ترامب أعلن «صفقة القرن»: القدس عاصمة غير قابلة للتجزئة لإسرائيل.. والبيت الأبيض: دولة فلسطينية منزوعة السلاح … الرئيس الفلسطيني: مؤامرة لن تمر والصفقة نهاية وعد بلفور
| وكالات
بعد سنوات من التكهنات، والتحشيد والترويج لها بشتى السبل، ووسط رفض فلسطيني مطلق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملامح ما يسمى «صفقة القرن» المزعومة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، والتي تقوم على أسس «حل الدولتين بصورة واقعية» وعلى اعتبار القدس «عاصمة غير قابلة للتجزئة لإسرائيل»، مع الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين! على حين كشف البيت الأبيض أن الدولة الفلسطينية ستكون منزوعة السلاح!
وبعد دقائق من إعلان ترامب ملامح «صفقة القرن» خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمة له في رام اللـه نقل مقتطفات منها موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني رفض «صفقة القرن».
وقال عباس: «سنبدأ فوراً باتخاذ كل الإجراءات التي تبدأ بتغيير الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية»، مشدداً على أن «القدس ليست للبيع و«صفقة القرن» مؤامرة لن تمر»، ومضيفاً: «هذه الصفعة سنعيدها صفعات في المستقبل، ومعتبراً أن «هذه الصفقة نهاية وعد بلفور، وهي تستند إليه».
ترامب في مؤتمره الصحفي الذي كان يقف إلى جانبه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كشف حسب وكالة «أ ف ب» عن أن «صفقة القرن» تقترح ما سماه «حلاً واقعياً بدولتين»، وقال: إن «الفلسطينيين يستحقون حياة أفضل بكثير».
وأضاف عارضاً الخطة التي تتألف من 80 صفحة واعتبرها «الأكثر تفصيلا» على الإطلاق، أن «الدولة الفلسطينية المستقبلية» لن تقوم إلا وفقاً «لشروط» عدة بما في ذلك «الرفض الصريح للإرهاب».
وشدّد ترامب على أن القدس ستبقى «عاصمة إسرائيل غير القابلة للتجزئة»، وأن الدولة الفلسطينية المقبلة ستكون «متصلة» الأراضي، لكنه اقترح أن تكون هناك «عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية»، وأضاف إن واشنطن «مستعدة للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أراض محتلة» لم يحددها.
وفي إطار عرض خطّته اقترح ترامب تجميد البناء الإسرائيلي لأربع سنوات في المنطقة المقترحة للدولة الفلسطينية، ووصف خطّته بأنها «فرصة تاريخية» للفلسطينيين لكي يحصلوا على دولة مستقلة، مضيفاً: «قد تكون هذه آخر فرصة يحصلون عليها».
وقال ترامب الذي أعلن حضور سفراء سلطنة عُمان والإمارات والبحرين خلال إعلان خطته: إن «الفلسطينيين يعيشون في الفقر ويعانون العنف، ويتم استغلالهم ممن يسعون لاستخدامهم بيادق لنشر الإرهاب والتطرف» على حد زعمه.
وعلى الأثر أعلن نتنياهو أن واشنطن ستعترف بالمستوطنات كجزء من «إسرائيل»، وأضاف خلال مؤتمر صحفي في واشنطن: إنه لن يكون للاجئين الفلسطينيين الحق بالعودة إلى «إسرائيل»، بموجب خطة ترامب.
وقال: إنه مستعد للتفاوض مع الفلسطينيين حول «مسارٍ نحو دولة مستقبلا»، لكنه اشترط أن يعترفوا بـ«إسرائيل» كـ«دولة يهودية»، مؤكداً أن المشروع الأميركي سيمنح «إسرائيل» السيادة على غور الأردن.
وفي وقت لاحق، كشف البيت الأبيض في بيان، أن «صفقة القرن» تنص على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وجاء في بيانه: أن «الرؤية تنص على دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش بسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل، وتولي إسرائيل مسؤولية الأمن في منطقة غرب نهر الأردن».
ونشر البيت الأبيض خريطة للحدود المقترحة مستقبلاً للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية في إطار خطة ترامب، وتُظهر الخريطة 15 مستوطنة إسرائيلية في منطقة الضفة الغربية المتصلة بقطاع غزة بواسطة نفق، في حين قال السفير الأميركي في «إسرائيل» ديفيد فريدمان: إن «إسرائيل» يمكنها ضم مستوطنات الضفة الغربية «في أي وقت».
وقبيل إعلان ترامب، كان الرئيس الفلسطيني تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، تناول التداعيات المحتملة لإعلان تفاصيل «صفقة القرن» حسب وكالة «وفا».
كما جددت وزارة الخارجية الفلسطينية التأكيد على أن ما تسمى «صفقة القرن» مرفوضة وأنه لا تنازل عن الثوابت والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
وشددت الخارجية في بيان على أن حديث ترامب عن دولة فلسطينية لا يعدو كونه ذراً للرماد في العيون، مؤكدة أن مضمون صفقة ترامب-نتنياهو لا يتعدى كونه ترجمة أميركية لوعد بلفور ومحاولة إسرائيلية بلبوس أميركي لفرض سيطرة الاحتلال الإسرائيلي بالكامل على الضفة الغربية.
عزام الأحمد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، قال في تصريح لوكالة «الأناضول»: «حان الوقت للتحلل من كل الاتفاقيات المبرمة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، رداً على الصفقة الأميركية المزعومة (…) نحن نراهن على أنفسنا وقوة حقنا لإفشال الصفقة».
وتوالت أمس الدعوات الفلسطينية إلى الاشتباك مع الاحتلال في كل الساحات وبكلّ الأشكال في مواجهة «صفقة القرن»، في حين دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة إلى اعتبار يومي الثلاثاء والأربعاء يومي غضب، وقالت: إن الشعب سيواجه من خلال فعل ميداني واسع واشتباك مفتوح مع الاحتلال «صفقة القرن» التي ستسقط على صخرة المقاومة.