الجيش التركي تحدث عن حادث جوي جديد … أنقرة تطلب تنسيقاً مع وزارة الدفاع الروسية
وكالات :
عقب تصعيد حاد من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حيال موسكو، طلبت الحكومة التركية تنسيقاً مع وزارة الدفاع الروسية واتبعت خط التهدئة مع موسكو. وحرص رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بعد تصعيد أردوغان أمس الأول على التأكيد أن بلاده «لا تريد توتراً مع روسيا» التي ترتبط بها بعلاقات تجارية وثيقة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «المجال الجوي التركي هو بالطبيعة أيضاً المجال الجوي للحلف الأطلسي»، وإن حذر بأن تركيا «لن تقدم تنازلات» في ما يتعلق بانتهاك الطائرات الحربية الروسية لمجالها الجوي على الحدود السورية.
وقال: «إننا نبحث (الانتهاكات لأجواء تركيا) مع الطرف الروسي بطريقة صريحة وودية.. ونتوقع من روسيا أن تأخذ بهواجس تركيا الأمنية».
وزعم داود أوغلو متحدثاً للصحفيين، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية، أن غارتين روسيتين فقط استهدفتا تنظيم داعش في سورية متهماً موسكو بتركيز ضرباتها الجوية على الفصائل المعارضة الأخرى في هذا البلد، لافتاً إلى أن هذه الأرقام صادرة عن الاستخبارات العسكرية التركية.
لكن هذه الاتهامات لم تمنع رئيس الورازء التركي من اقتراح تعاون مع روسيا لضرب داعش، إذ خاطب روسيا قائلًا: «إذا كان الغرض مواجهة داعش، فلنواجهه جميعنا معًا، لكن إذا كانت العملية تُنفذ على المدنيين والمعارضة المعتدلة قرب الحدود التركية، بشكل يؤدي إلى موجات لجوء جديدة، فهذا يعني أن هناك مسألة خطرة للغاية، وعلينا جميعاً أن نجلس معًا ونناقشها».
على خط متصل قال متحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم: إن تركيا ستعتبر أي انتهاك آخر لمجالها الجوي من جانب طائرات حربية روسية تهديداً لكنها تنظر بشكل إيجابي لعرض روسي بالاجتماع ومناقشة القضية. وقال المتحدث عمر جيليك للصحفيين، وفقاً لوكالة الأنباء «رويترز»: «نرى أن عرض روسيا للجلوس معاً والتفسير أمر إيجابي. روسيا صديق، لكن إذا تواصلت التوغلات فسنعتبر ذلك تهديداً وليس مسلكاً ودياً». وبدورها أعلنت الخارجية التركية عن استعدادها إجراء محادثات مع الجيش الروسي في أنقرة لبحث عدد من الإجراءات لتجنب تكرار خرق المجال الجوي التركي، حسبما ذكر موقع قناة «سكاي نيوز عربية».
ودخلت طائرات روسية المجال الجوي التركي مرتين مطلع الأسبوع وتقول تركيا: إن طائرة «ميغ 29» مجهولة تعرضت لطائراتها يوم الإثنين ما دفع وزارة الخارجية إلى استدعاء السفير الروسي ثلاث مرات للاحتجاج.
وسوغت وزارة الدفاع الروسية تلك الحوداث بـ«سوء الأحوال الجوية» في سورية. وأعرب المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف عن تمنياته بألا تتسبب حادثة انتهاك الأجواء التركية، في حدوث ضرر بالعلاقات بين موسكو وأنقرة.. القوية والمتجذرة». وفي موسكو كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية الميجور جنرال إيغور كوناشينكوف أن وزارة الدفاع التركية اقترحت على روسيا ضرورة أن يشكل الجانبان مجموعة عمل مشتركة لتنسيق التحركات المتصلة بالغارات الجوية الروسية في سورية. وقال كوناشينكوف لوكالات أنباء روسية: إن الوزارة التركية قدمت الاقتراح لمسؤول عسكري روسي في السفارة الروسية بإسطنبول. إلا أن الحوادث الحدودية لم تتوقف، إذ أعلن الجيش التركي أن أنظمة صواريخ مقرها سورية تعرضت لمقاتلات تركية أمس الأول الثلاثاء أثناء قيام ثماني مقاتلات إف-16 بدورية على الحدود مع سورية. ودخلت دول البلطيق على خط الأزمة بين روسيا وتركيا، إذ اعتبر ليناس ينكفيتشيوس وزير خارجية ليتوانيا، إحدى هذه الدول التي تتبع خطاً متشدداً حيال موسكو، أن «روسيا بانتهاكها للأجواء التركية تلعب بالنار، وقد تتسبب بأحداث مأساوية، هذا وقد يتم استهداف أي طائرة تنتهك أجواء حلف الناتو».
وأضاف ينكفيتشيوس في تصريحات إذاعية مساء الثلاثاء، نقلتها وكالة الأناضول التركية للأنباء: «لا أجد أي معنى لانتهاك الطائرات الروسية للأجواء التركية، فالعلاقات التركية الروسية قوية، لذلك فإن ما قامت به روسيا يعتبر أمراً محيِّراً». وأشار إلى أن «روسيا تمارس الخديعة وتتبع تكتيكات قديمة»، مضيفاً: «إلا أن حلف الناتو يراقب التطورات عن كثب، وهذه المرة لن يستطيع أحد التحمل».