ثقافة وفن

أعمال قليلة بأضعف الإمكانات والأجور … موسم 2020… المعطيات متشابهة والمستويات متفاوتة وهبوط كبير في الكم والكيف

| وائل العدس

شهدت الساحة الفنية خلال الموسم الماضي صعوداً للدراما الرمضانية السورية، على مستوى الكم والكيف، ما دفع النقاد للتبشير بمواسم مقبلة أكثر تميزاً، غير أن ذلك الصعود ما لبث أن استحال إلى هبوط كبير في موسم الدراما الرمضاني للعام الجاري، ما يدفعنا لمحاولة البحث عن أسباب ذلك التراجع غير المتوقع.
الدراما السورية في موسم رمضان 2019 شهدت تحولاً لافتاً، لم يقف عند حدود الخروج من قالب المسلسل بالشكل الذي أصبح نمطياً ومتوقعاً، أو الوجوه التي تتكرر سنوياً بنفس الشكل والطبيعة، بل حدثت طفرة موازية في عناصر الديكور والموسيقا التصويرية والملابس، بالتزامن مع صعود عدد كبير من الممثلين الجيدين والكتّاب والمخرجين.

وقد تميزت الأعمال الدرامية بتقديم مجموعة من المسلسلات الدرامية معتمدة على نجوم الصف الأول والمبدعين في مجالات الإخراج والكتابة، إضافة إلى عدد من المسلسلات التي قدمت محتوى جيداً ومناسباً لجميع فئات المجتمع، محققة نجاحاً كبيراً.
كما شهدت الأعمال الدرامية العام الماضي عودة عدد من النجوم، كما شهدت ظهور وجوه جديدة تتمتع بالموهبة واستطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً مع الجمهور.
لكن الموسم الحالي يمكن اعتباره عام الانتكاسة للدراما السورية بعد الانتعاش السابق، مع موسم كشف الجميع من الناحية الفنية على كل المستويات.
المعطيات تتشابه حتى الآن وبالتالي فإن النتائج ستتشابه، أما الموضوعات التي ستتناولها المسلسلات فلم تأت من خارج المقرر.
وطبعاً المستويات ستكون متفاوتة بلا شك، ولكن هذا التفاوت لن يكون كبيراً، وينبغي من باب الإنصاف الإجمال أيضاً بالقول إن الموسم كان مرهقاً جداً لصنّاعه من الفنانين والفنيين تحديداً؛ الذين كان مطلوباً منهم الالتزام بمعادلة «أضعف الإمكانات وأضيق وقت وبأقل أجور».

قبل ثلاثة أشهر
حوالي ثلاثة أشهر متبقية ليطل علينا الشهر الكريم، والدراما السورية لم تعلن حتى الآن إلا عن بضعة أعمال تعد على أصابع اليدين أو أكثر بقليل.
والغريب أكثر أن معظم الأعمال تدار من دون مسايرة التطور والحداثة وبعيداً من الأعين ومتطلبات التسويق من إعلان وإعلام، فبدت منغلقة على نفسها وكأنها تخبئ سراً خطيراً لا تريد البوح به.
إذاً، كل ما صور وسيصور يتجاوز عشرة أعمال بقليل، منها أربعة أعمال شامية وعملان بوليسيان ومثلهما اجتماعيان، وعمل واحد كوميدي ومثله تاريخي وبدوي.
البداية من المسلسل التاريخي «حارس القدس» من تأليف حسن م يوسف وإخراج باسل الخطيب وبطولة رشيد عساف وسامية الجزائري وصباح الجزائري وسليم صبري ونادين قدور وإيهاب شعبان وغسان عزب ويحيى بيازي وأمير برازي وسالم بولس وليا مباردي وسيزار القاضي وجمال نصار وجيما دريوسي وربا الحلبي وسوسن أبو عفار.
العمل يتحدث عن سيرة المطران الراحل هيلاريون كبوجي الذي تميز بمواقفه الوطنية والنضالية على مستوى الوطن العربي وخاصة القضية الفلسطينية ما جعل من حياته أشبه بأسطورة بما تضمنته من مواقف مشرفة وأصبح يمثل نموذجاً لرجل الدين الحقيقي المعبر عن جوهر الإيمان في محبة الوطن والحق والخير.
ويمتد العمل على مساحة تاريخية كبيرة تبدأ من عام 1933 حتى عام 2017 إضافة إلى أحداث عاصرها المطران كبوجي من النكبة والنكسة وحرب تشرين التحريرية إضافة إلى أحداث لبنان وبعدها الحرب على سورية، حيث ظل كبوجي يناضل من أجل وطنه سورية حتى عندما كان منفياً في إيطاليا داعماً شعبه وجيشه ووطنه.
بالانتقال إلى دراما البيئة الشامية، نجد مسلسل «سوق الحرير» (سوق النسوان سابقاً) من تأليف حنان المهرجي وإخراج مؤمن الملا وبطولة بسام كوسا وسلوم حداد وقمر خلف وكاريس بشار ونادين تحسين بيك ورنا كرم وسهير الفهد وفادي صبيح.
ويقوم العمل على قصة شائقة تتمثل بقصة رجل متزوج من أربع نساء، تلد اثنتان من زوجاته في يوم واحد ولكن إحداهما تموت أثناء الولادة. على حين تتوه الأخرى بتحديد هوية مولودها من مولود ضرتها. ويغادر شقيق هذا الرجل الحارة منذ الصغر، ليعود إليها بعد زمن طويل فاقداً للذاكرة ليبدأ باستعادتها شيئاً فشيئاً عند عودته للحارة، ليقع في مشكلة كبيرة عندما يحاول أهل الحارة تزويجه من فتاة يكتشف لاحقاً أنها ابنة أخيه فيقع في مشكلة كبرى تثير المزيد من التشويق في العمل.
العمل الشامي الثاني هو «بروكار» من تأليف سمير هزيم وإخراج محمد زهير رجب وبطولة سلمى المصري ومها المصري ونادين خوري وسعد مينة ورنا الأبيض وسليم صبري وتولاي هارون وعبد الهادي الصباغ وزهير رمضان وقاسم ملحو ومعن عبد الحق وصفوح ميماس وباسل خليل وأيمن بهنسي وعلاء قاسم ورائد مشرف ووائل زيدان ويزن خليل وزينة بارافي.
المسلسل شامي بوليسي رومانسي تدور أحداثه في عام 1942 في أحد أحياء دمشق القديمة التي فيها مشغل لصناعة البروكار، يديره زعيما الحارة المختلفان تماماً في كل شيء وهما «أبو النور» و«عزمي بيك»، الأول يزود المشغل بخيط الذهب والثاني يزود المشغل بخيط الفضة، كما يتطرق المسلسل للجانب الرومانسي من خلال قصة حب تجمع ابن عزمي بيك بابنة الزعيم أبو النور وتقابل هذه العلاقة معارضة شديدة من قبل الأهل، كما يتطرق المسلسل للمقاومة ضد الاحتلال الفرنسي خلال تلك الفترة من خلال شخصية «الهمشري» الذي يواصل بشكل متكرر إذلاله للجنود الفرنسيين رغم توقيع وجهاء الحارة على اتفاق هدنة يتضمن عدم تعرض أي طرف للآخر مهما كانت الأسباب فيتسبب بردة فعل قوية من الفرنسيين تقلب أحداث المسلسل رأساً على عقب.
المسلسل الشامي الثالث هو «باب الحارة» بجزئه الحادي عشر من تأليف مروان قاووق وإخراج محمد زهير رجب، ولم يتم حتى الآن الكشف عن الممثلين المستمرين والمنضمين إلى الجزء الجديد.
رابع الأعمال الشامية هو «حرملك» بجزئه الثاني الذي انطلق تصويره في أبو ظبي يوم أمس، وهو من تأليف سليمان عبد العزيز وإخراج تامر إسحق وبطولة صفاء سلطان ورنا الأبيض وباسم ياخور وقيس الشيخ نجيب ومحمد الأحمد وجيني إسبر وهبة نور ويزن السيد وأحمد الأحمد ومحمد خير الجراح وروعة ياسين وطلال مارديني والممثلة التونسية درّة.
كما تضم قائمة أعمال 2020 مسلسل «مقابلة مع السيد آدم» من تأليف وإخراج فادي سليم وبطولة غسان مسعود، رنا شميس، تولين البكري، محمد الأحمد، يزن السيد، دانا جبر، مصطفى المصطفى، جيانا عنيد، إضافة إلى الممثلة المصرية منة فضالي.
العمل بوليسي شائق، يرصد قصة واحد من أشهر الأطباء الشرعيين وقد تفرّغ لعمله كأستاذ جامعي معتزلاً مهنة الطب الشرعي، لكن وقوع جريمة غامضة لفتاة مصرية تعيش في سورية تدفع الجهات الجنائية إلى الاستعانة بخبراته، وبعد إصرار، يوافق كي يتمكن بخبرته من تحديد طريقة أسباب الوفاة، ويلمس دلائل وبراهين تشير إلى المتورطين.
لكن المجرمين يسارعون لممارسة ضغط كبير على الطبيب كي يغيّر تقريره، فيقومون بخطف طفلته التي تعاني متلازمة داون ويهددونه، فيغيّر التقرير ليعيدوا له الطفلة التي تموت بعد يوم واحد بسبب نقص في الدواء، فيخفي نبأ وفاتها ويبدأ مشواره الانتقامي في مطاردة الناس الذين قتلوا ابنته والقصاص منهم واحداً تلو الآخر حتى نهاية المسلسل.
المسلسل البوليسي الثاني هو «الجوكر» من تأليف ماجد عيسى وإخراج جمال الظاهر وبطولة وائل رمضان ورنا الأبيض وعبير شمس الدين وسليم صبري وتولاي هارون ووائل زيدان وكرم الشعراني وعهد ديب وجوان خضر.
تدور الأحداث في إطار بوليسي حول عدد من الجرائم التي تقع داخل جامعة.
وفي عودة إلى الدراما البدوية، نجد مسلسل «صقار» من تأليف دعد ألكسان وإخراج شعلان الدباس وبطولة رشيد عساف، رنا الأبيض، روعة ياسين، رنا العضم، فيلدا سمور، قمر خلف، نور علي، بلال مارتيني، فاتن شاهين، جمال العلي، ديمة الحايك، مريم علي، محمد المجالي، خالد نجم، ناريمان عبد الكريم.
العمل بدوي تدور أحداثه في مضارب البادية وتستعرض تفاصيل قيمها وبنية مجتمعها وبيئتها، كأرضية للصراعات الدرامية الشائقة بين الحب والغدر والثأر، والذكاء والمكر، والدسائس في مقابل الفروسية.
وقد أكد عساف صاحب شخصية «صقار» أن العمل مثير وجميل، وسيذكر الجمهور بالمسلسل الشهير «راس غليص».
كوميدياً، يستعد المخرج باسم عيسى لتصوير الجزء الخامس عشر من مسلسل بقعة ضوء في دمشق في أولى تجاربه الإخراجية، والعمل من تأليف مجموعة من الكتّاب وبطولة عدد من الممثلين عرف منهم حتى الآن سامية الجزائري وصفاء سلطان وعبير شمس الدين ويمان إبراهيم وعاصم حواط.
مسلسل «يوماً ما» مسلسل اجتماعي رومانسي يجمل بعض الجوانب المتعلقة بالأكشن، من تأليف وإخراج عمار تميم وبطولة جيني إسبر وجوان خضر وعبير شمس الدين وروعة ياسين وزهير رمضان وأمانة والي.
ويتحدث المسلسل عن عائلة ضابط يتعرض لمشكلة، ونتيجة لهذه المشكلة تهرب إحدى بناته بسبب حادثة وقعت ودفعت الفتاة للضياع في المنطقة، فتجدها منجمة وتأخذها لتعيش في مناطق الغجر، وتوجد أحداث كثيرة تحصل مع الفتاة وأحداث أخرى مع هذه العائلة التي فقدت ابنتها، إضافة لوجود قصة حب في المسلسل.
آخر الأعمال هو مسلسل «ومن الحب» تأليف تليد الخطيب وإخراج السدير مسعود في أولى تجاربه الإخراجية في الدراما التلفزيونية، وهو عبارة عن مسلسل اجتماعي شبابي لم يتم تحديد أبطاله حتى الآن.
ومن الأعمال التي لم يتأكد إنتاجها حتى الآن، مسلسل للمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني من تأليف بسام جنيد وإخراج عبد الغني بلاط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن