ثقافة وفن

«شارع شيكاغو».. قصص الصراع والحب والتضحية والجمال … محمد عبد العزيز: العمل مرآة للشارع السوري … سلاف فواخرجي: النص غني وممتع ودوري مختلف

| وائل العدس – سارة سلامة - تصوير طارق السعدوني

خلال مؤتمر صحفي، أطلق مسلسل جديد بعنوان «شارع شيكاغو» من تأليف وإخراج محمد عبد العزيز وبطولة سلاف فواخرجي ومهيار خضور وهدى شعراوي ومالك محمد وجوان خضر وحسام الشاه وتيسير إدريس وهمام رضا وحسام سلامة وآخرين، على حين من المتوقع انضمام نجوم جدد من بينهم عباس النوري وجهاد سعد وإغراء.
وكتب عبد العزيز عمله الثالث في الدراما التلفزيونية إخراجياً بعد «ترجمان الأشواق» و«صانع الأحلام» بالتعاون مع ورشة كتّاب من خريجي قسم الدراسات في المعهد العالي للفنون المسرحية وهم رزان السيد وعلي ياغي ويزن الداهوك.

ويروي العمل قصة فتاة دمشقية تهرب برفقة بطل شعبي من المجتمع والجهات التي تلاحقها في حقبة الستينيات، حيث تلجأ لتياترو في شارع شيكاغو الذائع الصيت بدمشق، والذي كان يمثل وقتها الامتداد الحضاري والمعاصر للمجتمع الدمشقي، وينتهي الصراع بجريمة قتل غامضة تتكشف خيوطها في الوقت الحالي على يد محقق يعثر مصادفة على ملف القضية، فتتحول الحقبتان الزمنيتان إلى مرآتين تعكسان قصص الصراع والحب والتضحية والجمال.
ويأتي إطلاق العمل في وقت عصيب، تشهد فيه الدراما السورية تراجعاً مخيفاً في الكم والنوع هذا العام، ببصمة لافتة لمخرج يمتلك خصوصية متميزة إن كان في الدراما أو السينما، وبمشاركة نخبة من النجوم، وعلى رأسهم النجمة سلاف فواخرجي التي كانت وما زالت أكثر انتقائية في إطلالاتها كافة.

محمد عبد العزيز
مخرج العمل أكد أنه تعرف على شارع شيكاغو عن طريق الأديب الراحل برهان بخاري، فتحمس للفكرة حيث كان هذا الشارع منذ نهاية الأربعينيات وإلى أواخر الثمانينيات (وقت إغلاقه) يمثل الوجه الحضاري لدمشق ومرآة للمجتمع الدمشقي والسوري حينها.
وقال: وصلتُ إلى صيغة العمل الدرامية الحالية مع ثلاثة شباب موهوبين من قسم الدراسات، فكانوا شركاء حقيقيين، ونجحنا بتقديم المشروع خلال فترة وجيزة.
وأبدى سعادته بالتعاون مع سلاف فواخرجي التي وصفها بنجمة سورية الأولى التي ستظهر بشكل جديد كلياً، موضحاً أن شخصية «ميرامار» ستكون المحرك الأساسي للأحداث، بدور سيفاجئ الجميع، ويتطلب مهارات خاصة جداً، كاشفاً عن أسماء أخرى ستنضم للعمل يتم التفاوض معها حتى الآن.
وفي حديثه عن تفاصيل العمل، قال: إن العمل يبدأ بالمرحلة الأولى من حزيران عام 1959 إلى الثامن والعشرين من أيلول عام 1961، أما الثانية فهي المعاصرة وتدور أحداثها في الوقت الجاري.
وأوضح أن العمل واقعي يمثل مرآتين مقابل بعضهما، وسيشكل مرآة للشارع السوري بكل تفاصيله، جازماً بأن العمل سيحظى بجماهيرية واسعة.
ورأى عبد العزيز أن الوقت هو العدو الحقيقي لهذا المشروع مع اقتراب حلول الموسم الرمضاني، مضيفاً إنه بمساعدة الشركاء وكامل أسرة العمل وتوافر الظروف المواتية والإمكانات اللازمة سنتجاوز هذا الأمر.
وكشف أنه كان سيتصدى لمهمة إخراج عملين عربيين، لكنه فضّل هذا المشروع المحلي باعتباره معنياً بالمشهد الثقافي السوري سواء في الدراما أم السينما، مشيراً إلى دعمه الكامل لأي عمل سوري صرف، خاصة أن «شارع شيكاغو» سوري بكل ما فيه من فنانين وفنيين.
وفي حديثه عن الأعمال التي تناولت الحرب على سورية، قال: عادةً، فإن الأعمال التي ترصد الحروب تكون هي الأنجح عالمياً منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى والثانية، لكن عملنا هذا لا يتطرق للحرب على سورية إلا ربما من الجانب المعيشي، لأن جوهر العمل لا يتطلب التطرق للحرب.
وأكد أن العمل يتجه نحو توجه جديد في الدراما، ويحتوي على متطلبات الدراما الحديثة، مشيراً إلى أن أي عمل سوري مهما كان بسيطاً فإنه يقدم محتوى ومغزى ومستوى عالياً.
هل يتقاطع العمل مع الشارع السوري؟ وهل سيتناول الأحداث السياسية فترة الستينيات خلال الوحدة بين سورية ومصر؟ سؤال أجاب عنه عبد العزيز: هنالك صيغة جديدة ننتقل فيها بين الفترتين، بحيث يكون العمل متناسقاً ومتناغماً، وبالنسبة للحقبة السياسية فلن نغوص فيها كثيراً، لكننا سنردد بعض المفردات والمعطيات التي تشير إلى هذه المرحلة، وفترة الوحدة حاضرة بشكل يساعد الفرضية الدرامية.
وأضاف: نقدم في العمل دراما تشبه الحياة، وفي هذه الحياة تعب وقوة وتضحية وحب وكره، وشخصياتنا كبشر تتشابه وتتقاطع مع جميع الشخصيات، وهي بمجملها شخصيات نعيشها ونصادفها ونشعر بها.
وكشف أن التصوير سينطلق بعد أسبوع، وأن كاميرته لن تغادر دمشق التي ستكون الدافع الأساسي للعمل.
وختم بالتأكيد على سعيه على أن يرتقي العمل على المستوى البصري، مشيراً إلى أن هذا العمل سيكون بمنزلة هدنة مع الرقابة التي سبق أن تدخلت في مسلسله «ترجمان الأشواق».

دور مختلف
من جهتها، عبّرت النجمة سلاف فواخرجي عن اشتياقها للعمل السوري الخالص، مشددة على الإيمان الكامل بتقديم عمل مميز وجميل يشبه المجتمع السوري بتفاصيله كافة، ومثنية في الوقت نفسه على جمالية النص الذي أعجبت فيه منذ القراءة الأولى، ووصفته بالغني، معربة عن أملها في أن يشعر الجمهور بهذا الغنى، ويرى نفسه جزءاً من الحكاية عند مشاهدة العمل.
وتعليقاً على أنها نجمة العمل الأولى، رأت أن كل الممثلين السوريين نجوم وفي الصفوف الأولى، وبالنهاية وبإيماننا الكبير بعملنا سنشكل جميعاً لوحة فسيفساء واحدة.
كما أبدت سعادتها بالتعاون مع المخرج محمد عبد العزيز، هذه التجربة وإن تأخرت فإنها تبقى فرصة مهمة أتشرف بالعمل فيها مع مخرج يمتلك من الخصوصية ما يكفي لصناعة عمل ناجح وجوهري.
ورداً على سؤال «الوطن»، أكدت فواخرجي أنها تسعى للانتقائية حتى لو كانت على حساب الحضور، قائلة: أعشق مهنتي، وأشتاق دوماً للوقوف أمام الكاميرا، لكنني في الوقت نفسه أحرص على الظهور اللائق، فالنص ممتع وذكي وجميل، والمخرج فنان حقيقي وصاحب رؤية، ودوري مختلف ويستحق الوقوف عنده، لأنه يحوي الكثير من الخصوصية.
وشددت في سياق آخر على أن المرأة السورية متميزة دائماً بمختلف مستوياتها الاجتماعية، كاشفة أن الشخصية التي تؤديها ستكون عميقة وغنية فكرياً وثقافياً.

قالب تشويقي
بدوره، عبّر النجم مهيار خضور عن استمتاعه بالنص الذي كان ينتظر قراءته الحلقة تلو الأخرى، مبيناً أن العمل اجتماعي عاطفي تاريخي ضمن قالب تشويقي حركي ممتع جداً، متمنياً تقديم عمل يليق بذائقة المشاهد السوري والعربي الذي سيسافر برحلة جميلة من ستينيات القرن الماضي حتى وقتنا الحالي.
وكشف أنه يلعب دور «مراد عكاش» الذي يمثل البطل الشعبي، ويعيش ظروفاً صعبة عدة، يفقد فيها أهله، لتصبح هذه الظروف مكوناً أساسياً في شخصيته يتأتى منها لاحقاً عناده وإصراره للوصول إلى ما يريده.
ونفى وجود تقاطعات بين هذه الشخصية الشعبية وبين شخصية «زكوان» التي أداها في مسلسل «عناية مشددة» لأن الثانية كانت سلبية بالمطلق.
ورداً على سؤال حول غيابه عن الأضواء، قال: الغياب لم يكن متعمداً بل جاء نتيجة ظروف عدة، منها الخريطة الإنتاجية بالمنطقة، وربما تعود للفنان الذي يعيد حساباته في الكثير من الأشياء، وبالتأكيد لستُ محسوباً على شركة إنتاج بعينها.

11 عملاً
ويعد «شارع شيكاغو» المسلسل السوري الحادي عشر هذا العام، حيث صور ويُصور ومن المقرر أن يصور عشرة أعمال وهي «حارس القدس» و«بروكار» و«يوماً ما» و«مقابلة مع السيد آدم» و«ومن الحب» و«سوق الحرير» و«الحرملك2» و«الجوكر» و«صقار» و«بقعة ضوء15»، على حين لم يتأكد بعد تصوير الجزء الحادي عشر من مسلسل «باب الحارة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن