من دفتر الوطن

أنا و… ترامب!

| عصام داري

سأوجه كلامي مباشرة للسيد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، ولا أظن أن هناك ما يمنعني من ذلك، خاصة أنني أعتبر السيد ترامب عدوي الشخصي الذي قد أقاضيه حتى أمام المحاكم الأميركية التي يقولون لنا إنها عادلة.
المهم أن يصل هذا الكلام للرئيس الأميركي، وأن يكون هناك من يترجمه نصاً وروحاً من دون تأويل وتزوير وتحريف، فهناك قرارات دولية فقدت معناها عندما ترجمت على ذوق بعض الناس والدول، وكان الحق ضحية تلك الترجمات!.
السؤال الملح الذي لا يفارقني وأرغب بشدة في تلقي الإجابة عنه هو: مع من تخوض الحرب في سورية؟هل مع نظام الحكم الذي لا يعجبك أم مع السوريين؟
سأخبرك بكل الصدق أنك تخوض حربك معنا نحن الشعب السوري بكل فئاته وعقائده الدينية وتفرعاته العرقية، باستثناء قلة ممن باعوا أرواحهم وأنفسهم للشيطان، وعليك سيدي الرئيس أن تسأل الناس من ذلك الشيطان!
أنا وكل إخوتي السوريين نعيش دون خط الفقر الوهمي الذي وضعه خبراء العالم، ودون خط الفقر يعني أن الأسرة الواحدة تعيش على راتب لا يكفيها لشراء الخبز، وعلى هذه الأسرة أن تعيش على الكفاف لأنك – سيدي الرئيس– فرضت حصاراً خانقاً على الشعب السوري برمته، ومنعت عنه الغذاء والدواء والنفط، ولو استطعت لحرمتنا من الهواء، في حين أنك تعلن صراحة أنك وضعت يدك على نفطنا وأنك ستتصرف فيه كما يحلو لك، فما التسمية المناسبة لهذه العملية؟ دعني أذكّرك بكلمة لصوصية وسرقة وقرصنة وبلطجة، أرجو أن يترجموا لك هذه الكلمات.
أريد حصتي من النفط السوري المنهوب، أريدها منك شخصياً، فأرجو ألا تتأخر في إيصالها لي بأي وسيلة، مع علمي أنك تقاطع البنوك التي تتعامل مع المصارف السورية، لذا أقترح عليك أن تأتي إلى دمشق وتحضر أموالي قبل أن أموت جوعاً نتيجة حصارك وعقوباتك، وتستطيع أن تأتي بطائرتك الرئاسية وتحط في مطار دمشق الدولي.
سأصطحبك إلى مقهى النوفرة خلف الجامع الأموي، هناك سأدعوك إلى تناول القهوة على صوت الأذان، وسأتجول معك في دمشق القديمة، أول عاصمة مأهولة في العالم، هنا مرت حضارات راقية لا تعرف عنها شيئاً، فأنت لا تؤمن إلا بالحضارة الأميركية القائمة على الصناعات الثقيلة والخفيفة وسوبرمان وهوليوود، والقنابل الفتاكة متعددة الأسماء من النووية إلى العنقودية وصولاً إلى صواريخ كروز وتوماهوك التي توزعونها على عباد اللـه في العالم المسحوق.
سأصطحبك إلى السوق الطويل حيث مضى بولس الرسول قبل أن ينتقل إلى أوروبا للتبشير برسالة السيد المسيح، سأعرفك على كنيسة حنانيا التي يقولون إنها أقدم كنيسة في العالم، وسأدعك تتبضع من سوق الحميدية، وأنصحك بالبروكار الدمشقي النفيس الذي أهدته دمشق للملكة البريطانية الحالية إليزابيث وارتدته يوم زفافها.
إنها جولة سياحية في وطن الحضارات قد لا تتكرر، ولا تصطحب معك حرسك الخاص، فالوضع في دمشق آمن أكثر مما هو آمن البيت الأبيض حيث تتحكم بالعالم وتعاقب دولاً وشعوباً كل ذنبها أنها تعشق الحرية، في حين صار تمثال الحرية في نيويورك مجرد رمز للظلم والطغيان وخنق الشعوب.
هل ستأتي سيدي الرئيس؟ إنني أنتظر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن