سورية

أيّ انتصار للجيش ومحور المقاومة بالمنطقة يعزز صمود الفلسطينيين ضدها … عبد المجيد: إفشال المشروع المعادي لسورية هو البداية لإفشال «صفقة القرن»

| مازن جبور

شدد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، خالد عبد المجيد، على أن أي انتصار للجيش العربي السوري وأي تقدم لمحور المقاومة في مواجهة المشروع الأميركي في المنطقة، يساهم بشكل مباشر في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ضد «صفقة القرن»، لافتاً إلى الترابط بين سورية والقضية الفلسطينية عبر التاريخ، ومؤكداً أن إفشال المشروع المعادي لسورية هو البداية لإفشال «الصفقة».
وفي تصريح لـ«الوطن»، اعتبر عبد المجيد، أن التصريحات الأميركية بخصوص «صفقة القرن»، تعبر عن إمعان الولايات المتحدة في انتهاج السياسات المعادية للقضية الفلسطينية ولقضايا أمتنا العربية.
وقال: «نعتبر الإعلان عنها محاولة لدعم نتنياهو والكيان الصهيوني، ومقدمة لخطوات من قبيل خطواتهم السابقة الاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان وضم الجولان المحتل».
وشدد عبد المجيد على أنه و«نظراً لهذه المواقف المعادية نؤكد أن الشعب الفلسطيني والأمة العربية يجب أن يخطوا خطوات باتجاه مواجهة هذه الصفقة لأن خطرها سيصيب الأمة العربية بمجملها»، محذّراً من الخطوات التي تنتهجها بعض الدول العربية على صعيد التطبيع مع كيان الاحتلال.
وقال: «نحن كقوى مقاومة فلسطينية سياسية وعسكرية نقف موقفاً موحداً في مواجهة هذه الصفقة، التي لا يمكن أن تمر مادام لا يوجد هناك أي غطاء فلسطيني لها».
وأضاف: «بغض النظر عن التواطؤ والتآمر من قبل بعض الأنظمة العربية فإن الموقف الفلسطيني الموحد برفض صفقة القرن هو الذي سيقف أمام الخطوات القادمة بخصوصها».
وأكد عبد المجيد، أن الشعب العربي الفلسطيني سيجدد مقاومته في المرحلة القادمة، وأن الصفقة لن تمر مهما حاولت الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني، في ظل الانتصارات التي تحققت في سورية بإفشال المخطط الامبريالي الصهيوني الرجعي، وفي ظل صمود وانتصارات محور المقاومة التي أكدت أنها قادرة على إحباط تلك المشاريع التي تستهدف أمتنا والقضية الفلسطينية.
وشدد على أن أي انتصار للجيش العربي السوري وأي تقدم لمحور المقاومة في مواجهة المشروع المعادي الذي تقوده أميركا في المنطقة، يساهم بشكل مباشر في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وفي أن يكون السد المنيع أمام «صفقة القرن» وأمام أي عدوان يستهدف القضية الفلسطينية.
وقال: «نحن في ترابط كامل مع سورية، وهذا الترابط الوطني والقومي بين سورية وقضية فلسطين عبر التاريخ يتجسد أكثر فأكثر خلال المرحلة القادمة، لأن إفشال المشروع المعادي على الساحة السورية هو البداية لإفشال مشروع صفقة القرن».
وأضاف: «علينا كفلسطينيين دور أساسي في المواجهة مع الاحتلال، لكننا نعتقد أن صمود وانتصارات سورية ومحور المقاومة قادرة بشكل مباشر على عرقلة أية مشاريع أميركية أو صهيونية تستهدف فلسطين والمنطقة».
الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وفي رده على سؤال فيما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد نسق مع حلفائه في دول الخليج ودول المنطقة بخصوص «الصفقة»، قال: «هناك عدد من الدول العربية التي تتناغم وتتآمر مع أميركا، فالصفقة أعلنت بالرياض في بداية ولاية ترامب بحضور أكثر من 50 رئيساً وزعيماً عربياً وإسلامياً».
وأشار إلى أن ترامب كان يعتقد أن بمقدوره تمريرها، لكن مرت سنوات طويلة وبالرغم من الاعلانات المتكررة عنها، إلا أن تفاصيلها لم تعلن بشكل كامل، وقال: «الحل المطروح على الفلسطينيين هو حل اقتصادي لا حل سياسي يعطي للكيان الصهيوني السيادة والأمن على فلسطين ويعطي للفلسطينيين إدارة ذاتية ويصفي قضية القدس وقضية حق العودة ويعترف بيهودية الدولة وغيرها من الخطوات التي ستتخذها الإدارة الأميركية وتواطأت بشأنها مع عدد من الدول العربية».
وأضاف: «العلاقات الحميمية والتحالفية بين الولايات المتحدة وبعض الدول العربية لن تفيد الإدارة الأميركية ولا الكيان الصهيوني الذي يجاهر علناً بتطبيعه مع تلك الدول ويعتقد واهماً أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من التطبيع مع هذه الأنظمة الرجعية». وتابع: «من دون غطاء فلسطيني وقومي عربي يتمثل بالموقف الوطني الفلسطيني وبموقف محور المقاومة لا يمكن لأي حل أن يمرر لا على فلسطين ولا على المنطقة».
وبعد أن أعرب عبد المجيد عن عدم تشاؤمه، أوضح أن الإدارة الأميركية تعيش مأزقاً داخلياً بسبب محاكمة ترامب وتعيش أيضاً مأزقاً في المنطقة بعد أن وجهت لها صفعات عديدة من قبل محور المقاومة، في حين يعيش الكيان الصهيوني مأزقاً داخلياً بسبب الانتخابات.
وقال: «نحن نعرف أن المجتمع الصهيوني يعيش مأزقاً وجودياً وأن هناك حالة كبيرة من القلق والخوف لديه، وبالتالي لا يمكن أن تمرر في ظل هذه الأوضاع والمشاكل أية خطوات بالنسبة لصفقة القرن»، مضيفاً: «شعبنا الفلسطيني أمام مسؤولية كبيرة في المواجهة الآن، وسيفشل صفقة القرن في المرحلة القادمة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن