تضع إسرائيل بحالة تأهب في الضفة الغربية … عريقات: الصفقة «بلفور ثان».. أبو ردينة: لا تفاوض من دون القدس
| وفا- معا- سانا- روسيا اليوم
أجبرت تسريبات لبعض بنود ما يسمى صفقة القرن قوات الاحتلال الإسرائيلي على رفع حالة التأهب في الضفة الغربية، وذلك مخافة اندلاع مواجهات واحتجاجات، وذلك مع تأهب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطرح «الصفقة» الخاصة بتسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني خلال اليومين المقبلين، في وقت أكد فيه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن «صفقة القرن» مرفوضة ولا بديل عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، واصفاً الصفقة بوعد بلفور ثان سيفشله الفلسطينيون بصمودهم وتشبثهم بأرضهم.
فقد رفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلية مستوى التأهب في الضفة الغربية أمس الأحد، وذلك بعد تسريبات لبعض بنود «صفقة القرن».
الإجراء الإسرائيلي جاء وسط مخاوف من اندلاع مواجهات واحتجاجات، أو حتى هجمات على خلفية النوايا الأميركية لنشر تفاصيل «صفقة القرن» في البيت الأبيض خلال الأيام القادمة.
في غضون ذلك، ألغى رئيس أركان كيان الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ندوة مخصصة لضباط الجيش برتبة عميد، بسبب التوتر المرتقب، واكتفى بجولة ميدانية وصل خلالها للاطلاع عن كثب على الأنشطة التي تقوم بها قوات الأمن.
ونشرت هيئة البث الإسرائيلية مساء السبت، النقاط الرئيسة التي قيل إنها تعود إلى صفقة القرن وقالت الهيئة إن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحتوي على بنود رئيسة منها:
ضم 30 بالمئة من أراضي الضفة الغربية لإسرائيل، وضم المستوطنات الكبرى بالضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية، وإخلاء المستوطنات «غير القانونية» بالضفة الغربية، إضافة إلى تبادل أراض بين الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، بدلاً من تلك التي ضمتها بالضفة.
وبالنسبة للدولة الفلسطينية فستكون حسب « التسريبات» منزوعة السلاح على مساحة 70 بالمئة من أراضي الضفة الغربية، مع إعطاء حرية العمل العسكري الإسرائيلي في مناطق الدولة الفلسطينية.
وبالنسبة للقدس تشير التسريبات إلى إبقاء المناطق المقدسة بالقدس تحت السيادة الإسرائيلية، ونقل بعض الأحياء الفلسطينية بالقدس للسيادة الفلسطينية.
كما تؤكد التسريبات الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، ونزع سلاح قطاع غزة.
في غضون ذلك أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن «صفقة القرن» مرفوضة ولا بديل عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
ونقلت وكالة وفا عن عريقات قوله أمس إن «صفقة القرن» وعد بلفور ثان سيفشله الفلسطينيون بصمودهم وتشبثهم بأرضهم مشدداً على ضرورة وقوف المجتمع الدولي في وجه المخططات الأميركية والإسرائيلية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية.
وأشار عريقات إلى استمرار العمل مع مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لتحمل مسؤولياتها تجاه من يريد تدمير القانون الدولي والشرعية الدولية.
إلى ذلك أعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أن القيادة ستعقد سلسلة اجتماعات على كافة المستويات، للإعلان عن رفضها القاطع لأي تنازل عن القدس.
وذكرت وكالة «وفا»، أن القيادة ستدرس الخيارات كافة بما فيها مصير السلطة الوطنية، وإن «صفقة القرن» لن تطبق من دون موافقة الشعب الفلسطيني.
وطالب أبو ردينة العالم العربي، بالوقوف إلى جانب الموقف الفلسطيني، الذي يشدد على أنه لا سلام ولا خطة ولا تفاهم ولا تفاوض من دون القدس.
وحذر أبو ردينة من «تداعيات خطيرة للغاية على المنطقة وبلبلة قد لا تحمد عقباها، في حال تم تطبيق صفقة القرن، التي من خلالها يحاول كل من نتنياهو وترامب إخراج نفسيهما من أزمتيهما الداخليتين على حساب القضية الفلسطينية».
بدوره جدد المجلس الوطني الفلسطيني رفضه لأي مخططات أو صفقات أو محاولات للمس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني والتي نصت عليها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وكفلتها مبادئ وأحكام القانون الدولي.
وطالب المجلس في بيان أمس المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية لمواجهة «صفقة القرن» وأي مخطط ينتهك الحقوق الفلسطينية في تقرير المصير وحق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ودعا المجلس الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياته التي نص عليها الميثاق في الدفاع عن القرارات الأممية واتخاذ الإجراءات القانونية لمساءلة كل من ينتهك هذه القرارات.
إلى ذلك أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية ودعم المقاومة في وجه الاحتلال الإسرائيلي لإفشال صفقة القرن التي ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وأوضحت الجبهة في بيان لها أن تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيعلن عن الصفقة قبل يوم الثلاثاء القادم يحمل في طياته الضوء الأخضر لسلطات الاحتلال لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية الاستيطانية بضم الأغوار وأنحاء واسعة من الضفة الغربية وتهويد القدس وطمس معالمها العربية الفلسطينية.
ودعت الجبهة إلى عدم الاكتفاء باستنكار وإدانة صفقة القرن مشددة على ضرورة دعم مقومات صمود الشعب الفلسطيني حتى نيل كامل حقوقه الوطنية التي كفلتها القوانين الدولية.
وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي ذكر السبت أثناء لقاء جمعه مع وزير الدولة لشؤون الإعلام، أمجد عودة العضايلة، وممثلين عن وسائل الإعلام، أن عمّان لم تتلق أي معلومات عن «صفقة القرن» سوى ما ورد في وسائل الإعلام، لافتاً إلى أن معظم أو جميع وزراء الخارجية الأوروبيين والعرب قالوا إنهم لم يطلعوا بعد على خطة السلام الأميركية هذه.
وأوضح الصفدي أن تلك الثوابت بالنسبة لأمن المملكة القومي هي «مسائل اللاجئين والقدس والحدود»، مشيراً إلى أن الأردن لن يكون جزءاً في تنفيذ صفقات مضرة بمصالحه، وتابع: «لن نرسم حدوداً ولن نقبل التجنيس».
ووصف صفدي المزاعم عن عزم المملكة التوجه نحو التراجع عن قرار فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية، والذي اتخذ في عام 1988، بأنها ليست سوى تكهنات لا أساس لها من الصحة، مؤكداً أن هذه المسألة لم تطرح «لا سابقاً ولا حالياً» محذراً من أن القادم لن يكون سهلاً، سواء على الأردن أو على المنطقة.
من جانب آخر أصيب فلسطيني أمس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال قطاع غزة المحاصر.
وذكرت وكالة معا أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي باتجاه المزارعين الفلسطينيين شرق بلدة بيت حانون شمال القطاع ما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح.
في وقت جدد فيه أكثر من مئتي مستوطن إسرائيلي اقتحام المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال.
وذكرت وكالة وفا أن 213 مستوطناً اقتحموا الأقصى من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.