سورية

عشية مباحثات عسكرية بين الجانبين … واشنطن تربط التعاون الاستخباراتي ضد داعش بتخلي موسكو عن دعم الرئيس الأسد.. وروسيا تؤكد أن الولايات المتحدة تبحث عن ذريعة حتى لاتحارب الإرهاب

عشية مباحثات روسية أميركية عسكرية، أبدت موسكو انفتاحاً على مقترحات أميركية بشأن التنسيق لضرب مواقع تنظيم داعش الإرهابي في سورية، على حين وضعت واشنطن خطاً فاصلاً بين عدم التعاون مع روسيا في سورية بذريعة أنها تتبع «إستراتيجية معيبة» لقتال الإرهابيين هناك، وبين استعدادها لإجراء «مناقشات فنية بشأن سلامة الطيارين»، واشترطت لتحقيق التعاون الاستخباراتي بين تحالفها الدولي، وروسيا، لتنسيق ضربات لمواقع تنظيم داعش، تخلي موسكو عن دعمها للرئيس بشار الأسد. ورأت وزارة الدفاع الروسية في رفض واشنطن التعاون الأمني لضرب داعش تهرباً من محاربة الإرهاب.
فمن العاصمة الإيطالية روما، قال وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر: إن بلاده لن تتعاون عسكرياً مع روسيا في سورية لأن الإستراتيجية الروسية هناك «معيبة بشكل مأساوي»، لكنه أكد أن واشنطن مستعدة لإجراء مناقشات أساسية وفنية بشأن سلامة الطيارين. وأضاف كارتر الذي يقوم بجولة أوروبية بدأها من إسبانيا: «لسنا مستعدين للتعاون في إستراتيجية معيبة كما أوضحنا… معيبة بشكل مأساوي من الجانب الروسي. «وكرر اتهامات أميركية بأن الضربات الروسية لا تركز على مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي.
بدوره أفصح المندوب الأميركي لدى حلف شمال الأطلسي دوغلاس ليوت عن الموقف الأميركي من دون أي التباس، إذ أكد أن التحالف، الذي تقوده واشنطن لمواجهة داعش في كل من سورية والعراق، لن يتبادل المعطيات الاستخباراتية مع روسيا ما لم تتخل موسكو عن دعمها للرئيس الأسد. وقال ليوت: «لدينا ربما مصلحة مشتركة تتمثل في الانتصار على داعش، إلا أننا لا نتوحد في دعم نظام (الرئيس) الأسد. ومن الواضح أن القوات الروسية تعمل على دعم (الرئيس) الأسد، على حين يرى أعضاء التحالف الدولي أن (الرئيس) الأسد يجب عليه الرحيل»، وأضاف مستنتجاً: «طالما لا تتوافق أهدافنا بهذا الشكل لا أرى أي آفاق لتبادل المعلومات الاستخباراتية».
مع ذلك شدد الدبلوماسي الأميركي على أن بلاده تريد الحيلولة دون الانزلاق في نزاع مع روسيا، معرباً عن ارتياحه بشأن ترتيب الاتصالات العسكرية والسياسية مع روسيا حول سورية.
وأعرب عن استيائه بشأن الوضع المعقد على الأرض في سورية، مشيراً إلى وجود «خليط عسكري متنوع» يضم قوات روسية في اللاذقية وطرطوس والآلاف من القوات الإيرانية وكذلك حزب اللـه اللبناني، ويواجه «خليطاً متنوعاً مشابهاً من القوات المعارضة».
وردت روسيا على الشروط الأميركية بحدة، إذ قالت وزارة الدفاع الروسية: إن رفض واشنطن تبادل المعلومات معها بشأن مواقع متشددي تنظيم داعش يظهر أن الولايات المتحدة تبحث عن ذريعة حتى لا تحارب الإرهاب.
ونقلت وكالات الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الوزارة الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف، قوله: «شركاؤنا من الدول الأخرى الذين يرون في (داعش) عدواً حقيقياً ينبغي تدميره، يساعدوننا بهمة بتقديم معلومات عن القواعد والمخازن ومواقع القيادة ومعسكرات التدريب الإرهابية» في إشارة على ما يبدو إلى سورية والعراق وإيران.
وتابع كوناشينكوف قوله في إشارة غير مباشرة إلى واشنطن وحلفائها: «لكن من يبدو أن لديهم رأياً مختلفاً في هذه المنظمة الإرهابية يبحثون بشكل دائم عن ذرائع لرفض التعاون في المعركة مع الإرهاب الدولي».
من جهة أخرى أشار كوناشينكوف إلى أن بلاده يمكن أن تأخذ باقتراحات أميركية تهدف إلى تنسيق ضرباتها الجوية في سورية مع غارات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة في هذا البلد، على الرغم من التحفظ الروسي المبدئي عليها. وقال: إن «وزارة الدفاع الروسية استجابت لطلبات البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) ودرست عن كثب الاقتراحات الأميركية حول تنسيق العمليات في إطار مكافحة تنظيم داعش على الأراضي السورية»، مؤكداً أن «هذه الاقتراحات يمكن تنفيذها بصورة إجمالية».
وأضاف: «لم يبق سوى توضيح بعض الأشياء التقنية التي سيتم بحثها اليوم من قبل ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية والبنتاغون على مستوى الخبراء». وأمس الأول دعا وزير الدفاع الأميركي إلى إجراء جولة جديدة من المشاورات الروسية الأميركية العسكرية حول سورية في أقرب وقت. وأبدت وزارة الدفاع الروسية حماسة قليلة تجاه الدعوة الأميركية، مؤكدةً أن قدرة تعاون العسكريين الروس مع نظرائهم الأميركيين أوسع نطاقاً مما تعرضه واشنطن في موضوع محاربة داعش.
ومطلع الشهر الجاري، جرت الجولة الأولى من المشاورات الروسية الأميركية عبر دائرة تلفزيونية مغلقة وذلك بعد يوم من بدء العملية الجوية الروسية في سورية. وقد وصف الجانبان المشاورات بأنها كانت بناءة ومهنية. وقبل أيام كشف نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف عن تلقي وزارة الدفاع الروسية وثيقة مهمة من الجانب الأميركي حول مكافحة تنظيم داعش في سورية. وقال «إننا نعمل على محتواها، وأعتقد أن هذه الوثيقة ستكون مفيدة للتحالف الذي يحارب تنظيم داعش وكذلك للدفاع الروسية. وفي الأيام المقبلة سنتحاور مع شركائنا الأميركيين بوساطة القنوات التلفزيونية.. ولكن من الأفضل إجراء هذه اللقاءات وجهاً لوجه هنا في موسكو».
وأفاد أنطونوف بأن موسكو تعول على أن يعلن الجانب الأميركي عن موقفه بشأن المقترحات الروسية التي «وضعناها على الطاولة».
(رويترز – روسيا اليوم – أ ف ب)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن