في أوّل المواقف الدولية.. موسكو: الأهم موقف الفلسطينيين … طهران: خطة إجبار وعقوبات.. وعمّان حذّرت من تبعات خطيرة
| وكالات
في وقت أكدت روسيا، أن الأهم فيما يسمى «صفقة القرن» هو موقف الفلسطينيين منها، واعتبرت إيران أنها اتفاق بين «النظام الصهيوني» وأميركا، وبالتالي هي «خطة إجبار وعقوبات»، حذرت عمّان من التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية «إسرائيلية» تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض.
في أول تعليق روسي رسمي على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما تسمى «صفقة القرن»، قال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن «الأهم هو موقف الفلسطينيين منها»، وأضاف: «سندرسها، والشيء الأهم هو أن يعبر الفلسطينيون والعرب عن موقفهم منها».
وقبيل إعلان الصفقة، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للصحفيين: «لا يمكننا قول أي شيء حتى نتعرف على المحتوى»، في حين قال وزير الخارجية سيرغي لافروف: إن واشنطن لم تطلع موسكو على تفاصيل «صفقة القرن»، مقترحاً أن تنضم اللجنة الرباعية الدولية إلى مناقشة وتحليل «صفقة القرن».
وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيرته وزيرة خارجية دولة جنوب السودان، آوت دنغ أكويل، في موسكو: «تواصلنا مع الولايات المتحدة ولم يعلمونا بتفاصيل هذه الصفقة… هم دائماً يحاولون حل المشكلة بضربة واحدة وبطريقة واحدة ويسعون إلى إيجاد حلول لقضايا عديدة عالمية، لكن هذا لا يأتي بنتائج إيجابية».
وتابع: «سمعنا تعليقات وتسريبات بخصوص هذه الصفقة وإذا كانت هذه التسريبات صحيحة فإننا نتحدث عن طريقة تسوية مختلفة عن تلك المعترف بها دولياً لحل القضية، وهذا النهج يختلف عما تم الاعتراف به على المستوى الدولي، بما فيها قرارات مجلس الأمن ومبادرات مدريد والمبادرة العربية».
على خط مواز، قال مستشار الرئيس الإيراني حسام الدين آشنا على موقع «تويتر»، حسب وكالة «رويترز»: إن «هذا اتفاق بين النظام الصهيوني وأميركا. التواصل مع الفلسطينيين ليس ضمن أجندته. هذه ليست خطة سلام ولكنها خطة إجبار وعقوبات».
وقبيل إعلان ترامب، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على «تويتر» وفق وكالة «فارس» الإيرانية: إن «على أدعياء حملة راية الديمقراطية وبدلاً من وهم صفقة القرن الفاشلة مسبقاً قبول الحل الديمقراطي الذي اقترحه قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام السيد علي الخامنئي وأن يجري استفتاء يقرر فيه جميع الفلسطينيين مستقبلهم».
بدوره، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني، وفق وكالة «سانا»، أن الخلافات بين دول المنطقة أعطت الجرأة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة في المضي قدماً والكشف عن تفاصيل ما تسمى «صفقة القرن» الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وفي السياق، وبعد إعلان ترامب، قال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، في بيان نقلته وكالة «سبوتينك»: «نحذر من التبعات الخطيرة لأي إجراءات أحادية إسرائيلية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، مثل ضم الأراضي وتوسعة المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وانتهاك المقدسات في القدس».
وأكد الصفدي، أن الأردن سينسق مع «الأشقاء في فلسطين» والدول العربية الأخرى للتعامل مع المرحلة القادمة في إطار الإجماع العربي، داعياً لإطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج الوضع في إطار شامل وضروري لاستقرار المنطقة وأمنها.
من جهته، قال المتحدث باسم جماعة «أنصار اللـه» في اليمن محمد عبد السلام، في تغريدة على «تويتر»، وفق «سبوتنيك»: إن «صفقة ترامب عدوانٌ أميركي سافر على فلسطين والأمة، وهي صفقة ممولة سعودياً وإماراتياً لتكريس الاحتلال الإسرائيلي واجتثاث القضية الفلسطينية».
ودعا عبد السلام، شعوب المنطقة إلى «تحمل مسؤولية التصدي لهذا الخطر ومواجهته بكل الوسائل الممكنة والمتاحة والمشروعة»، في حين قال رئيس اللجنة الثورية العليا في «أنصار الله»، محمد علي الحوثي: «مخطئ من يعتقد أن خطة ترامب الداعم والحليف الإستراتيجي للكيان الصهيوني، تقدم حلولاً حقيقية لإنهاء جرائم هو مشارك فيها أو أن يعيد أرضاً محتلة».
من جهته، أشار الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي للصحفيين، وفق وكالة «أ ف ب» إلى أن «وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً طارئاً السبت في مقر الجامعة العربية بحضور الرئيس الفلسطيني لبحث ما يسمى بصفقة القرن»، وأوضح أن «الاجتماع يُعقد بناء على طلب فلسطين».
في المقابل وتناغماً مع الإعلان الأميركي، قال المتحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون بعد اتصال هاتفي بين جونسون وترامب، وفق وكالة «رويترز»: إن «الخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط يمكن أن تكون خطوة إيجابية»، وأضاف: «ناقش الزعيمان اقتراح الولايات المتحدة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين والذي يمكن أن يثبت أنه خطوة إيجابية للأمام».