وصف الصفقة بحفلة المناقصات على حقوق الشعب الفلسطيني … منسق لجنة اللاجئين في غزة لـ«الوطن»: لا تنازل عن حق العودة
| سيلفا رزوق
وصف منسق اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة محمود خلف، «صفقة القرن» بأنها حفلة مناقصات على حقوق الشعب الفلسطيني، وأن من بين أهدافها إلغاء حق عودة اللاجئين، مؤكداً أن العمل جار لخلق انتفاضة في أوساط مجتمع اللاجئين، للتأكيد على أن لا تنازل عن حق العودة وأن قضية اللاجئين لا تباع ولا تشترى.
خلف وفي تصريح لـ«الوطن» من غزة، أشار إلى أن محاولات تصفية حق العودة على يد أميركا، ازدادت منذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرئاسة الأميركية، حيث مارس ضغوطاً هائلة من أجل إنهاء عمل «الأونروا» كونها المؤسسة الدولية التي تعتبر شاهداً حياً على مأساة اللاجئين الفلسطينيين، وكان هناك محاولات للضغط مالياً عليها، من خلال وقف دفع حصة الولايات المتحدة للوكالة، كذلك جرت محاولات لطرح مشاريع على الأمم المتحدة للتعريف من هو اللاجئ، وحصر قضية اللاجئين الفلسطينيين بكبار السن الذين تبقوا من عام 1948، على مبدأ أن اللجوء لا يورث، وطمس حق مئات آلاف اللاجئين حول العالم.
واعتبر خلف أنه وبعد كل هذه المحاولات جاءت صفقة «ترامب- نتنياهو»، كمحاولة أخيرة لضرب حق العودة، حيث تحدث نتنياهو عن أن قضية اللاجئين ينبغي أن تحل خارج نطاق «دولة إسرائيل»، ما يعني شطب حق العودة، وعدم اعتراف «إسرائيل» بمسؤوليتها عن التهجير واللجوء منذ عام 1948 وحتى الآن، ما سيعني بالضرورة إسقاط قرار الأمم المتحدة، 194 القاضي بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم التي هجّروا منها وتعويضهم عن سنوات الهجرة.
منسق اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين وعضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أكد أن مواجهة كل هذه المحاولات يتم بالتمسك بحق العودة، والتمسك بالقرار 194، والعمل عليه بالمؤسسات الدولية، بمساعدة أصدقاء الشعب الفلسطيني، وكذلك الحفاظ على «الأونروا» كمؤسسة دولية تحمي هذا الحق.
وكشف خلف عن أن العمل جار لخلق انتفاضة في أوساط مجتمع اللاجئين، بأن لا تنازل لا عن الحق السياسي، ولا عن الحق الفردي ولا الجماعي، فقضية اللجوء لا تباع ولا تشترى، وهي قضية سياسية وليست مالية، مؤكداً أن «إسرائيل» لن تجد فلسطينياً واحداً يمكنه التنازل عن حق العودة، فهذه المسألة تشكل جوهر الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
خلف وصف طريقة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «صفقة القرن» بحفلة المناقصات على حقوق الشعب الفلسطيني، وأن هذه الحفلة كانت قائمة حول كيف يمكن تجريد الشعب الفلسطيني من كل حقوقه، وإعطاء الحق الكامل في السيادة للاحتلال الإسرائيلي.
وأكد خلف أن كل فلسطين رفضت ما طرحه ترامب، وهناك اشتغال اليوم من أجل ترجمات عملية لهذا الرفض، والخروج في تظاهرات حول العالم، وسيتم مواصلة التصدي لهذه المحاولات على الصعيد الشعبي والسياسي.
وشدد خلف على أن تحويل الفلسطينيين لمجرد سكان يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية، لن تمر، رغم محاولات تجميل هذا الأمر بعبارات منمقة، مشدداً على أن الإصرار الأميركي لتصفية القضية الفلسطينية سيقابله إصرار فلسطيني على الرفض والاستمرار في النضال.
خلف ورداً على الدعوات العربية لدراسة «الصفقة» قال:» عندما تتحدث الصفقة بأنّ القدس موحدة وعاصمة لإسرائيل، وعندما تقول إن لا حل لقضية اللاجئين، وهناك ضم للأغوار والجولان، فماذا ندرس؟ كل الحقوق مبددة، والأمور واضحة جداً، والمطلوب أن نكون بلا كيانية، والمصادقة على سرقة أرضنا»، مشدداً على أن «الصفقة مرفوضة وغير قابلة للمساومة والتنازل، ومصيرها الفشل مثلها ممثل باقي المؤامرات».